الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عندما يئس نصر الله من الخليج

عندما يئس نصر الله من الخليج

17.01.2015
الوطن السعودية



الخميس 15-1-2015
الأسس التي تقوم عليها مشاريع الممانعة والمقاومة العربية تتلخص فيما يلي: العسكرة السياسية، والشعارات التعبوية، والخطب الرنانة، وتبني فكر المؤامرة واللعب على عواطف الجماهير عن طريق كل ما سبق. ولأن القومية اندثرت بسبب سيطرة الثقافة العسكرية، وبسبب حكم الفرد الواحد، ولأن مشروع البعث لحق بشقيقه المشروع القومي لذات الأسباب، عندما زال من العراق، وهو الآن يحتضر في سورية، رغم الدعمين الإيراني والروسي، لذلك فإنه لم يتبق من أبواق الممانعة والمقاومة سوى "حزب الله"، الذي لم يتعلم من فشل المشاريع العربية السابقة، والذي يحاول أن يرث مشاريع الممانعة من تلك الدول التي سقطت بسبب هذه الأيديولوجيا المحنطة، التي كانت سببا في إضعاف وتلاشي بعض المراكز العربية كبغداد ودمشق.
يحاول "نصر الله" بلورة مشروع مقاومة وممانعة، ضد الصهيونية، والإمبريالية، والغطرسة الأميركية.. وما إلى ذلك من أعداء لا يتطلب "مجرد" سردهم أي جهد، ولكن محاولات "نصر الله" ليست بنكهة قومية عفا عليها الزمن، إنما بأجندات طائفية، ودور سياسي محوري كذراع استراتيجي للدولة الفارسية.
تصريحات "نصر الله" عن دولة البحرين تنبئ عن فشل هذا الحزب في تنفيذ دوره الموكل إليه من إيران في سورية، فقرر "نصر الله"، وفقا لسياسة حزبه التي لا تقوم إلا على التعبئة والتجييش، أن يتدخل في الشأن الداخلي البحريني، ومن منطلقات طائفية صرفة لا يخجل عن الإفصاح بها، مثلما لم يخجل ذات الحزب ورأسه من أن يعلن على مر السنوات السابقة عن تبعيته لطهران ومعمميها، في انسلاخ وتبرؤ واضحين من الكيان الوطني اللبناني.
وصف "نصر الله" ما يحدث في البحرين بمشروع صهيوني، لكنه لم يفصل أو يوضح، لإيمانه وقناعته أن قليلا من المغرر بهم من أتباعه ليسوا بحاجة إلى أكثر من صراخ تعبوي تحريضي من قائد الحزب لإشعال الأوطان الآمنة المستقرة.
الأمين العام لمجلس التعاون استدعى سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للاحتجاج على هذه التصريحات، التي أعدها مجلس التعاون تحريضا على العنف وتدخلا في الشأن المحلي البحريني.
دول الخليج، والتي تعمل إيران على استهدافها وزعزعة أمنها، تعي جيدا ما تنفذه وتسعى إليه أذرع إيران في المنطقة، ومنها حزب نصر الله، وهذه التصريحات العدائية المحرضة ليست أكثر من ردة فعل غاضبة تجاه استقرار الأوضاع الخليجية، وفشل مشاريع الممانعة والمقاومة والشعارات الوهمية في اختراق هذه الدول.