الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  عندما يتحول العلماء الى كهنة في معابد الحكام

عندما يتحول العلماء الى كهنة في معابد الحكام

04.09.2013
فواز شوك


رئيس تحرير صحيفة الوسط الاسترالية
كل الادلة الجنائية الاخلاقية والانسانية تدل على بصمات بعض اصحاب العمائم وقد علقت اثارها على اجساد اطفال سوريا الذين يقتلون كل يوم وعلى تراب ميدان رابعة العدوية وعلى جدران المساجد في طرابلس الشام وفي كل مسرح جريمة على امتداد الربيع العربي.
جريمة هؤلاء العلماء انهم استغلوا مناصبهم ورسالتهم لغايات دنيوية رخيصة وممزوجة بالدماء.فتخلوا عن رسالتهم  العظيمة في اصلها والواضحة في مضامينها،وتركوا الكثير من مبادئها  فتخلوا عن العدل والحرية والكرامة الانسانية وقول الحق ونصرة المظلوم وقيادته نحو الحرية والوقوف في وجه الظالم.
وتحول البعض منهم الى شهداء زور والى كهنة في معابد الحكام يقدمون الطاعة للظلمة المستبدين ويحاولون قطع طريق الحرية على سالكيها.
لم يعي هؤلاء ان المؤسسات التي يتربعون على عرشها ليست مجرد مكاتب بريد يستعملها الحاكم المستبد ساعة يشاء لإيصال رسائله الدموية كيفما يشاء.
وأن العلم الذي يحملونه ليس مجرد كتب يحملونها بل هو حمل ثقيل تنوء عن حمله الجبال والسماوات والارض. وان العمامة التي على الرؤوس ليست مجرد قطعة قماش عالية الجودة غالية الثمن،ولا هي ماركة تجارية في سوق النخاسة السياسي.
لقد تحولت العمامة على بعض الرؤوس الى مجرد قبعة على رأس ساعي البريد السياسي،والى خوذة على رأس جندي ضمن جوقة الشرف في بلاط الملك او ضمن فرقة قارعي طبول الحرب والانقلابات وان خرجت بزي تقليدي.
لن اقول ان عمائم هؤلاء قد لوثت بدماء الاطفال في مصر وسوريا ولبنان، بل اقول ان دماء هؤلاء الاطفال الطاهرة قد لوثتها عمائمهم التجارية.