الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عبر قوارب الموت: هروب عشرات السوريين من الحاضنة الشعبية للأسد إلى قبرص 

عبر قوارب الموت: هروب عشرات السوريين من الحاضنة الشعبية للأسد إلى قبرص 

27.05.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الاربعاء 26/5/2021 
دمشق – "القدس العربي": مع الوصول إلى موعد استحقاق "الانتخابات الرئاسية" اليوم في سوريا، ووسط الاستعدادات للمسرحية التي ستعيد إنتاج النظام كسلطة أمر واقع لسبع سنوات مقبلة على الأقل، أعلنت جزيرة قبرص عن موجة جديدة من اللاجئين الواصلين إليها بحراً من الساحل السوري الذي يعتبر الحاضنة الشعبية الأكبر للنظام، حيث فرضت "حالة طوارئ" وطالبت بمساعدة الاتحاد الأوروبي لها في هذه الأزمة. 
الانتخابات الرئاسية التي ستمنح بشار الأسد ولاية رابعة عقب عقد من الانهيار والدمار على كل الأصعدة في البلاد وفقدان الأمل لدى الطيف الموالي بإحراز أي تقدم لاسيما في الوضع المعيشي المتدهور، تزامنت مع إعلان الحكومة القبرصية، عن فرض حالة الطوارئ، وذلك بعد أن شهدت سواحل الجزيرة خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا في أعداد تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها عبر المنافذ البحرية. 
 
"موجة يومية من اللاجئين" 
 
وزير الداخلية القبرصي، نيكوس نوريس، قال إن قبرص شهدت الأسبوع الحالي "موجة يومية من اللاجئين الواصلين إليها بحراً من ميناء طرطوس السوري" مشددا على أن بلاده لم تعد تملك الإمكانات لاستقبال مزيد من اللاجئين، خصوصا أن نحو أربعة آلاف طلب لجوء قوبل بالرفض منذ مطلع العام الحالي. 
وطالب الوزير القبرصي بتقديم الاتحاد الأوروبي المساعدة والدعم لبلاده حيال الأشخاص الذين رفضت طالبات لجوئهم في القضايا المرتبطة بدول لا تقيم نيقوسيا معها علاقات ثنائية، على غرار تركيا التي لا تعترف بدورها بجمهورية قبرص. وكانت السلطات القبرصية، قد اعترضت يوم الأربعاء الماضي، قارباً قبالة ساحل الجزيرة الشرقي كان يقل 97 لاجئاً أبحروا من سوريا، كما كشفت السلطات عن صول 14 شخصاً قادمين من سوريا، يوم الجمعة الماضي، بينهم ثلاثة أطفال، عبروا إلى جمهورية قبرص من الشطر الشمالي للجزيرة الخاضع لسيطرة تركيا. 
وسائل إعلام قبرصية قالت الأسبوع الفائت، إن 64 مهاجراً غير شرعي، بينهم 21 طفلاً جمعيهم سوريون باستثناء شخص واحد من لبنان، وصلوا على متن قارب خشبي كبير إلى منطقة ميناء الصيد في لارنكا، مشيرة إلى أنه شوهد القارب الذي يبلغ طوله 10 أمتار على مسافة ثلاثة أميال بحرية قبالة ساحل "لارنكا". وتوجه عناصر من الشرطة والدفاع المدني وإدارة الأجانب والهجرة إلى مكان القارب لإجراء مزيد من الفحوصات والتحقيقات، حيث تبين أنه انطلق من سوريا. 
وشهد الشهر الفائت وصول أكثر من 60 مهاجراً غير شرعيين بينهم نساء وأطفال إلى مخيم بورنارا للمهاجرين في ريف نيقوسيا، وفقا لوكالة الأنباء القبرصية، وذلك بعد رصد وصول اللاجئين السوريين في قارب خشبي طوله 30 قدمًا، على بعد ثلاثة أميال بحرية قبالة سواحل لارنكا. 
وقال مسؤولو الهجرة في وقت لاحق إن القارب غادر من سوريا ووجهته غير معروفة، وفقًا لوكالة الأنباء القبرصية. ويبعد الساحل السوري عن قبرص مسافة لا تتعدى 160 كليو متراً، وهو طريق بدأ يسلكه مهاجرون سوريون مؤخراً بعد تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد إلى مستويات لم تشهدها من قبل. وتقف وراء هذه الظاهرة أسباب عدة، تحدث عنها الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام رشيد حوراني حيث قال ان هذه الأحداث سبقها هروب ثلاثة طلاب جامعيين من موالي النظام، قامت وسائل اعلام المعارضة بنشر خبرهم. 
ومن خلال هؤلاء، والهاربين في اتجاه قبرص تتلخص عدة أسباب وهي وفقاً للمتحدث "عدم جدوى البقاء في مناطق سيطرة النظام لانعدام أي فرصة وخاصة أمام فئة الشباب الساعين لبناء انفسهم ومستقبلهم، وتحقيق ذواتهم سواء من خلال الأعمال الحرة او من خلال متابعة الدراسة". فضلاً عن القبضة الأمنية التي ازدادت في الفترة التي سبقت الانتخابات، ومحاسبة الكل على أنفاسهم، أما الأهم وفق الباحث "تدني مستوى الحالة المعيشية بشكل لا يمكن تصوره، مقابل استمرار النظام بزج الجميع وقوداً لحربه العبثية. والسماح من مناطق النظام للمهاجرين بالتوجه في اتجاه قبرص قد تكون ايضاً ورقة بات نظام الاسد يلوح ويهدد بها دول الغرب ليبدوا مرونة في اعادة تأهيله". 
وكل الأسباب برأي المتحدث لـ "القدس العربي" تعكس عدم الثقة في النظام "وعلى المجتمع الدولي أن يكون جادًا في وضع حد لما يجري انطلاقاً من حق الإنسان في العيش الكريم". 
 
حالة ارتباك في صفوف النظام 
 
ويعزو خبراء ومراقبون هروب الموالين من الساحل السوري، إلى حالة ارتباك في صفوف النظام، الذي يسيطر على العاصمة المركزية والمنطقة الوسطى والساحلية معتبرين أنه مؤشر لا يخدم شرعية انتخاباته. 
المعارض السياسي درويش خليفة رأى أن تفضيل الموالين للنظام السوري قوارب الموت على البقاء تحت حكم الأسد في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد يعود إلى فقدان الحاضنة الشعبية الأمل في حدوث أي انفراجة تحت حكم الأسد وأضاف المتحدث لـ"القدس العربي": "لا يمكن التفاؤل مع هكذا منظومة تعبث في الوطن والمواطن فالدول المتدخلة لإنقاذ نظام الأسد تعاني من ضائقة اقتصادية كبرى، بسبب العقوبات الغربية وإدارة دول الخليج ظهرها لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعدم إعطائه أي وعود تخص إعادة الإعمار". 
وعلى ضوء ما تقدم، يقول خليفة "قام وفد حكومي مؤلف من رئيس الوزراء و13 وزيرًا بزيارة إلى مدينة السويداء في محاولة لاستجداء أهلها من أجل فتح مراكز للانتخاب. مع تقديم وعود بتخصيص ميزانية قيمتها 5 مليارات ليرة تساهم في تنمية المدينة وصيانة البنية التحتية المتهالكة فيها. وهنا أعود وأركز على حالة الارتباك التي تصل حد إعلان الروس عن الرئيس القادم وقد يكون أحد المرشحين الآخرين" المنافسين للأسد.