الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عدوان إسرائيلي في انتظار الرد

عدوان إسرائيلي في انتظار الرد

07.05.2013
رأي البيان

رأي البيان
البيان
الثلاثاء 7/5/2013
رغم التهديدات والتصريحات الصادرة عن مسؤولين سوريين، مثل تصريح نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، بأن الغارات الإسرائيلية الجوية ضد أهداف في عمق الأراضي السورية خلال الأيام الماضية، هي «إعلان حرب»، وسيكون الرد عليها في الوقت والمكان المناسب، إلا أنه كالعادة، لا يتوقع أن يكون هناك رد فعل من جانب سوريا أو حزب الله، على العدوان السافر الذي يعتبر انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عربية، من الممكن أن يعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات.
ومع أن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، هاجم بيان حكومته «البشع» والضعيف، الذي لا يرقى إلى حجم الحدث، مقارنة بالخسائر الجسيمة الناجمة عنه، معترفاً ضمنياً بشكل رسمي، ولأول مرة، أن الهدنة مع العدو الإسرائيلي سقطت.
ورغم التحسب الإسرائيلي من رد فعل، خاصة في حال نفذت غارة جديدة متوقعة في الفترة القريبة المقبلة، بادعاء منع نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله.
يبدو أن النظام لا يحتاج لإصدار أي بيان يؤكد فيه أن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتتابعة سيكون في زمان ومكان مناسبين، وسيكون بشكل فوري.
 باعتباره لم يستطع في أوقات قوته وسيطرته الكاملة على البلاد أن يمتلك هذين الزمان والمكان، فهل يستطيع الآن وهو منهك في الدفاع عن بقايا سلطته التي تئن تحت ضربات قوى المعارضة التي تتمدد في مساحات مربعاته الأمنية.
ويبدو أن الرسالة السرية التي مررتها إسرائيل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، عبر دبلوماسيين أجانب، حسب تقارير إسرائيلية، وقالت فيها إنها لا تريد التدخل في الحرب الأهلية في سوريا، طمأنت نظام «الممانعة» الذي يتخوف من أن إسرائيل ستعمل على انهيار نظامه، كما أن حزب الله يتخوف من تراجع قوته في حال دخل بمواجهة مع إسرائيل في توقيت غير مريح له ولطهران ودمشق.
وذلك ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مغادرة إسرائيل إلى الصين حسب جدول أعماله.
وباعتبار أنها اعتداءات إسرائيلية على سيادة دولة عربية، جاءت مطالبة جامعة الدول العربية لمجلس الأمن بالتحرك الفوري من أجل وقف هذه الاعتداءات على سوريا، ومنع تكرارها، لأن من شأنها أن تزيد الأمور تفجراً وتعقيداً، وتعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات.