الرئيسة \  مشاركات  \  عندما يصبح السوريون عبئا

عندما يصبح السوريون عبئا

07.05.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
ناشد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بمؤتمر صحافي عقده هذا اليوم الثلاثاء 6 أيار/مايو نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير والاعلام المرئي والمسوع والمكتوب مساعدة المانيا للبنان بالتخفيف عن عبء اللاجئين السوريين الذي شردهم نظام سوريا الى بلاد والاردن وتركيا وغيرها من دول في العالم وان ازدياد عدد اللاجئين السوريين طغى على عدد سكان لبنان حتى اصبح المرء لا يستطيع التمييز بين اللبناني والسوري . وقد أكد وزير الخارجية الالماني شتاينماير ان المانيا على استعداد للمساهمة بالتخفيف عن عبء لبنان وستقدم له المساعدات المالية والمعنوية حتى يتحمل عبء اللاجئين كما ان برلين حريصة كل الحرص على امن لبنان واستقراره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
جاءت زيارة باسيل الى برلين متزامنة مع زيارة الرئيس القبرصي نيكو استاذدياس الى برلين حيث ناقش هذا اليوم الثلاثاء ايضا  6 ايار/مايو مع المستشارة انجيلا ميركيل مشكلة قبرص من تدفق اللاجئين السوريين الى جزيرته الصغيرة وعلى الاوروبيين السعي لايجاد مخرج لمشكلتهم وان قبرص لا تستطيع هي والاوروبيين بناء جزيرة بالبحر الابيض المتوسط وبالمياه الدولية لسوريا وجزيرته لإسكان اللاجئين السوريين .
مشكلة اللاجئين السوريين اصبحت موضع استغلال السياسة اللبنانية ففي خلال خمسة اسابيع زار برلين الرئيس اللبناني السابق امين الجميل وبعده رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي اللذين أكدا بمحاضرتين لهما احداهما من قبل الجميل بمعهد كونراد أديناور الذي يتبع الحزب المسيحي الديموقراطي والاخرى للميقاتي بمعهد فريدريش ايبرت الذي يتبع الحزب الديموقراطي الاشتراكي واليوم وزير الخارجية باسيل أجمعوا كلهم بأن اللاجئين السوريين أصبحوا  عبئا على اللبنانيين . نسي هؤلاء الزعماء بأن الشعب السوري فتح ابواب بيوتهم للبنانيين أثناء الحرب الاهلية التي وقعت عام 1975 واستمرت لاكثر من خمسة عشر عاما ولم يشكو اي سوري من عبء اللبنانيين . لقد نسي زعماء لبنان الذين يزورون المانيا وغيرها من الدول الاوروبية يتجارون بالشعب السوري ويتسولون للحصول على اموال من اوروبا على حساب هذا الشعب المسكين  الذي هو ضحية نظام جبروتي بربري مجرم لم تعرف الانسانية وحشية مثل وحشيته . لقد فتح الشعب السوري ابوابه لكل لبناني مسلم ونصراني ولما شن حزب اللات حربا مع الصهاينة قام ذلك الشعب وفتح أبوابه للشيعة واصفا الحاخام حسن نصر الشيطان بالبطولة ، وها هم هؤلاء الساسة اللبنانيون الذين يتاجرون بالشعب السوري يقفون الى جانب نظام أسد يحاربون معه شعبنا ومن يعتقد انه يجب تفهم موقف الساسة اللبنانيين لوقوفهم الى جانب أسد فهو منافق  يجادل عن المنافقين ، وعلى المعارضة السورية وخاصة اصحاب توجيه السياسة الخارجية بائتلاف قوى المعارضة السورية السعي تفهيم المجتمع الدولي وخاصة اوروبا بأن الشعب السوري ليس عبئا على احد وان ساسة لبنان معروف عنهم بالنفاق والدجل والابتزاز .