الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عبد العزيز الخيّر وسوتشي

عبد العزيز الخيّر وسوتشي

31.12.2017
غسان المفلح


الحياة
السبت 30/12/2017
الدكتور عبدالعزيز الخير، اعتقل بتاريخ 20/9/2012 في طريق عودته إلى دمشق من زيارة للصين على طريق مطار دمشق. الخير، القيادي في حزب العمل الشيوعي، معتقل قبلاً في سجون الأسد لمدة تتجاوز الثلاثة عشر عاماً، وعضو قيادي في هيئة التنسيق المعارضة التي تشكلت بعد الثورة. وكان قد زار موسكو قبل أن يتوجه إلى الصين.
عبدالعزيز كان لديه هاجسان أكبر من كل شيء: التدخل العسكري الأميركي في سورية، وموضوع التطييف والعسكرة، حيث أنه القائل عن الثورة "إذا تعسكرت تطيفت".
وكان لدى الأسد هاجس وجود شخصية محترمة وذات تاريخ نضالي ضد الأسدية، ينحدر من الطائفة العلوية.
هذا أحد أسباب اعتقاله، وفيما حاول الروس والإيرانيون احتواء هواجسه، بقي الخير من النوع الذي لا يمكن احتواؤه، سواء اختلفنا أو اتفقنا معه سياسياً.
ومن متابعتي له، كان عبدالعزيز يحاول أن يرى في الروس وسيطاً، وهذا هو الوهم الذي لم يكن خاصاً به، بل بكثيرين من المعارضة ومؤسساتها، إذ لا يمكن قبول وسيط يدعم القاتل بالسلاح. وهذا الدعم تزايد بعد الثورة، حتى وصل إلى حشد أكثر 150 ألف جندي روسي وحرس ثوري إيراني ومرتزقة من ميليشيات إيران في لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان. الطيران الروسي وحده هو الذي غير المعادلة العسكرية على الأرض. قتل المعارضة المعتدلة ودمر المدن فوق رؤوس مدنييها. سياسة الأرض المحروقة هذا ما قام به بوتين في سورية، وهو الآن عازم على عقد مؤتمر سوتشي، ليعلن انتصاره النهائي على الشعب السوري.
هل كان ممكناً لعبدالعزيز أن يقبل بهذا؟ لو كان يقبل لكان الآن خارج السجن. وهذه هي معادلة بوتين الذي صرح مسؤوله عن الملف السوري بأن "من يريد الحديث عن عدم بقاء الأسد، لن يكون في سوتشي".
لقد طالبنا بتدخل روسي من أجل إطلاق سراح عبدالعزيز الخير، لكنْ لا حياة لمن تنادي. فقد تبدى أن الروس يريدون استمرار اعتقاله.
وعبد العزيز الذي كان يرفض كل تدخل أميركي أو دولي لحماية المدنيين، لم يكن في ذهنه أن تحتل كل هذه الدول الثورة السورية. تحتلها وتوافق على استمرار اعتقاله، ويكون هذا هو خيار سوتشي الأساسي والنهائي.
فالحرية لعبدالعزيز ولكل المعتقلين، لأنها جديرة بهم.