الرئيسة \  مشاركات  \  عندما يصبح الخصم وسيطا وقاضيا

عندما يصبح الخصم وسيطا وقاضيا

22.01.2015
هيثم عياش



تكاثرت بالاونة الاخيرة دعوات لشخصيات محسوبة على  يُطلق عليه بائتلاف قوى المعارضة السورية للذهاب الى موسكو والقاهرة للمشاركة باجتماعات من اجل إلتوصل الى صيغة مرضية تنهي مأساة الشعب السوري ، فالشخصيات المدعوة لاجتماع موسكو معروفة بتعاطفها ودعمها للسياسة الروسية سواء كان الكرملين ينتهج سياسة جيدة او سيئة في العالم واكثر عقلاء ومراقبي السياسة الروسية قبل واثناء استلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاتيح الكرملين ينتهج سياسة  حرب ضد  شعوب العالم ، فبالاضافة الى محاربته الشعب السوري الى جانب رئيس نظام سوريا بشار اسد يمده بالسلاح وبفرق عسكرية اضافة الى أطماع روسيا بالاراضي السورية واتخاذه  مناطق فيها  قواعد عسكرية له لمواجهة تمثيلية سفن امريكية واوروبية بالبحر الابيض المتوسط   تزعم واشنطن وعواصم اوروبية انها تريد التدخل العسكري في سوريا يوما ما ، ينتهج سياسة حرب في اوكرانيا فضم موسكو شبه جزيرة القرم الى حظيرة روسيا ضاربة بعرض الحائط حقوق الشعوب  اضافة الى الاتفاقيات الدولية  التي تنص على اختيار سكان القرم الانضمام الى اوكرانيا وتشديد المتعاطفين معهم من قوميي القرم قبضتهم على المسلمين فيه وطرد المتعاطفين مع الروس من انفصاليي الشرق الاوكراني للكثير من  المسلمين الذين يعيشون في دونتسيك / عاصمة جمهورية اوكرانيا الشعبية المُعْلَنُ عنها من جانب واحد / بل ساهم بوتين بسياسته الاوكرانية صرف انظار العالم الى ما يجري في سوريا مثل ما انتهجه تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / هذا التنظيم الاجرامي وراء خطط إعادة دمج بشار اسد بالمجتمع الدولي  وإعادة شرعيته كرئيس  لسوريا .
أما دعوة القاهرة لممثلين من الائتلاف بمقدمتهم رئيس الائتلاف السابق احمد الجربا الذي أرسل رسالة تهنئة لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي  الذي أطاح بالرئيس الشرعي لمصر محمد مرسي واحتمال استجابة الائتلاف للدعوة المصرية فيعتبر خيانة عظمى ليس للشعب السوري فقط بل للشعب المصري ايضا  وإحباطا لتطلعاته  باستعادة حريته وتجاهلا لأدب الثورات والثوار في العالم فالمعروف عبر التاريخ الانساني الحديث تعاون الثوار الذين يسعون لنيل حرية شعوبهم تعاونهم مع ثوار بلد ما اذا كانت ثورتهم على حق فلولا انتفاضة  الشعب المصري على رئيسهم السابق حسني مبارك لما انتفض الشعب السوري على الطاغية بشار اسد ، ويريد عسكر مصر القضاء على انتفاضة الشعب السوري من خلال دعوتهم لاعضاء بائتلاف قوى المعارضة السورية .
ربما تذكرون اسباب انفصال اليمن الى شمال وجنوب فقد تدخل جمال عبد الناصر بالستينات باليمن فكانت نتيجة التدخل الانفصال ، وها هم عسكر مصر يريدون إمساك الملف السوري لتنفيذ مخطط قيام دويلات عرقية ودينية في سوريا تكملة لمخطط سايكس بيكو . والحديث عن خطط تقسيم سوريا اصبحت معروفة يتداولها اكثر خبراء منطقة الشرق الاوسط  ويتحدث عنها بعض زعماء الائتلاف المذكور بصراحة اذ يرون بالتقسيم افضل وسيلة لإنهاء انتفاضة الشعب السوري وربما انهاء نظام بشار اسد وبقاء اسد في عاصمة الامويين .
مسكين الشعب السوري هذا ما يتفوه به المؤيد له مثل وزير خارجية اللوكوسمبورج جان اسيلبورن  لقد أسلموا أمورهم الى شخصيات تريد مصلحتها فقط ، ويا أسفا على ائتلاف قوى المعارضة السورية  فهم اذا استجابوا لدعوات القاهرة وموسكو للاجتماع فان زعماء هذا الائتلاف  سيفقدون  البقية الباقية من حياءهم والبقية الباقية من دعم الشعب السوري لهم  على حد رأي خبير الشرق الاوسط سفير المانيا السابق في سوريا باول فون مارتسان .
شخصيات المعارضة السورية المدعوة لاجتماعات القاهرة وموسكو أغبياء لم يتعلموا من دروس تطورات السياسة الدولية وخاصة غدر عسكر مصر بالشعب المصري فرئيس العسكر المصري عبد الفتاح السيسي يريك ابتسامة صفراء وكأنه رجل لطيف المعشر وبوتين ترى على وجهه علامات الغدر ورحم الله صالح عبد القدوس وهو احد شعراء الدولة العباسية والبيت منسوب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
يعطيك من طرف اللسان حلاوة   ويروغ منك كما يروغ الثعلب