الرئيسة \  مشاركات  \  عدوانان آثمان متوحشان، وطاغيتان قاتلان مجرمان

عدوانان آثمان متوحشان، وطاغيتان قاتلان مجرمان

13.05.2014
محمد فاروق البطل


*نائب الأمين العام لرابطة العلماء السوريين
هما عدوان إسرائيل والصهيونية على غزة عام 2008 وعدوان بشار الأسد وإيران على سورية، وثمة مفارقات وموافقات بين العدوانين البربريين الهمجيين مؤلمة ومرعبة.
أما عدوان إسرائيل الشامل والمشهور على غزة فقد بدأ في 27/12/2008 وانتهى في 28/1/2009 أي استمر لمدة ثلاثة أسابيع ويوم واحد، ولكنه مستمر في مناوشات دائمة.
ـ أما عدوان بشار أسد وحليفته إيران وشيعة العالم، فقد بدأ أوائل الشهر الثالث من عام 2011 ولا زال مستمراً، ولا ندري متى يقدِّر الله سبحانه على شعبنا السوري أن يتخلص من هذا النظام المجرم القاتل، وشيعته المجرمة، وقد دخل العام الرابع على ثورة الحرية والكرامة في سورية، ولا زال عدوان النظام والمليشيات الطائفية على أشدهما.
ـ العدوان على غزة جاء من عدو محتل غاصب، هو إسرائيل، ورئيس الحكومة يومها هو يهود أولمرت، بينما العدوان على سورية جاء من حاكم هو بشار أسد، قد أقسم اليمين على الدفاع عن سورية، وحماية أمن الشعب السوري من كل عدوان، وضمان حريته وكرامته واستقلاله، فخان العهد والميثاق، وحنث باليمين.
ـ لطالما اعتدت إسرائيل على سورية جهاراً نهاراً، وأصابت أهدافها بدقة متناهية، وتحدَّت الجيش السوري وقائده المزعوم، وحلَّقت طائراتها فوق القصر الجمهوري، وقصفت الجيش السوري في لبنان، بل وإنها قصفت المفاعل النووي السوري في دير الزور، وبشار الجبان الخائن، وإعلامه الكاذب، لا يسعهم إلا أن يقولوا في بيان مقتَضب: سنرد في الوقت المناسب والمكان المناسب!!، ولكنه لم يفعل جبناً وخوفاً وخيانة، رغم مضي عشرات السنين.
لكنه اليوم... وفي مواجهة الشعب السوري الأعزل، حرَّك الجيش السوري بكل أسلحته الثقيلة الفتاكة، وبكل مخزونه العسكري، براً وبحراً وجواً لقتل شعبه والإجهاز على مطالبه في الحرية والعدالة والكرامة.
ـ المساحة التي شملها العدوان الإسرائيلي هي قطاع غزة وجنوب فلسطين المحتلة، بينما مساحة العدوان البعثي النصيري الشيعي شملت كل سوريا ، بكل مدنها وقراها وأحيائها، وكل جبالها وسهولها ووديانها.
ـ بلغ عدد شهداء غزة في هذا العدوان الإسرائيلي /1285/ وعدد الجرحى /4850/ بينما بلغ عدد شهداء الشعب السوري في الإحصاء الرسمي الدولي المعلَن مائتي ألف حتى تاريخه، لكنه في التقدير الحقيقي هو أكثر من ذلك بكثير، ليقترب من نصف مليون شهيد، اما عدد الجرحى والمعاقين فهو أكبر من أن يُحصى.
ـ لم يترتب على العدوان الإسرائيلي أسرى أو معتقلون، بينما تغص المعتقلات السورية بعشرات الألوف من المعتقلين والرهائن، رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، أما المشردون والمهاجرون والذين فقدوا المأوى والسكن... فقد بلغوا عشرة ملايين أو يزيد، والذين فقدوا الغذاء والدواء في المناطق المحاصرة بإحكام بلغ قرابة ثلاثة ملايين محاصر،  وصحيح أن إسرائيل قد حاصرت غزة ولا تزال، ولكنْ ثمة منافذ ومعابر وأنفاق يصلهم بعض الحاجيات عن طريقها، أما المناطق المحاصرة في سورية فهو حصار خانق مُنع عن أهلها الغذاء والدواء وكل أسباب الحياة حتى مات الصغار والكبار جوعاً بل وحتى أكل أهلنا الأعشاب والحشائش والأنكى من هذا أنالإغاثة الدولية، والمعتمدة بقرار من مجلس الأمن لا يسمح لها بالعبور إلا بعد عناء أو بكميات قليلة ليسرق النظام وأزلامه الباقي!! بل وحتى تاريخه يمنع النظام دخول المساعدات الدولية للمناطق المحاصرة، متحدياً للقرار الدولي والدول الكبرى ، والمؤسف أن الناطقة باسم البيت الأبيض تقول : يستطيع الرئيس السوري بشخطة قلم أن يأمر بالسماح لدخول المساعدات الدولية!!!.
تُرى متى كانت أمريكا بهذه الرقة والموادعة بل والضعف؟!! ويوم 6/5/2014 صرح الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً : إن ثلاثة ملايين سوري في الداخل محاصرون، ولا يسمح النظام بدخول المساعدات لهم.
ثم ناشد الدول الكبرى للضغط على النظام للسماح بدخول المساعدات الدولية ، مرة أخرى أتساءل متى كان المجتمع الدولي بهذه الميوعة؟! إلا أن تكون مؤامرة دولية على الشعب السوري لتركيعه وإذلاله واستسلامه.
ـ استعمل العدوانان الآثمان كافة الأسلحة الثقيلة في البر والبحر والجو... بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، ومنها القنابل العنقودية والفوسفورية والنابالم ، والقنابل الفراغية... وتميز العدوان البعثي الشيعي على الشعب السوري الأعزل باستعمال الأسلحة الكيماوية، والبراميل المتفجرة اللاهبة، والتي يحتوي كل برميل منها على /700/ كيلو من المواد المتفجرة المدمرة، وقد بلغ عدد البراميل حتى تاريخه قرابة خمسة آلاف برميل دمَّر البشر والشجر والحجر.
ـ ولقد طبَّق العدوان البربري الطائفي البعثي نفس الاستراتيجية الإسرائيلية في السيطرة على الجو، وشنِّ الحرب العشوائية، لتقتل كل من يتحرك على الأرض سواء كان رجلاً أو امرأة، شاباً أو شيخاً، مدنياً أو مقاتلاً، بل إنها تُدِّمر بالبراميل الحارقة الأبنية على رؤوس ساكنيها، وقد قال الاستراتيجيون العسكريون: النظام السوري يقتل ولا يقاتل، بمعنى أنه يخوض حرباً جوية من طرف واحد، في مواجهة شعب أعزل، لا يملك طيراناً، بل لا يملك ما يواجه به الطيران الحربي، والنظام حتى الآن لا يجرؤ أن يخوض حرباً برية أو مِيدانية.
ـ لقد كان العدوانان همجيين بربريين إلى أقصى حد، إذ لم تنحصر آثار عدوانيهما على ساحات القتال وميادين المعارك، ولم تقتصر آثارهما على المتحاربين فقط، بل اتسعت لتشمل كل عناصر الحياة، بما فيها البنية التحتية، بل وأكثر من ذلك... فقد شملت كل ما هو جميل، وكل ما هو حضاري، وكل ما هو من الآثار والأوابد  وشواهد التاريخ!!!.
ـ ثم لم يكتف العدوانان بقتل المقاتلين، واستهداف المواقع الأمنية والعسكرية ومصادر النار، ولكنهما استهدفا بجريمتيهما المدنيين العُزل، كما استهدفا المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد والمتاحف والآثار، والأطفال والشيوخ والتي أوى إليها الهاربون من الجحيم من المدنيين العُزَّل.
ـ صحيح أن أمريكا ومَن في حلفها تقف داعمة لإسرائيل في عدوانها دائماً وأبداً على الشعوب العربية، ولكن بشكل غير مباشر عن طريق الدعم المادي والتسليح، ولكن الملاحظ في العدوان المتوحش على الشعب السوري من النظام القاتل أنه استعان بكل القوى الطائفية والعلمانية واليسارية وبشكل مباشر، جنباً إلى جنب في معارك القتال، وفي ميادين التسليح اللامتناهي والدعم اللامحدود.
وتتولى كِبر ذلك إيران بأطماعها الفارسية الشيعية، والتي تجند وتمول النظام والمليشيات المسلحة القادمة من وراء الحدود، ومن كل مكان، من لبنان والعراق والبحرين وباكستان وغيرها، يأتون مقاتلين مسلحين برواتب مغرية، وعقائد فاسدة، وأحلام كاذبة، وفوق ذلك فإن إيران تموِّل الخزانة السورية شهرياً بمليار دولار، ليستمر هذا النظام القاتل المجرم، ولتِحقق إيران من خلال بقائه واستمراره أطماعها الطائفية والسياسية والاقتصادية وقد صرح يوم أمس قائد سابق للحرس الثوري وبشكل صريح وصفيق ، أن حدود إيران الحقيقية تمتد حتى شواطئ البحر المتوسط ، وتدخل فيها الجنوب اللبناني والعجيب الغريب أن هذه التصريحات الاستفزازية العدوانية تُقابل بصمت مشبوه من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والأحزاب القومية!!.
ـ ثم ها هي روسيا تدعم النظام السوري بشكل وقح، ومَن يسمع لافروف وزير خارجيتها يظن أنه هو  وزير الخارجية السوري، يدافع عن جرائم النظام وظلمه وعدوانه ووحشيته وهمجيته، ولا تكتفي روسيا بدعم النظام في الأروقة الدولية، ولا تكتفي باستعمال الفيتو لتعطيل القرارات الدولية حماية للنظام، وتأمين الغطاء الدولي، وتوفير أسباب البقاء له، ولكنها بالإضافة إلى ذلك فإنها تدعمه مادياً وعسكرياً وتكنولوجيا وتوفر له الخبراء ، وتقدم له المشورة ، وقد ربطت روسيا استراتيجيتها ببقاء النظام القاتل في دمشق...
 لكن المفارقة هنا أن أمريكا دخلت على الخط في حماية النظام بشكل ماكر وخبيث، فقد سبق أن أعلنت عن ضربة عسكرية وشيكة للنظام، وقالت مهددة: إن استعمال الكيماوي خط أحمر، فلما استعمل النظام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق، وقتل الآلاف من مواطنيها المدنيين العزل، دخلت أمريكا في صفقة سرية خبيثة مع النظام، مضمونها أن يسلم النظام مخزون سلاحه الكيماوي لإتلافه، في مقابل أن تتوقف الضربة العسكرية الأمريكية المفترضة، وفعلاً فقد أوقفتها ولا تزال ، رغم أن النظام الخبيث لا يزال يراوغ في تسليم سلاحه الكيماوي لإتلافه.
وأمريكا إذ تفعل هذا ليس حباً بالشعب السوري، ولا دفاعاً عن أمنه وحريته بل حماية لإسرائيل وأمن إسرائيل، خاصة وأن النظام السوري هو صمام الأمان لبقاء إسرائيل كما صرح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قبل أيام، وقد شهد أن حافظ أسد وخلال فترة حكمه الطويلة حافظ على أمن حدود إسرائيل.
ومن دهاء أمريكا أيضاً والدول التي تدور في فلكها، أنها  تنفذ المخطط الذي رسموه في جنيف، وشاركت فيه روسيا، ومضمونه: (لن نسمح بسقوط النظام، ولن نمكِّن الثورة من الانتصار، ولتستمر الحرب في سورية عشرات السنين، وإذن فالهدف هو إفناء الشعب السوري، وحذف سورية من الخارطة الدولية وقد صرح بذلك السفير الأمريكي في دمشق فورد لبعض أعضاء الائتلاف قائلاً : لا تحلموا أن تعود سوريا كما كانت تمتلك قرارها الحر المستقل.
نعم...قد تسمح أمريكا بتقديم السلاح الخفيف، وغير النوعي، وغير الاستراتيجي لقوى المعارضة السورية، ولكنها لن تسمح بتقديم السلاح الحاسم في المعركة، ولا بتأمين الغطاء الجوي، ولا بإيجاد المنطقة العازلة التي تحمي الشعب السوري، ولا بتأمين القوة المكافئة لمواجهة تفوق قوة النظام ومرتزقته والمليشيات الوافدة من إيران و العراق ولبنان وغيرها.
ـ وأخيراً وليس آخراً فإن من أوجه التوافق المشؤوم أن العدوانين استهدفا كسر إرادة التحرر والحرية والكرامة عند الشعبين الفلسطيني والسوري، وفشلا بحمد الله تعالى فشلاً ذريعاً، رغم ما تهيأ لهما من أسباب الدعم الظاهر والخفي والمعلن والمستور.
حاولت إسرائيل ومَن وراءها من دول الاستكبار العالمي قتل إرادة الشعب الفلسطيني الحر وقهره وإخضاعه وتركيعه، ولكنَّ عشق الشعب الفلسطيني للحرية والكرامة والاستقلال، والإصرار على المقاومة، ومن قبل ذلك إيمانه بالله، ويقينه بنصره، كان أكبر من العدو الإسرائيلي، وأمنع من عدوانه، وأقوى من سلاحه.
كذلك حاول الطاغية الزنيم بشار الأسد ومن قبله أبوه كسر إرادة الشعب السوري وتركيعه وقهره واستعباده، ولكنَّ إيمان الشعب السوري بالله ويقينه بنصره، واعتماده عليه، وحده (مالنا غيرك يا الله) إضافة إلى إرادته التي لا تلين في تحقيق الحرية والكرامة، ورفض الاستبداد والدكتاتورية والطائفية... هو الذي فشَّل العدوان النصيري والشيعي والبعثي، وردَّه خاسئاً مدحوراً بفضل الله، ولا زال هذا الشعب العظيم يقاوم منذ أكثر من ثلاث سنوات الآلة العسكرية الجهنمية المسلطة عليه من البر والبحر والجو... والأمل بالله كبير أن يتأذَّن سبحانه بنصره ، ويمد هذا الشعب بمدده وعونه وما ذلك على الله بعزيز [وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ] {النور:55} .
ـ وإن من المفارقات المؤلمة والمؤسفة، والعصية عن التفسير؛ أن العدوان الإسرائيلي على غزة، توقف بعد 22 يوماً، بفعل الضغط الشعبي والدولي والديبلوماسي ، حيث تحرك الشارع العربي والإسلامي، وتحركت المظاهرات الغاضبة في كل أنحاء العالم مما أربك الحكومة الإسرائيلية، فأذعنت مكرهة للضغوط، لكن ها هو العدوان النصيري الشيعي الإيراني يدخل عامه الرابع، والمجرم السفَّاك السفاح مستمر في ذبح الشعب السوري وتدمير سورية ، من أقصاها إلى اقصاها ، لم يستثن مدينة ولا قرية ولا حياً ، ولا سهلاً، ولا جبلاً ولا وادياً ، ولم يستثن مسجداً ولا جامعة ولا مدرسة، ولم يستثن طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً فانياً ، إنها الحرب القذرة العشوائية... مع كل هذا الإجرام المعلن والمكشوف ، والذي تنقله القنوات الفضائية ، وكل وسائل الاتصال والتواصل، ساعة بساعة ، ودقيقة بدقيقة ، فإن العرب والمسلمين شعوباً وحكومات ومنظمات ومؤسسات... لا زال رد فعلها بارداً وخافتاً ، ولا يمكن أن يشكِّل أدنى درجات الضغط على النظام البربري المتوحش في سورية ، وإذا صحَّ أن بعض الحكومات العربية وغيرها متواطئة في السر مع النظام، وبعضها في العلن، تستعجل النظام في القضاء على الثورة، رغم مزاعمها الكاذبة بصداقة الشعب السوري وتقديمها الفتات من المساعدات ، أقول : إذا كان هذا شأن بعض الحكومات فما عذر الشعوب العربية والإسلامية هل ماتت عواطفها؟ هل ماتت مروءاتها؟ هل تبلَّدت أحاسيسها؟ هل سقطت قيمها؟ أين هي أحاسيسها القومية؟ أين هي أخوتها الإسلامية ؟ بل أين هي مشاعرها الإنسانية؟ هل من المعقول ثلاث سنوات أو يزيد بليلها ونهارها ، وفي كل ساعة ودقيقة، تنزل في ساحات سورية الصواعق والبراميل والصواريخ ، وتحلِّق الطائرات الحربية تقذف بالحمم، وفي كل اتجاه، وكل ناحية... ثم لا تستيقظ ولا تصحو الضمائر الإسلامية والمشاعر الإنسانية والعواطف البشرية؟!! لو أن الشعب السوري في ثورته يخوض حرباً أهلية كما يكذبون لوجدنا لشعوبنا العربية والإسلامية عذراً ، لكن ما عذرهم وأخص أهل السنة والجماعة في شعوبنا وأن إيران تخوض المعركة إلى جانب النظام بكل ما تحمله من أحقاد طائفية وثارات تاريخية وأطماع سياسية واقتصادية وعسكرية ، وتجنِّد من أجل ذلك كل شيعة العالم؟! .
إذا لم يكن في قدرة الحكومات العربية والإسلامية أن تردع إيران عن عدوانها المتوحش وهي قادرة ولكنها لا تفعل!!، فلتسمح هذه الحكومات لشعوبها أن تعبر عن غضبها وعن مشاعرها وعواطفها تجاه الشعب السوري الحر الكريم الذي لم يقصِّر في يوم من الأيام عن مساندة ثورات الاستقلال والتحرر التي قامت في عالمنا العربي والإسلامي بل وفي العالم الثالث من قارتي آسيا وأفريقيا فليتذكر الإخوة الفلسطينيون! وليتذكر الإخوة العراقيون! وليتذكر الإخوة اللبنانيون ، وليتذكر الإخوة التوانسة والمغاربة والجزائريون...
أين حق الوفاء ؟ أين واجب الإخوة؟ أين واجب النصرة؟ أين واجب الإنسانية؟.
بل ليتذكروا جميعاً أمر الله : [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ]{الأنفال:72} . وليتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
وأقول في الختام محذراً : إن إيران تجرب حظها في سورية ، وإنها تستكثر بخبث ودهاء ومكر من حلفائها في الغرب والشرق بل ومن العرب والمسلمين ليستكوا عن عدوانها في سورية، ولئن نجحت في خطتها وضمنت سورية إلى منطقة نفوذها وأخضعتها من  لاحتلالها لا سمح الله ، فليتوقع حكام العرب والمسلمين أن تتمدد إيران في بلاد العرب والمسلمين لتستعيد أمجادها في إقامة أمبراطوريتها الفارسية الطائفية الشيعية.
اللهم اشهد أنني بلغت... اللهم اشهد أنني بلغت...