الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عتاب الجيش الحر على امريكا

عتاب الجيش الحر على امريكا

04.04.2013
رأي القدس
رأي القدس

القدس العربي
الخميس 4/4/2013
تتصاعد بكثافة انتقادات المعارضة السورية، والجيش السوري الحر وقيادته للولايات المتحدة الامريكية ورئيسها باراك اوباما، بسبب رفض تسليح المعارضة باسلحة حديثة متطورة لحسم الحرب عسكريا لصالحها، وصالح الهدف الاساسي، وهو اطاحة النظام الحاكم في دمشق.
ما لا تدركه المعارضة السورية ان الولايات المتحدة كقوة استعمارية كبرى، لها مصالح، وتنطلق دائما في سياساتها بما يخدم هذه المصالح ويعززها، فهي ليست جمعية خيرية، والتعاطف الانساني يحتل دائما ذيل اهتماماتها واجنداتها الخارجية، وفي منطقة الشرق الاوسط على وجه الخصوص.
امريكا تدخلت عسكريا في افغانستان للحفاظ على هيبتها كقوة عظمى بعد ان اهينت من هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) على يد تنظيم 'القاعدة'، وتدخلت عسكريا في العراق من اجل مصالح نفطية وحفاظا على التفوق العسكري الاستراتيجي الاسرائيلي، وقادت تحالفا للاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي لتأمين نصيب حليفيها البريطاني والفرنسي من الكعكة النفطية الليبية، واظهار الكرت الاحمر للصين منافستها الرئيسية في افريقيا.
المصلحة الامريكية الرئيسية في سورية هي اطاحة النظام المتحالف مع عدويها الرئيسيين في المنطقة، اي ايران وحزب الله، ولكن ما يقلقها هو خطر آخر يتبلور وهو خطر التنظيمات الجهادية على اسرائيل، ولذلك تبدو في مظهر المرتبك بعد ان تعاظمت عليها وعلى حليفتها الاخطار من جراء تعقيدات الملف السوري، وعدم وضوح الرؤية تجاهه، بل وعدم القدرة على التنبؤ بما يمكن ان ينتج عن سقوط النظام او بقائه، او تفتت سورية.
ومثلما سلمت امريكا دفة القيادة الى فرنسا وبدرجة اقل بريطانيا في قيادة حلف الناتو للتدخل عسكريا في ليبيا، فانها اوكلت مهمة تسليح المعارضة السورية الى حلفائها العرب في الخليج، وظلت تدعم وتساعد بطريقة غير مباشرة، وان كانت فاعلة.
امريكا غيرت تكتيكاتها، في المنطقة، ولكنها لم تغير جلدها او قلبها، امريكا باتت حذرة، فجراح هزيمتها في افغانستان والعراق ما زالت تنزف بغزارة، وعلى قيادة الجيش السوري الحر ان تدرك هذه الحقيقة جيدا، وهي توجه اللوم لامريكا. وعلى هذه القيادة ان تدرك جيدا ان مهمتها الملحة من وجهة نظر امريكا ليست اطاحة النظام وانما محاربة جبهة النصرة واخواتها.