الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عام صعب في الشرق الأوسط

عام صعب في الشرق الأوسط

04.01.2014
كريستا كيس براينت


الاتحاد
الخميس 2/1/2014
صورة قاتمة رسمها الصراع السوري على وجه العام الماضي، فالدماء تنزف للعام الثالث وحصيلة القتلى هائلة وتتزايد، وتيار الإسلام السياسي تهوي به موجة "الربيع العربي" إلى السفح بعد أن رفعته إلى القمة، وإيران تبرم اتفاقاً نووياً تاريخياً مع القوى الكبرى أملاً في رفع العقوبات التي كبدتها غالياً. إنها قصص ثلاث يتوقع أن تظل في بؤرة الاهتمام في العام الجديد. في مصر، تحول "ميدان التحرير" الذي كان ساحة للمطالبين بالحرية منذ بداية الانتفاضة المصرية في 25 يناير عام 2011 إلى نقطة احتشاد للمطالبين بتنحي الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأول رئيس للبلاد منتخب ديمقراطياً، وهو ما حققه وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بعد أن حصل على دعم شعبي كبير. ففي 30 يونيو، اكتظ ميدان التحرير وميادين أخرى في القاهرة ومدن أخرى بملايين المصريين المعارضين للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وفي الثالث من يوليو عزل الجيش مرسي وأعلن خريطة طريق انتقالية. وبعد سقوط مرسي، قدمت حركة "النهضة" الإسلامية في تونس العديد من التنازلات السياسية خشية تكرار ما حدث في مصر على ما يبدو. فحكومة علي العريض المنتمي لـ"النهضة" واجهت مطالبات بالاستقالة خاصة بعد اغتيال المعارض محمد البراهمي يوم 25 يوليو. ثم توافقت أغلب الأحزاب التونسية على مبادرة للحوار الوطني ووقعت في الرابع من أكتوبر على خريطة طريق تضمنت استقالة حكومة العريض. وبدأ الحوار الوطني يوم 25 أكتوبر، واختير مهدي جمعة ليشكل حكومة جديدة مستقلة ذات كفاءات لتسيير الأعمال حتى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في 2014. وفي سوريا، في ختام العام الكئيب للصراع، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد قتلى الحرب الأهلية في سوريا ارتفع إلى 130433 شخصاً على الأقل أكثر من ثلثهم مدنيون على جانبي الصراع، لكن العدد الفعلي للقتلى ربما يكون أكبر كثيراً. وقال المرصد المؤيد للمعارضة إن عدد النساء والأطفال الذين قتلوا في الصراع حتى الآن بلغ 11709 أشخاص. ستظل قصة "الربيع العربي" تحتل العناوين الصحفية في العام الجديد. فمصر ستجري استفتاء على مسودة دستور جديد يمهد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتونس تنتظر انتخابات مثلها. والأزمات السياسية والأمنية المتلاحقة في ليبيا دفعت إلى تدشين "مبادرة الإنقاذ الوطني". والطريقة التي ستتعامل بها الولايات المتحدة مع المأزق الديمقراطي في مصر التي تعد من أكبر متلقي المساعدات الأميركية في المنطقة سيبرز الأولويات الأميركية في الشرق الأوسط. لكن أحداث "الربيع العربي" والسياسة المربكة تجاه الديمقراطية قد تتوارى قليلاً عن الأنظار إذا نجحت طهران والقوى الدولية في تقييد البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية بعد اتفاق تاريخي أبرم في 24 نوفمبر، ويتوقع أن يجري البدء في تنفيذه في أواخر يناير من العام الجديد. وقد تصبح إيران لاعباً قوياً في السياسة بالمنطقة إذا خرجت من العزلة التي فرضتها عليها الأعباء الاقتصادية للعقوبات الدولية. وقد يؤدي هذا إلى نتائج بعيدة المدى لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
------
، محللة سياسية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"