الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عسيري - "حزب الله" MISSED CALL

عسيري - "حزب الله" MISSED CALL

07.07.2013
احمد عياش

النهار
السبت 7/7/2013
شاء السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري ان يقوم قبل أيام بأمرين: الاول، زيارة مثيرة للاهتمام للعماد ميشال عون. والثاني، توزيع تصريح مثير للجدل حول الموقف من السياسة التي يتبعها "حزب الله" تجاه الطائفة السنية والطوائف الاخرى. لكن من واكب مسيرة عسيري منذ تسلمه منصبه في بيروت قبل بدء ثورات الربيع العربي لا يجد تلازماً بين زيارته عون وبين موقفه من "حزب الله" وقد جاء حدوثهما معا من باب الصدفة ليس الا.
أهم ما في تصريح عسيري الذي وزعته الوكالة الوطنية للاعلام انه خاطب "حزب الله" بكلام لم يعتمده من قبل. فبعدما اعتاد السفير السعودي ان يلجأ الى ميزان صائغ المجوهرات لانتقاء كلماته لجأ هذه المرة الى ميزان الصراحة كي يسمي الأمور بأسمائها متحدثاً للمرة الاولى عن "مخاوف جدية من المشاكل المتنقلة بين المناطق اللبنانية من طرابلس الى عكار وعرسال وصيدا والتي لها ارتباط مباشر بتدخل "حزب الله" في الاحداث السورية". ما اراده عسيري من تصريحه الصريح هو اجراء اتصال تنبيه مع "حزب الله" WAKE UP CALL. كما لم يأت قرار اجراء الاتصال فجأة، بل جاء في ذروة ما سمعه عسيري مباشرة من شخصيات عدة جاءته الى السفارة لتجهر بالشكوى مما تعانيه طوائف لبنانية عموما والطائفة السنية خصوصاً من شعور بالقهر جراء ممارسات "حزب الله" على امتداد مرحلة طويلة بلغت الذروة في القصير السورية وصيدا. ومما يقوله العسيري في هذا الصدد: "ان ظاهرة احمد الاسير التي لم نؤيدها على الاطلاق كانت ردة فعل على ممارسات حزب الله. فهذا الحزب لم يسع يوماً الى التعامل مع الاعتدال اللبناني، والشاهد ما حصل مع الرئيس سعد الحريري، بل سلك درباً أثار الانقسام وعرّض البلاد لاخطار لن تكون الطائفة الشيعية في منأى عنها". يضيف: "لقد اتصلوا "حزب الله" بي بعد نشر البيان لابداء استغرابهم فكان لا بد لي من القول ما صرحّت به هو من اجل تحذيرهم من الخطر الذي يتهدد لبنان علماً ان الكثيرين من ابناء الطائفة الشيعية وعلمائها وشريحة كبيرة من اللبنانيين لا ترضى بتصرفات الحزب داخل لبنان وخارجه. لذا على "حزب الله" ان يعود الى وطنيته".
عن زيارة عون يقول السفير السعودي "انها جاءت في سياق زيارات اخرى تحكمها ثلاثة مبادئ: استقلال لبنان وسيادته وسلامته، واذا زرت عون فانني زرت سابقاً الشيخ نعيم قاسم متبعاً نهج الانفتاح على الجميع".
من يقرأ ما صدر عن عسيري ويسمع رد الفعل من النائب في كتلة "حزب الله" نواف الموسوي يجد ان اتصال السفير السعودي كان بمثابة MISSED CALL. فقد فضّل الموسوي ان يعود عسيري الى لغته الديبلوماسية على ان يستمر الحزب في لغته الخشبية!