الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عقد "جنيف 2" أو إلغاؤه أولى من لعبة التأجيلات

عقد "جنيف 2" أو إلغاؤه أولى من لعبة التأجيلات

28.10.2013
الوطن السعودية


الاحد 27/10/2013
التسريبات -بحسب دبلوماسيين غربيين- باحتمال اقتراح مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، تأجيل عقد مؤتمر "جنيف 2" إلى يناير من عام 2014، ربما هي ليست أكثر من لعبة روسية، لتضيف التأجيل إلى ما سبق من تأجيلات، فيما النظام السوري يمارس القتل والتدمير من غير رادع، لعله يكسب شيئاً أو يكسر شوكة المعارضة المسلحة أو تتغير أمور على الساحة السياسية الدولية تعطيه أملاً بالبقاء.
إن صح ذلك، فالأفضل للإبراهيمي كي يكون موضوعياً في تعاطيه مع الواقع أن يقترح إلغاء "جنيف 2" أو عقده في موعد متفق عليه في نوفمبر المقبل، بدل اقتراح إلغائه أثناء لقائه مع الوفدين الأميركي والروسي في جنيف في 5 نوفمبر المقبل، بحجة أن "الظروف غير ناضجة" لعقد المؤتمر.
الإبراهيمي الذي يواصل جولاته هذه الأيام بين الدول التي يعتبرها ذات علاقة بالشأن السوري، فمن مصر إلى تركيا، ثم إلى إيران التي ترى نفسها طرفاً في الحل، بينما هي جزء من تفاقم الأزمة.. إلى غيرها.. عليه أن يواجه الموقف بوضوح، فإما أن يعلن اقتراب التوصل لحل سياسي، إن وجد ضوءاً يشير إلى ذلك، من خلال لقائه مع المسؤولين الروس والأميركيين، أو يعلن العجز عن التوصل لحل أو عقد مؤتمر، ليضع بالتالي الكرة في مرمى القوتين الكبريين اللتين عجزتا بدورهما عن إيجاد مخرج للأزمة، أو أنهما لا تريدان للأزمة أن تنتهي قريباً لمصالح سياسية معينة.
عندها يكون المبعوث الأخضر الإبراهيمي قد برأ ذمته في القضية، وأعاد المسؤولية للمجتمع الدولي، متمثلاً في الأمانة العامة للأمم المتحدة. وهي بدورها يجب أن تكون جادة، خاصة لو تذكرت أنها على مدى أكثر من عامين ونصف العام، لم تتمكن من إنقاذ الشعب السوري من القتل على يد نظامه، الذي أصر على أن تكون الفوضى بديلاً له إن ترك الحكم، وطبّق ذلك بالفعل في العديد من المناطق التي فقد السيطرة عليها. لذلك لا حل إلا بضغط واتفاق دولي، والتأجيلات لن تنفع الشعب السوري أبداً، ولن تسهم إلا في المزيد من الضحايا والدمار، ما دام العالم يتفرج على النظام السوري وهو يبطش بالأبرياء على هامش حربه مع الثوار الذين يريدون إسقاطه.