الرئيسة \  مشاركات  \  عندما يتفوق بشار أسد على إسرائيل في ممارسة الإرهاب!

عندما يتفوق بشار أسد على إسرائيل في ممارسة الإرهاب!

17.09.2013
الطاهر إبراهيم


حتى لا يكون هذا العنوان موهما، ينبغي أن نعرّف الإرهاب بخواصه التي تستخلص منه، كي لا يختلط به ما ليس منه. نشير إلى أننا لا نبحث هنا في الإرهاب اللغوي الذين يعني التخويف كما جاء في الآية القرآنية الكريمة: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، بل نبحث بالمعنى الاصطلاحي للإرهاب حسب تعريف العالم له، وقد أصبح يهدد المجتمعات والأفراد بدون وجه حق.
وقد اعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الأمن الوطني والمعيشي والصحي حجر الزاوية في حياة الإنسان، فقال: ( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها). من هذا الحديث النبوي الشريف نستخلص أن كل عدوان يستهدف المقومات الإنسانية بغير ذنب هو الإرهاب بعينه.   
بعض الدول أدخلت في الإرهاب،لغاية في نفسها، ما ليس منه. فاعتبرت إرهابيا من يدافع عن الوطن الذي يتهدده الغير بالعدوان. كما جعلت الدفاعَ عن المواطنين الذين يتعرضون للاعتداء إرهابا كما هو حاصل في فلسطين منذ عام 1949.
علينا الاعتراف أن مجموعات مسلمة تطرفت في معنى الجهاد في الإسلام فأخذت على عاتقها القتال نيابة عن المسلمين في أي قطر، وفي كل زمان ومكان، غير آبهة للمفاسد التي قد تترتب عن ذلك. لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل قطر وأن مواطني كل قطر أدرى بشعابه وأنهم هم المنوط بهم الدفاع عن قطرهم. أما إذا شكل قطر ما،جيشا للدفاع عن مواطنيه، عندها إذا تطلب الأمر فاستغاثت قيادة هذا القطر دخل هؤلاء المتطوعون القتال تحت إمرة أبناء القطر، على أن يكون ذلك بتنسيق وتكامل. هذا القيد هو ما ينبغي أن يضبط أي نجدة للقطر الذي يتهدده الأعداء. كما نؤكد أنه لا يعتبر عدوانا، بل قمة الوطنية، أن يقوم مواطنو بلد بقتال جيش الاحتلال إذا رفضت حكومة البلد القتال أو عجزت عن قتال المحتل. بالمقابل فإنه لايحق لأي جماعة تنتدب نفسها أو تنيب من يقوم بقتل مدنيين في دولة أخرى. وهذا يجعلنا نؤكد أن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 كانت عدوانا صارخا على ساكني البرجين.
بنفس الوقت،نعتقد أن هجمات سبتمبر كانت صناعة أمريكية بحتة، وأن "دود الخل منه وفيه". استطرادا نؤكد أن مرتكبي هذه الهجمات ليسوا من جنسية عربية، لسبب بسيط هو أن من يفعل هكذا هجمات يحتاج لمواكبة أرضية، كما صرح في حينه الرئيس حسني مبارك حين قال: "إن عملا كهذا يحتاج لمواكبة أرضية، اسألوني أنا، فقد كنت طيارا قبل أن أكون رئيسا". وبرغم تقدم التكنولوجيا فما يزال القصف الجوي يحتاج إلى مواكبة من الأرض. وأنّا لهؤلاء المتهمين التسعة عشر المواكبة الأرضية في بلد غير بلدهم وأرض غير أرضهم؟
نستطرد فنقول أن من خطط ونفذ أحداث11 سبتمبر لديه أجندة يريد تنفيذها بشرقنا الإسلامي، فأوقع نفسه في أخطاء دلت على مقصده السيئ تجاه المنطقة الإسلامية. وللأسف فقد شربت حكومات عربية المقلب دون تمحيص.
بتطبيق الضوابط آنفا على ما تُتهم به القاعدة، نستنتج أنه لا "قاعدة" واحدة تمارس الإرهاب في العالم، بل هناك "قواعد" كثيرة، بعضها دول تزعم أنها تتصدى للإرهاب،وهي غارقة فيه إلى أذنيها. كما نلفت النظر إلى أن دولا معينة صنفت من القاعدة من اعتبرتهم من قبلُ مقاتلين جهاديين، كما فعلت أمريكا عندما كانت تدعم المقاتلين العرب في أفغانستان أثناء الاجتياح السوفييتي له، ثم اعتبرتهم بعد ذلك من القاعدة يهددون الأمن العالمي، ثم لتعتقلهم وتنقلهم إلى سجن "غوانتنامو" الرهيب. المدافعون عن حقوق الإنسان يعتبرون تصرف واشنطن هذا من دون تقديم المعتقلين إلى محاكمة هو الإرهاب بعينه، بل قمة الإرهاب.
العرب والمسلمون كانوا يعتبرون -حتى وقت قريب- إسرائيل هي الإرهابي رقم 1 في العالم. ومع بقاء إسرائيل في مرتبة متقدمة في قائمة الإرهاب، فقد تراجعت، ليحتل بشار أسد المرتبة الأولى بعد أن قتل من السوريين، -المفترض أنهم مواطنو نظامه- أكثر من 120 ألف سوري، واعتقل مئات الآلاف وشرد ما يقرب من نصف سكان سورية من ديارهم. ثم ليسقط إسرائيل بالضربة القاضية ويزيحها عن قمة الإرهاب عندما قصف الغوطتين -الشرقية والغربية- بالسلاح الكيماوي حيث قتل أكثر من 1400 سوري ثلثهم من الأطفال! 
نشير إلى أن حافظ أسد قد اعتبر "أستاذا" في الإرهاب في الربع الأخير من القرن العشرين، عندما قتل من السوريين أكثر من 30 ألفا في مدينة حماة لوحدها في شباط عام 1982. كما أعدم في سجونه أكثر من50 ألفا من السوريين بموجب القانون 49 الذي اعتبر سبة في جبين "العالم الحر!" وعلى رأسه واشنطن التي أغمضت عينيها، كأنها لم تر إرهاب حافظ أسد.
أما العراق، فإن ميليشيات رئيس حكومته "نوري المالكي" سبقت القاعدة في أعداد من قتلتهم من السنة. وما تزال أمريكا تعتبر المالكي رئيسا ديمقراطيا. بل هي من وطأت له الحكم رغم أنه كان نكرة–وربما لهذا السبب- عند اجتياحها العراق. لا يفوتنا أن نشير هنا إلى إرهابي آخر هو حسن نصر الله الذي ما فتئ يهاجم إرهاب "التكفيريين" وقد صبغ -وهو المؤمن- أراضي سورية بدماء من قتلتهم ميلشيا حزبه، عندما دخلت مناصرة بشار أسد في قتالهم السوريين.
نلفت الانتباه إلى إرهابي ظهر في مصر حديثا. فاللواء "محمد إبراهيم" وزير داخلية الانقلاب الذي نفذه وزير الدفاع الفريق "عبد الفتاح السيسي" حصد أرواح آلاف المسلمين المصريين المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية" في القاهرة في شهر آب الماضي، "وما في أحد أشطر من أحد". وحتى الآن لم تسمّ إدارة أوباما ما فعله السيسي بأنه انقلاب!
الإرهابيون كثر، لكن العجيب أنهم ما يفتؤون يشيرون إلى غيرهم من الإرهابيين، وكأنهم هم حمامات سلام!!!
*كاتب سوري