الرئيسة \  واحة اللقاء  \  علم سوريا!

علم سوريا!

08.01.2015
خالد الجابر



الشرق القطرية
الاربعاء 7-1-2015
عاد العلم السوري، ليرفرف مرة أخرى في سماء الخليج فوق السفارة السورية في الكويت، بعد أن قدم إلى المعارضة السورية برئاسة الائتلاف الوطني السوري، والذي تم منحه عضوية سوريا في الجامعة العربية وسمح لزعيم المعارضة بالجلوس على مقعدها وإلقاء كلمتها في قمة الدوحة العربية.
ما الذي تغير في المشهد السوري بعد أربع سنوات عجاف؟ أربعة اعوام قضاها عامة الشعب في ‏الثورة من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل. لكن الحرب المجنونة دمرت الحد الأدنى من مقومات حياتهم، وقذفت، عاماً بعد ‏آخر، بأعداد متزايدة منهم في دائرة الفقر والبطالة، وصولاً إلى عام 2015. كانت خطيئتهم الكبرى أنه منذ منتصف مارس 2011، طالبت المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، مما دفع سورية إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من 191 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
اليوم الأوضاع في سوريا أسوأ، إنسانيا وأمنيا، وبالطبع سياسيا، بسبب التخاذل الدولي والتفرج على حمامات الدم اليومية مما منح التنظيمات الإرهابية الفرصة لكي تعيث في الأرض تقتيلا وفسادا، يقابلها في الجانب الآخر جرائم النظام وشبيحته، بدعم روسي وإيراني مكشوف، ومشاركة معلنة من تنظيمات حزبية مذهبية في القتال دفاعا عن الأسد، حيث دخلنا في حرب طائفية أشعلت المنطقة من لبنان إلى العراق وصولا إلى حدود الأردن ودول الخليج.
كيف هو شكل المشهد العربي بعد التعرض لانتكاسات كبيرة؟ صحيح أن الثورات لم تنجح في إسقاط نُظُم الحكم الشمولية مثل سوريا، ورجع رجال السلطة الاستبدادية إلى المشهد، الذين خرجوا من الباب وعادوا من الشباك في اليمن، لكن عودة الحكام ونُخَبهم وعقليتهم الحاكمة وأسلوب إداراتهم وتحالفاتهم إلى صدارة المشهد، لا تعني نهاية الثورات بل استمرارها فالنار مازالت متوقدة تحت الجمر العربي..