الرئيسة \  واحة اللقاء  \  على طريق جنيف

على طريق جنيف

20.11.2013
رأي البيان


البيان
الثلاثاء 19/11/2013
حتى لو التقى وفدا النظام السوري والمعارضة في موسكو، فإن ذلك لا يحرض على إمكانية الذهاب إلى جنيف بقدر من التفاؤل بالخروج من المأزق السوري المستحكم.
غير أن عدم بلوغ هذه الغاية لا يفرغ ذهاب الفريقين السوريين من المضامين، ذلك أنه لا أحد يستطيع إنكار الدور الروسي في الأزمة السورية.
من المرجح ألا يعود أي من الوفدين السوريين غانماً من موسكو على نحو يعزز موقعه على الأرض، لكن الرابح الوحيد بالتأكيد هو موسكو نفسها. من المؤكد أن تضيف روسيا من اللقاءين، ولو ورقة واحدة، إلى ما بين يديها من أوراق اللعب في الطريق إلى جنيف. ففي ذهاب وفد المعارضة إلى موسكو اعتراف واقعي بالذراع الروسية الأطول في بناء جسر للخروج من المأزق، بعد الخيبة تجاه دور أميركي ضاغط على النظام.
وبما أن الأطراف السورية وتلك المعنية بالأزمة، تدرك أن عقد جنيف لا يشكل في حد ذاته غاية، فلا ينبغي التركيز على الإقناع أو الاقتناع بالذهاب إلى جنيف. وكما لم يعد ممكناً فرض شروط مسبقة قبل الذهاب إلى جنيف، فمن المستحيل قبول فريق بالتسليم والاستسلام في جنيف.
من هذه الزاوية وحدها يمكن النظر إلى نتائج الجهد الروسي مع الوفدين السوريين. ربما جاء تنازل الائتلاف المعارض تجاه رحيل الأسد، مؤشراً إيجابياً يمهد لموسكو ممارسة قدر من الضغط، لجهة ربط بقاء الأسد إلى حين إجراء الانتخابات العام المقبل، حتى ولو لم يكن لدى المعارضة ثقل على الأرض يؤهلها لفرض هذه المعادلة.
إذا كانت موسكو وصلت إلى اتفاق مع واشنطن بإفساح المجال أمام روسيا لبلوغ تسوية سلمية للأزمة السورية، فإن موسكو تدرك حتماً أن أميركا لن ترفع يدها عن الشرق الأوسط.