الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عندما يصبح "التكاذب" سياسة دولية !

عندما يصبح "التكاذب" سياسة دولية !

20.06.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد 19-6-2016
عندما يسود "التكاذب" بين الدول وعلى مستويات عليا وبالنسبة لإمور وقضايا حساسة وخطيرة وعندما تكون هذه هي الدول الكبرى والعظمى التي تقرر السياسات الدولية وتوجهها إنْ نحو الحرب أو نحو السلام فإن هذا يعني أن العالم ذاهب إلى كوارث محققة وأن البشرية تصبح بإنتظار حرب أو حروب كونية ستكون أدواتها هذه المرة ليس الفضاء الألكتروني فقط وإنما أسلحة الدمار الشامل الذي شهد العالم بعض فضائها في:"هيروشيما ونجازاكي" في الحرب العالمية الثانية.
في ندوة إقتصادية في مدينة "سانت بطرس بيرغ"، التي كان اسمها قبل إنهيار الإتحاد السوفيتي "لينين غراد"، ربما لم تُقْلْ فيها عن الإقتصاد ولو كلمة واحدة إدعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأميركيين هُمْ من اقترح انضمام المعارضة السورية إلى حكم بشار الأسد والإلتحاق بحكومته الحالية وبالطبع فإنه أبدى ترحيباً مبالغاً فيه بهذا الإقتراح العجيب الغريب الذي سارعت الخارجية الأميركية إلى نفيه نفياً قاطعاً ومانعاً وأكدت على أنها لا تزال تتمسك بحل المرحلة الإنتقالية (وفقا لجنيف 1 ) وبرحيل هذا الرئيس السوري مجرد البدء بهذه المرحلة وعلى أساس أنه لا وجود ولا مكان له في مستقبل هذا البلد وعلى الإطلاق.
وبالطبع فإن روسيا لم تبادر إلى تصحيح هذا الذي قاله رئيسها، إستناداً إلى ما أكده الناطق باسم الخارجية الأميركية والذي كرره الإعلام الأميركي والإعلام العالمي بإستثناء هيئة الإذاعة البريطانية ال"بي.بي.سي"، مما يعني أن موسكو في هذا العهد باتت تَتَّبِعُ نظرية "غوبلز" الإعلامية الشهيرة التي تقول :"إكْذب ثم إكْذب..وواصل الكذب فسيصدقك الناس في النهاية" هذه النظرية التي من المفترض أنه ثبت فشلها مع إنهيار الحكم النازي البغيض بعدما أقحم أوروبا والعالم في ويلات لا يزال يعاني من بعض آثارها حتى الآن .
كل وسائل الإعلام ، بعد تصحيح الخارجية الأميركية ونفي ما قاله الرئيس الروسي جملة وتفصيلاً، بادرت إلى تصحيح هذا الخبر الذي "غرش" الروس على تصحيح الأميركيين له بإستثناء ال"بي.بي.سي" البريطانية ، التي تتلمذت على أساليبها وحرصها على المصداقية المتناهية أجيال متلاحقة ومن العالم بأسره وعلى مدى نحو قرن من السنوات، فإنها بقيت تكرر وتلوك ما صرح به فلاديمير بوتين أمام مؤتمري "بطرس بيرغ" بدون أي إشارة لما صدر عن الناطق بإسم خارجية الولايات المتحدة .
في كل الأحوال.. إن الواضح أن روسيا، التي باتت تعتبر أن هذه الحرب المدمرة في سوريا هي حربها، مصرة على الإبقاء على بشار الأسد ولو على حساب وحدة هذا البلد الذي سيكون تمزيقه كارثة الكوارث وبخاصة بالنسبة للدول المتاخمة والمجاورة ولو لم يبقِ فيه حجر على حجر فالرئيس بوتين الذي أغلب الظن أنه مصاب بداء العظمة حتى قبل أن يأتي إلى الحكم بادر إلى إستغلال ضعف الرئيس باراك أوباما وهُزال إدارته ليحل مشاكله العالقة مع الولايات المتحدة من موقع القوة وليبرز كزعيم عالمي تاريخي مثل ستالين وماوتسي تونغ .. وكندي وجورج واشنطن.
إنه غير جائز أنْ "يفبرك" رئيس دولة كبرى هي روسيا الإتحادية موقفاً خطيراً ويلصقه بدولة عظمى هي الولايات المتحدة الإميركية فهذه "زلَّة" لا تغتفر وقد يؤدي البناء عليها إلى تطورات غير محمودة العواقب وبخاصة وأنَّ هذه المنطقة تمر بكل هذه الأوضاع الكارثية التي تمر بها وأن العالم في حقيقة الأمر يجلس على:"كف عفريت"!!.