اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ فطَيم وَجدتْ نفسَها ، فصارت هي سوقَ الغزل ، فهل تضيع ، من جديد !
فطَيم وَجدتْ نفسَها ، فصارت هي سوقَ الغزل ، فهل تضيع ، من جديد !
04.05.2019
عبدالله عيسى السلامة
مضرب المثل الشعبي : نزل قرويّ ، إلى مدينة حلب ، ومعه زوجته ، وكان لديهما غزل ، يودّان بيعه ، والإفادة بثمنه ، بشراء بعض ما يحتاجانه ، من طعام ولباس ، و غير ذلك ، من أشياء، لهما ولأبنائهما! وفي المدينة الكبيرة ، سألا عن سوق الغزل ، فدلّهما عليه بعض العارفين ، فاتّجها إليه ، وهما يحلمان ، ببيع غزلهما، وقبض ثمنه ! بَيدَ أن الازدحام ، في السوق ، فرّق بينهما ، فغابت فطيم ، عن نظر زوجها ، وتلفّت كثيراً ، فلم يجدها ، فصارت لديه مشكلة ، أهمّ من بيع الغزل ؛ إنها ضياع فطيم !
صار الرجل يتجوّل ، في السوق ، ويسأل الناس عن فطيم : يسأل كلّ من يراه ، من المارّة، والجالسين في المحلاّت ، وهو يلهث ، من : التعب ، والقلق ، والخوف على فطيم ، التي هي عالمه ، كلّه : هي رفيقة دربه ، وأمّ أولاده ، وربّة بيته ، وأنيسته ..!
كان يصيح مستغيثاً : ياناس ، يا أهل الخير، من رأى منكم فطيم ..؟ ياقوم ، ياأجواد ، زوجتي فطيم كانت معي ، وضاعت منّي ، في الزحام ، فمن رآها منكم ، فليدلّني على مكانها..!
كان الناس يشفقون عليه ، وكل منهم يعبر عن إشفاقه ، بطريقة : انظروا ، إلى هذا المسكين: يبحث عن فطيم بسوق الغزل ..! أسمعتم هذا البائس ، ماذا يقول ؟ إنه يسأل عن فطيم ، بسوق الغزل !
وصارت قصته مثلاً ، يتداوله الناس ، في كثير من المدن والأرياف ، كلّما جدّت لديهم حالة مشابهة ! فيردّد بعضهم : فلان يسال عن فطيم بسوق الغزل ! أو يقول أحدهم : ياعمّي مّن فطيم ، بسوق الغزل ؟ وهكذا ..!
لقد كانت الشعوب العربية ، لدى الساسة المحترفين والعسكر، مثل فطيم بسوق الغزل: ضائعة أو مضيّعة عن عمد:لايكترث بها أحد ؛ يبيع بها الساسة ويشترون ، دون أن يستشيرها أحد ، أو يأخذ برأيها أحد ؛ ولا سيّما، في السياسة الخارجية ! تُمرَّر الصفقات : السياسية ، والعسكرية ، والاقتصادية .. بين الحكّام والأطراف الخارجية .. وإذا سأل أحدُ هذه الأطراف الخارجية ، عن موقف شعب من الشعوب، تجاه صفقة ما ، يضحك المسؤول ، ويردّد المثل : ياعمّي ، مَن فطيم ، بسوق الغزل !؟
أمّا اليوم ، فالشعوب هي سوق الغزل ، كلّه ، في عدد من الدول العربية ؛ ولا سيّما الشعبان، اللذان انتفضا، أخيراً ، في الجزائر والسودان !
العسكر حكَما الدولتين ، حكماً طويلاً ، بل مزمناً ، وغرسا فيهما ، من الأوتاد ، مايَصعب اقتلاعه ، على مستوى : المؤسّسات ، والشخصيات ، والولاءات .. وغير ذلك !
الشعبان يواصلان التجمهر ، ويعزّزان التحشيد ، في المدن والساحات ، ويضغطان ، على العسكر؛ لاقتلاع رموز الحكم السابق ، في كلّ من البلدين ؛ سائر رموز الحكم ، بلا استثناء ، بما في ذلك العسكر، الذين أسهموا ، في الإطاحة برأسي النظامين ! ويطالب الشعبان ، بتسليم السلطة ، إلى عناصر مدنية ، خالصة ! وإذا كان لا بدّ ، من وجود العسكر، فيجب أن يكون وجوداً رمزياً شكلياً ، وأن يَخضع العسكر، للسلطة المدنية ، التي ستشكّلها الشعوب المتظاهرة ، أيْ : الفطيمات !
أمّا كيف سيخضع العسكر، المتمرّسون في: السياسة ، والحكم ، والمناورات .. لإرادة الفطيمات.. ولمَن يسلمون السلطات ، وكلّ فطيم من الفطيمات ، تحمل تناقضات الدنيا ، كلّها، من: فكرية، ومصلحية ، ومزاجية ، وحزبية ، وثقافية ، وبيئية ، وغيرها .. ممّا يغري أبسط سياسي ، بالعبث السلمي ، أو الدامي ، بهذه الجموع البشرية الحاشدة ، الهائجة المائجة ، والتي تحتفظ بصور الشعوب (الفطيمات) ، التي سبقتها ، في التعبير، عن أنفسها ، مثل : ليبيا ، واليمن ، ومصر، وسورية .. فكان مصيرها ، كما هو ماثل ، في أذهان الفطيمات ، التي وَجدت أنفسها ، حديثاً، والتي تخشى من مصير سابقاتها.. أما كيف يخضع العسكر لهذا، فجوابه : عند العسكر أنفسهم، أو عند عقلاء الفطيمات !
لكن : هل طرائق الفطيمات الحديثة ، في تذاكيها وتداهيها ، في التعامل مع العسكر.. تمنحها، غيرَ ما منحتها طرائقُ الفطيمات القديمة ، لفطيماتها ,, أم تعود كل منها – الفطيمات الجديدة - إلى الضياع ، من جديد ، لكن ضياع اليوم ، يختلف عن ضياع الأمس !