الرئيسة \  واحة اللقاء  \  على أي الوجوه يتآمرون علينا

على أي الوجوه يتآمرون علينا

22.12.2013
عبدالله بن بخيت


الرياض
السبت 21/12/2013
    ما الذي سوف تخسره أمريكا إذا تركت الأزمة السورية تطحن الشعب السوري عشرات السنين، وما الذي سوف تتكبده إذا تحلت بالرقة والحنان (المعهودة عنها) ثم تدخلت ودمرت قوات الأسد؟
إذا كنا نعتقد أن الغرب يتآمر على المسلمين فهل سيجد الغرب ما هو افضل من صراع الأحقاد الدائر في سورية اليوم لينفذ هذه المؤامرة نيابة عنه وبتوحش لم تعرف الإنسانية مثله من قبل.
الرجل البسيط يعرف أن هذا الصراع يعين الأعداء سواء أكانوا موجودين على ارض الواقع أم متخيلين، يعينهم مجانا على تنفيذ مؤامرتهم دون أن يخسروا أي شيء. أليس من العقل إذا كان الغرب يتآمر علينا أن يترك هؤلاء المتوحشين يذبحون بعضهم البعض. يأخذون أولادهم الصغار من أحضان امهاتهم ومدارسهم ليذبحوا ذبح الشياه ثم يحتفلون بإرسال ابنائهم إلى مجد الفناء.
(هل رأيت شعبا يحتفل بهكذا مجد). أليس الاجدر بالغرب (المتآمر) ان يترك هؤلاء يدمروا اقتصاديات بلدانهم في الوقت الذي يشغلون مصانع السلاح في الغرب؟
اليس الأجدر بالغرب أن يترك هؤلاء يقتلون شبابهم لتأمين وظائف لشباب الغرب في مصانع السلاح والاحتياجات الحربية. اليس الأفضل للغرب أن تقام في سورية دولة داعش ودولة العراق ودولة بشار الأسد إلى الف دولة ممكنة. كم سيكلف أمريكا التدخل ولديها هؤلاء يذبحون بعضهم بالسكاكين ويسيئوون لسمعة دينهم وتاريخهم وما بناه أسلافهم من مجد أخلاقي.
هل يفوت المتآمر فرصة ذهبية كهذه ويفسدها على نفسه بالتدخل؟
إذا كان الغرب متآمرا فلماذا نستكبر عليه ابسط مناهج التفكير هل من واجب المتآمر أن ينفذ المؤامرة بنفسه.. ما يجري في سورية فرصة لا تقدر بثمن لاستنزاف الأموال واستنزاف الأرواح وتفشي الأمراض وأخيرا تعزيز وقود الحقد بين المسلمين يكفي لتكريس الكراهية بينهم مئات من السنين القادمة.
مع كل هذه المكاسب المجانية التي يحققها الغرب (المتآمر) تدخلت أمريكا في اللحظة المناسبة وشفطت السم. خشيت أن تصل بالأسد لحظة يأس فيزج بإسرائيل في معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل. فالأحقاد التي تملأ قلوب هؤلاء المتوحشين في سورية ترسبت قبل قيام إسرائيل بمئات السنين. لا تشكل إسرائيل في معركتهم هذه سوى مادة دعائية تضاف إلى المواد الدعائية التي يستغلونها في كل العصور لتنشيط الكراهية التي ملأت قلوبهم على بعضهم البعض منذ مئات السنين.
تفهم أمريكا كما يفهم الجميع أن المعركة في سورية معركة لا علاقة لها بالحاضر. معركة ملفاتها متوارثة في النفوس المريضة التي تتمتع بسلطة قدسية على شعوب المنطقة البائسة وتفهم (أمريكا) أيضا أن هؤلاء يغنونها عن أي مؤامرة ويجنبونها التكاليف. الم ينوبوا عنها في تدمير العراق عندما قررت مغادرة العراق، ألم ينوبوا عنها في تدمير أفغانستان، ألم ينوبوا عنها في تدمير الصومال، ألم ينوبوا عنها في تدمير اليمن، الم ينوبوا عنها في تدمير سمعة دينهم واخلاقيات انبيائهم، الم ينوبوا عنها في محاربة العلم والوعي في بلدانهم؟!
ما الذي تركوه في بلدانهم يستحق ان نتآمر عليه؟ سؤال يطرحه أي عدو قبل أن ينوي التآمر علينا.