الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عقيدة أوباما" أم تشويه لعقيدة "ستيفن والت" ؟؟

عقيدة أوباما" أم تشويه لعقيدة "ستيفن والت" ؟؟

22.03.2016
رجا طلب


الرأي الاردنية
الاثنين 21-3-2016
مازال ما كتبه جيفري غولدبرغ في مجلة " ذا اتلانتك" عن "عقيدة اوباما" ورؤيته للشرق الأوسط يتفاعل في دوائر صنع القرار في المنطقة وأوربا بعد أن أطلق اوباما انتقادات لاذعة واتهامات خطيرة لحلفاء واشنطن التقليديين منذ نصف قرن تقريبا.
من اخطر ما قاله اوباما هو اتهام السعودية برعاية وصناعة الإرهاب بالإضافة إلى زيادة الاحتقان الطائفي ونسخ هاتين التهمتين عن إيران التي تعتبر في نظر الإدارات الأميركية المتعاقبة دولة مارقة وراعية للإرهاب حيث يعتقد انه قادر على احتواء طهران وطموحاتها بالمنطقة بهذه السياسة المتراخية معها.
والسؤال المهم من أين انبثقت هذه العقيدة لدى اوباما والقائمة على ركيزتين أساسيتين وفقا لما نشره غولدبرغ
الأولي: استعداء الحلفاء والثانية احتواء الأعداء ؟
يعزو عدد كبير من المحللين السياسيين والمفكرين في أميركا أن اوباما استقى عقيدته تلك من المفكر السياسي " ستيفن والت" مؤلف كتاب "اللوبي الإسرائيلي" ، وهو الكتاب الذي أثار موجة من الجدل عند صدوره عام 2006 ، لأنه ينتقد بشدة تأثير اللوبي الإسرائيلي على سياسات واشنطن الخارجية وتحديدا حيال العالم العربي.
عقيدة "ستيفن والت" عبر عنها في مقال له اسماه " رؤية أمريكية لـ"الخروج الآمن" من الشرق الأوسط " وفي هذا المقال حدد " والت " مبررات الخروج من الشرق الأوسط ونتائجه المحتملة وفائدتها على المصلحة القومية لأميركا.
ومن ابرز مبرراته للخروج من الشرق الأوسط هو سوء الوضع فيه للدرجة التي باتت تضر بمصالح واشنطن ، ويشرح بالتفصيل المشهد المأساوي فيه من سوريا للعراق إلى ليبيا ، ويعرج بعد ذلك على شرح أحوال و أوضاع حلفاء واشنطن تحت عنوان خطير هو " غياب الحليف الاستراتيجي القوي " بدءا من تركيا مرورا بدول الخليج وصولا إلى إسرائيل ، ويفصل وضع كل دولة على حدة ليقرر أنها لم تعد قادرة كلها على خدمة مصالح واشنطن ، ويعتقد أن تغلغل أميركا في مشاكل هذه الدول سيورطها أكثر في قضايا ومشاكل هي في غنى عنها ( للأسف لم يتطرق ستيفن والت وهو أستاذ مرموق للعلوم السياسية في جامعة هارفارد إلى دور الإدارات الجمهورية من ريغان إلى بوش الأب وبوش الابن في صناعة هذه " الفوضى الخلاقة " وفقا لنظرية كوندليزا رايس ).
كما يرى أن كل ما يجري في الشرق الأوسط لا يشكل خطرا على المصالح القومية الأميركية ، ويتبني في هذا الصدد نظرية مثيرة للجدل وهي " أن للولايات المتحدة مصالح دائمة في الشرق الأوسط ولكن ليس بالضرورة صداقات دائمة ".
يعتقد " ستيفن والت" أن المصالح الإستراتيجية لأميركا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط تمثلت بأمرين، الأول السيطرة على النفط و أسعاره ، والثاني منع أية قوة منافسة للسيطرة على الشرق الأوسط ، لكنه وببساطة يقول أن مشاكل المنطقة وتعقيداتها ستمنع أية قوة من السيطرة عليها ( وهذه شهادة على أن نظرية الفوضى الخلاقة " ثبتت" المصالح الأميركية لعقود قادمة دون داع لتدخلها المباشر ) ، ولكن " ستيفن والت" بالحقيقة لم يكن " مغرما" بكل ما فعلته الإدارات السابقة ولذلك ومن باب الموضوعية فهو يقول " إن التدخل الأميركي بالشرق الأوسط فاقم من مشكلاته وان الغزو الأميركي للعراق تسبب في ظهور "داعش" ودفع إيران نحو سياسات متطرفة ومنها العمل على امتلاك سلاح نووي.
يخلص "والت" إلى تقرير رؤيته النهائية وهي " فك الارتباط الاستراتيجي بالشرق الأوسط ووضعه في ذيل قائمة أولويات السياسة الخارجية الأميركية".
في نظرته لإسرائيل قال "والت" وبتصرف مني: ( على واشنطن وقف جهودها غير المجدية لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ، حيث لا يوجد رئيس أمريكي لديه إرادة لتحدي مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة وعلينا عدم تبديد وقتنا وهيبتنا ، لتحقيق مساع عقيمة، وعلينا أن نكف عن التدخل إلى أن تصبح لدينا إدارة جاهزة لفعل ما هو أكثر من التملق والمرافعة ).
أما نظرته لإيران فهي ما يلي: نظام ثيوقراطية" سجلها الحقوقي مزر وطموحاتها الإقليمية مثيرة للقلق.
والسؤال هل هذه عقيدة اوباما التي تحدث بها لجيفري غولدبرغ ؟
الجواب: بالطبع لا !
ولكن بكل تأكيد موقف اوباما من دول الخليج والأردن هو نتاج " اللوبي الإيراني في أميركا " والذي يمقته " والت " تماما كما يمقت " اللوبي الإسرائيلي " !!