الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عقبات قد تنسف التفاهم الاميركي – الروسي...منح 5000 سوري حق اللجوء في برلين

عقبات قد تنسف التفاهم الاميركي – الروسي...منح 5000 سوري حق اللجوء في برلين

13.05.2013
خليل فليحان

النهار     
13/5/2013
يكاد التورط اللبناني غير الرسمي في الازمة السورية أن يحجب سياسة النأي بالنفس الرسمية ألتي اتبعتها الحكومة من دون اعتراض اي من القوى السياسية الممثلة فيها. وقد لاقت تلك السياسة تأييدا دوليا واقليميا وعربيا وداخليا، لكنها لم ترض النظام في سوريا. غير انها في الوقت نفسه لم تتعرض لانتقاد علني منه، الا في الآونة الاخيرة.
حالة الانخراط في الأزمة السورية تأييداً للنظام  او للمعارضة، والتي تزداد يوما بعد يوم، ليس على الصعيد السياسي والإعلامي فحسب، بل أيضاً في الميدان وعلى صعيد الانخراط في  المواجهات العسكرية، دفعت اكثر من دولة كبرى عبر سفرائها في بيروت الى التحذير من عواقب تعريض البلاد لمخاطر.
وابلغت سفيرة أجنبية "النهار" انها نقلت قلقاً الى المسؤولين من الحدة التي اتسم بها الخطاب السياسي اللبناني، مقرونا بالاستعدادت العسكرية للمشاركة في المواجهات المشتعلة بين قوات النظام في سوريا او القوات المعارضة له. ورأت  ان المشكلة الكبرى التي صادفتها لدى إثارتها مع مسؤول بارز مسألة تورط بعض القوى في القتال في سوريا، اعترافه صراحة بان لا قدرة للدولة على منع مقاتلي تلك القوى من القتال في ساحات المواجهات، وان التحذير الذي نقلته كان ان الرد قد يأتي  من اسرائيل على اهداف لتلك القوى في لبنان مما سيؤدي الى الانفجار.
 ولفتت الى ان المعلومات الحديثة المتوافرة لديها تؤكد ان الاتفاق الاميركي - الروسي في موسكو بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مطلع الاسبوع الماضي، يتعثر تنفيذه كما كان متفقا عليه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من سبب، الاول: الخلاف بين واشنطن وموسكو على ما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيكون من ضمن الحكومة الانتقالية التي يفترض تشكيلها تنفيذاً لاتفاق جنيف. وان كيري جاهر في اليوم التالي من روما ان واشنطن مع إبعاد الاسد عن تلك الحكومة. اما  الثاني، فهو مَن مِن المعارضة سيتمثل في طاولة الحوار؟ فأميركا مع معارضة الخارج والنظام يطالب باختيار شخصيات من الداخل. الثالث عدم تجاوب موسكو مع دعوة واشنطن الى عدم تسليم صفقة الصواريخ المعقودة مع سوريا، واعلان السفير الاميركي لدى سوريا جوزف فورد انه اجتمع بممثل للمعارضة، وانه واكب شحنة مساعدات أميركية غذائية وطبية الى الحدود التركية - السورية.
ولم تستغرب مسارعة موسكو الى الاعلان عن تعذر عقد "المؤتمر الدولي حول سوريا" أواخر أيار الجاري، والذي كان قد اتفق عليه مطلع الاسبوع . ورأت ان الجديد المفاجئ الذي سيؤثر في أجواء التقارب الأميركي - الروسي هو اتهام تركيا المخابرات السورية بالوقوف وراء متفجرتي ريحانلي التركية القريبة من الحدود مع سوريا، اللتين أسفرتا عن مقتل اكثر من 40 شخصا وجرح اكثر من مئة. واللافت ان التحقيقات العاجلة التي اجرتها المخابرات التركية أظهرت أنهم سوريون اتوا من الداخل التركي . وتدرس انقره طبيعة الرد، فيما أعلن وزير خارجيتها احمد داود أوغلو أنه لا يرى حاجة الى انعقاد مجلس حلف شمال الأطلسي وتركيا عضو فيه، وان بلاده قادرة على القيام بهذه المهمة نظرا الى ما تتمتع به من قوة.
واستهجنت المصادر تجاهل القوى السياسية اللبنانية المنخرطة في الأزمة السورية عبء النازحين على البلاد، والذين يقول عنهم  المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس انهم موزعون على 1200 مركز وان عددهم بلغ مليون شخص يشكلون ربع سكان لبنان، وقد تحولوا اداة ضغط عليهم سواء في الوظيفة او في التوازن الديموغرافي.
 كذلك استغرب احد المسؤولين لدى تسلمه تقريرا وقوف المفوضية السامية ضد انشاء مناطق عازلة للنازحين ضمن الاراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، لان سكان تلك المناطق ليس بوسعهم الخروج منها وأن على النازح ان يتمتع بحق التنقل. غير ان الجديد في هذا المجال ان المفوضية تجاوبت مع دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى تخفيف عدد النازحين الوافدين بالآلاف يوميا الى لبنان من طريق ان تستضيف دول أخرى اعداداً منهم. واستجابت المانيا وفقا لغوتيريس وقررت منح 5000 نازح حق اللجوء بموجب مشروع اتفاق مع المفوضية، وهناك بحث مماثل مع كل من لبنان والاردن وتركيا.
وتكمن المشكلة حاليا في ان المساعدات المالية التي كانت قد تقررت في المؤتمر الدولي الذي نظمته الأمم المتحدة في الكويت لم تعد تتلاءم مع ازدياد عدد السكان.