الرئيسة \  واحة اللقاء  \  على شاطئ سوريا!

على شاطئ سوريا!

21.09.2015
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الاحد 20/9/2015
على الرغم من ان الأسلحة الروسية التي وصلت سوريا لا ينطبق عليها ما ينطبق على قواعد التسليح التي تعرفنا اليها من القوى العظمى، لأن سوريا لم تعد في اوضاع الدولة المالكة لسيادتها، فجزء من التسلح ذهب طبعاً الى قوى الدولة المسلحة، لكن القسم الأهم تم نقله الى قاعدة تقيمها روسيا على الساحل السوري.. فقد كشف احد قادة الجيش السوري المنظم للمعارضة: انه لم يكن هناك اي قاعدة لروسيا او للاتحاد السوفياتي في طرطوس او غيرها كما تردد الاوساط الصحفية الغربية، وانما هي مواقع تزويد للسفن، تماماً كالذي كانت سفن الاسطول السوفياتي او الروسي تتلقاه في ميناء الاسكندرية او الحديدة.
قرأنا في كتاب امين هويدي: كيسنجر وادارة الصراع الدولي كلاما جديداً عن قوانين تزويد القوى الكبرى لدول المنطقة، وهي خمسة قوانين صارمة يتساوى فيها المنح او البيع، فقرار التسلح والتسليح ليس تجارة عادية شرطها الاساسي العرض والقبول والتمويل، فهذه آخر ما يمكن ان يرد لدى الدولة المزودة، فقطعة السلاح لها حسابات استراتيجية غاية في التعقيد وليس من ذلك الثمن ابداً، فالسلاح احيانا في يد دولة اقليمية يمكن ان يجر القوتين الاعظم الى الصدام، فحجم الذخيرة اساسي في حسابات القرار الحاسم: الحرب او اللجوء للدبلوماسية، وهناك اسرار لها علاقة بالابتكارات والخشية من وقوع سلاح معين في يد الخصم.
ونعود الى عملية التسليح الروسي لسوريا، فنجد اننا امام حقائق لا يمكن تجاوزها:
- منها ان الجيش السوري ذاته لم يعد جيش الدولة، وانما جيش النظام، اي ميليشيا لا يختلف عن ميليشيا حزب الله او عصائب الحق العراقية، او «خبراء» الحرس الثوري الايراني، ولذلك فتسليحه يختلف عن التسليح القديم.
- ومنها ان تحديث السلاح ينطبق على عدد محدد من العاملين في الجيش القديم، ولعل رؤية المطارات التي دخلها الثوار واكوام الخردة لمئات الطائرات لا توحي اطلاقاً بأن للسلاح قيمته الحقيقية.
فكيف تعطي السوخوي 32، او الدبابة تي 90 لوحدات يمكن اجتياحها، من قبل ميليشيات ثائرة.
- ومنها ان خلق قاعدة بحرية - جوية على الشاطئ السوري ترفع علم روسيا، ويعمل فيها عسكريون روس، وتملك دبابات متطورة واربع طائرات حديثة، انما هو خلق قيادة روسية كالقيادة التي كانت في كابول، او الآن في شبه جزيرة القرم او في جورجيا واوكرانيا.
ان استعمار سوريا باسم حمايتها من قبل الروس والايرانيين، قد تعطي بشار الأسد نَفَسَاً اطول، على اعتبار هذا الاستعمار حماية له، وهذه أسوأ النتائج المستخلصة من الحدث السياسي.
يقول ميكافيللي: تخلص من الذين سلموك بلادهم.. لأن شعبهم يكرههم.