الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عـلـى حسـاب إيـران !

عـلـى حسـاب إيـران !

31.05.2017
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الثلاثاء 30/5/2017
إذا كان صحيحاً أن روسيا تضغط على نظام بشار الأسد من أجل القبول بالحل السياسي المقترح وفقا لـ "جنيف1" وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 "المرحلة الإنتقالية" فهذا يعني أن هناك تحولات جوهرية في مواقف موسكو تجاه الأزمة السورية وهذا يعني، إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، :"أنه عفا الله عما مضى" وأن الرجوع عن الخطأ فضيلة وأن الروس قد أدركوا بعد ستة أعوام أن مصالحهم "الإستراتيجية" مع الشعب السوري ومع الغالبية العربية وليست مع إيران ولا مع هذا النظام البائس الذي هو راحل ومغادر لا محالة وحيث هناك معلومات تتحدث عن أنه هناك مفاوضات تجري بين "الأطراف المعنية" على بعض الضمانات له ولعائلته و"أمواله" بعد رحيله !!.
كان الأميركيون والروس قد أجروا قبل فترة مفاوضات في عمان على "المنطقة الآمنة" في جنوب سوريا والمنتظر أن تستأنف هذه المفاوضات، العسكرية والسياسية، التي لبلدنا المملكة الأردنية الهاشمية دور رئيسيٌ وفاعل فيها والواضح أن الأمور بين الولايات المتحدة وروسيا بالنسبة للأزمة السورية باتت "تتحلحل" وإذا صحت كل هذه المعلومات، وأغلب الظن أنها صحيحة، فإن هذا يعني أن واشنطن قد أعطت لموسكو بعض ما بقيت تطالب به بعد "إختطاف" سوريا بتدخلها العسكري الإحتلالي في أيلول "سبتمبر"2015 وبخاصة في أوكرانيا وفي بعض دول البلطيق وفي القرم وأيضاً بالنسبة لأمور عالقة كثيرة .
والسؤال هنا هو: هل سيتخلى الروس يا ترى عن حلفائهم الإيرانيين إذا صحت هذه المعلومات ويبدو أن فيها بعض الصحة إن ليس كلها صحيحة.. إذْ لا دخان بلا نار وإذْ أنَّ الاعيب الأمم تأكل الأخضر واليابس في العادة وهناك مثل فلاحي أردني يقول:"إذا هبْ هواك ذريِّ على ذقن صاحبك"!!.
تقول بعض المعلومات أن إدارة دونالد ترمب، حفظه الله ، باتت تسعى ضمن تفاهماتها مع روسيا على ما يسمى :"المناطق الآمنة" على إختراق الهلال الإيراني في سوريا.. وفي هذه المعلومات، حسب "الشرق الأوسط" اللندنية، أن واشنطن أبلغت موسكو بقبولها بدور روسي في سوريا مقابل خروج الحرس الثوري من هذا البلد العربي ثم وحسب هذه الصحيفة فإن كل هذه التحركات الأميركية ترمي إلى منع حصول رابط من إيران إلى العراق – إلى سوريا – إلى حزب الله اللبناني إلى البحر الأبيض المتوسط.
في كل الأحوال..إنَّ ما غدا واضحاً هو أن الروس قد حققوا كل هذا الإختراق العسكري والسياسي في سوريا ليس إعتماداً على متانتهم السياسية وقوتهم العسكرية وانما على ضعف ورداءة الإدارة الأميركية السابقة، إدارة باراك أوباما، ولذلك فإن حساباتهم السابقة قد بدأت تتغير بعد فوز الجمهوريين بالإنتخابات الرئاسية الأخيرة ووصول مرشحهم دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وهذا يعني أن الأزمة السورية ستشهد خلال الفترة القريبة المقبلة متغيرات كثيرة وأن الدور الإيراني في كل هذه المنطقة سوف يتراجع وأنَّ بعض حلفاء طهران سيتخلون عنها.. وربما بمن فيهم الذين ركبوا أمواج المناكفات وأستبدلوا التزاماتهم القومية بـ"الولي الفقيه"!!.