الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عامل الوقت في الأزمة السورية

عامل الوقت في الأزمة السورية

21.09.2013
رأي البيان


البيان
الجمعة 20/9/2013
دخلت مساعي الحل في سوريا مرحلة جديدة مع استخدام السلاح الكيماوي الذي نجم عنه اتفاق روسي أميركي بنزعه. وأمس تعهد بشار الأسد بتسليم الأسلحة الكيميائية التي بحوزة نظامه لكنه حذر من أن ضبطها وتدميرها سيستغرق سنة وسيتطلب مليار دولار.
مرة أخرى يلوح في الأفق مشكلة الوقت. فالعملية ستستغرق سنة بحسب الأسد، وقدرها خبراء بسنوات، لكن هذا إذا سار الأمر كما هو مخطط له بدون ان يواجه عقبات، منها مثلاً أن هناك احتمالا كبيرا بأن يقوم النظام بتعليق العملية في مرحلة ما احتجاجاً على ما سيسميه انتهاكاً مزعوماً من قبل المفتشين. كما أن وقوع بعض المختبرات الكيماوية بالقرب من مناطق المعارضة، قد يعرض مهمة فريق الكيماوي لبعض الصعوبات، سواء عبر تسعير المعارضة للقتال من جانبها في منطقة السفيرة بريف حلب مثلاً، أو أن يقوم النظام بنفسه بالمبادرة عبر قصف جوي على مناطق مدنية.
العملية التي ستستغرق سنة قد تمتد إلى سنوات في حال لم تؤخذ العوائق في عين الاعتبار قبل الشروع في تنفيذ اتفاق الكيماوي.
الحل على ما يبدو لن يبدأ عملياً قبل الانتهاء من الكيماوي، وهذا ما ألمح إليه الرئيس الأميركي باراك اوباما اول من أمس عندما تحدث أن الخطوة الأولى هي ضمان الكيماوي، والخطوة الثانية هو الحوار مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وعلى رأسها روسيا.
من الإيجابيات المنتظرة لاتفاق الكيماوي هو تخفيف وتيرة المعارك الدائرة، والتي يدفع المدنيون ثمنها الأكبر، فطالما وتيرة الحل السياسي بطيئة، فإن المطلوب إيقاف سرعة القتل اليومي في شوارع سوريا، ذلك أن الإمعان في المماطلة من كافة الأطراف الدولية الكبرى لا يفاقم فقط من النزاع العسكري، بل يجعل من إيمان الناس بالحل السياسي معدوماً، وهذا ما سيزيد من مؤيدي الحل العسكري حتى لو كانت نتائجه هي ما نشهده هذه الأيام في مختلف أنحاء سوريا.