الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عذرٌ أقبح من ذنب

عذرٌ أقبح من ذنب

23.05.2013
صالح القلاب

صالح القلاب
الرأي الاردنية
الخميس 23/5/2013
إذا كانت «حجة» حزب الله بأن مشاركته في الحرب الدائرة الآن في سوريا بين النظام السوري و»شعبه» هي للدفاع عن مرقد السيدة زينب وللدفاع عن الشيعة «المتاولة» الذين يعيشون على الأراضي السورية مقبولة فإن الأحرى بهذا الحزب أن يرسل جيوشه إلى السنغال للدفاع عن أبناء هذه الطائفة الكريمة هناك الذين كان عددهم في بدايات ثمانينات القرن الماضي يقدر بنحو ثمانين ألفاً.
ثم وإذا كان هذا المبرر مقبولاً فإنه من حق «السنَّة» من أندونيسيا وماليزيا في الشرق وحتى المملكة المغربية في الغرب أن يشكلوا جيشاً لجباً لحماية مساجدهم ومقدساتهم في طول إيران وعرضها وليطالبوا بحقوقهم المستباحة كمواطنين في جمهورية الولي الفقيه الخمينية.
إن هذه الحجج التي يسوقها حزب الله وتسوقها إيران باطلة وسخيفة فمرقد السيدة زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود في هذا المكان منذ نحو ألفٍ وخمسمائة عام، في عهد الدولة الأموية والدولة العباسية وفي عهد الأيوبيين والفاطميين والعثمانيين وفي مرحلة الإستعمار الفرنسي ومرحلة الإستقلال، ولم يتعرض في أي وقت على مدى هذه الفترات الطويلة إلا للتقدير والإحترام من قبل «السنَّة» ومن قبل غيرهم.
إنه عذر أقبح من ذنب وهو نفس العذر الذي برر فيه الأوروبيون حروبهم الإستعمارية وغزوهم لهذه المنطقة حيث تحججوا بتخليص «القبر المقدس» في القدس لشنِّ حروبهم التي إدَّعوا أنها «صليبية» والتي وصفها العرب والمسلمون بأنها حروب «الفرنجة».
ولعل ما لم يدركه حسن نصر الله، الذي وصل إلى كل هذا الإنتفاخ «البالوني» بإدعاء إنتصارات تحتاج كلها.. كلها وبدون إستثناء إلى تدقيق ومراجعة حتى بما في ذلك عملية إنسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني،.. لعل ما لم يدركه زعيم حزب الله «الإيراني» أنه إذا ساد هذا المنطق الطائفي الخطير فإن العالم كله سينقلب رأساً على عقب وستسوده حروب دينية بغيضة كالحروب التي سادت حتى في أوروبا في فترة تاريخية كانت بائسة ومريضة.
إنَّ مراقد آل بيت رسول الله ليست لا هي لـ»السنَّة» ولا لـ»الشيعة» ولا لأي من المذاهب والطوائف الإسلامية الأخرى إنها للمسلمين كلهم وأيضاً للبشرية بأسرها ولهذا فإنه ليس من حق إيرن إدعاء مسؤولية حماية النجف وكربلاء وسامراء ومرقد موسى الكاظم في بغداد فهذه مسؤولية عراقية والعراقيون كدولة هم المسؤولون عن هذه الأماكن المقدسة وهذا ينطبق أيضاً على السوريين والدولة السورية بالنسبة لمرقد السيدة زينب.