الرئيسة \  واحة اللقاء  \  على حدود "دولة الخلافة في سوريا"

على حدود "دولة الخلافة في سوريا"

19.01.2014
سميح صعب


النهار
السبت 18/1/2014
على المقلب الآخر من "دولة الخلافة في سوريا" يدعو الرئيس التركي عبدالله غول الى "تغيير" السياسة التي تنتهجها أنقرة حيال سوريا منذ ثلاثة أعوام. كما يتوجه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى ايران لطي صفحة التوتر التي كان عنوانها الازمة السورية. واذا كان من المبكر القول ان ثمة تغييراً قريباً في الموقف التركي من سوريا، فلا يمكن انكار العبء الثقيل الذي خلفته الازمة السورية على تركيا. من نشوء دولة للجهاديين على الحدود الجنوبية للبلاد، الى الشرخ في العلاقات مع ايران والعراق، الى الجدل الداخلي.
وعلى أبواب انعقاد مؤتمر جنيف 2، ليست تركيا وحدها من يسعى الى اعادة تقويم سياستها حيال سوريا. فهناك حديث متزايد في الصحافة الاجنبية عن اتصال اجهزة استخبارات غربية بالحكومة السورية للاستعلام عن جهاديين غربيين يقاتلون في صفوف "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة" المواليتين لتنظيم "القاعدة" وفي صفوف تنظيمات جهادية اخرى لا تقل تطرفاً عن هذين التنظيمين. وينعكس قلق الغرب من الجهاديين الاوروبيين في تصريحات رؤساء الدول التي كانت من أكثر المتحمسين لاسقاط النظام السوري وكان آخرهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعلن عن وجود 700 مقاتل فرنسي في سوريا.
وبعد ثلاثة اعوام على الحرب السورية، هل بدأ العالم يعيد النظر في مواقفه وهل بدأ نوع من الاستدراك التركي والغربي لما يمكن ان تشكله الارض السورية من خزان جهادي يفوق بكثير ذلك الذي شكلته افغانستان في الثمانينات من القرن الماضي واوصل الى افراز "طالبان" و"القاعدة"؟ ولا يبدو ان العالم على موعد مع افراز حركات وتنظيمات اقل تطرفاً، اذا تسنى لـ"داعش" و"جبهة النصرة" اكتساب مزيد من النفوذ في سوريا او في العراق.
هذا هو التحدي الذي يواجه العالم اليوم والذي بدأت شظاياه تمتد الى لبنان والى فولغوغراد في روسيا وغداً من يدري الى أين، اذا تمكن الجهاديون من تثبيت اقدامهم اكثر في سوريا والعراق. ويزداد الاحراج الغربي بعدما ثبت له ان رهانه على قيام معارضة سورية متماسكة وقوية قادرة على ان تشكل بديلاً من النظام، بدأ يتلاشى مع فقدان الائتلاف السوري تأثيره الميداني وابتلائه بالانقسامات قبل ان يصل الى الحكم، فأتى الجهاديون ليستفيدوا من حال الفوضى التي نجمت عن الازمة السورية، تماماً مثلما تسللوا الى العراق مستفيدين من حال الفوضى التي خلفها الغزو الاميركي عام 2003.
ربما كان جنيف 2 مناسبة لتغيير المواقف واعادة النظر والتأمل في كلام عبدالله غول.