الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عن الائتلاف وهيئة التنسيق.. ما الأمر؟

عن الائتلاف وهيئة التنسيق.. ما الأمر؟

08.02.2014
محمد خروب


الرأي الاردنية
الخميس 6/2/2014
فجأة... وجّه بان كي مون الدعوة الى "هيئة التنسيق الوطني" التي تشكل العنوان الأبرز لمعارضة الداخل، كي تحضر الجلسة الثانية من جنيف 2 المقرر انعقادها في العاشر من الشهر الجاري.. وفجأة ايضا تراجع فخامة الشيخ أحمد عوينانالجربا عن لاءاته المشهورة وقال ولكن في استعلاء أمام الكاميرات: ان الائتلاف يتجه الى "ضم" اطراف وشخصيات اخرى الى الوفد المفاوض، مُشدداً في الآن ذاته، على رفض ضم أي شخصية لها صلة بالنظام السوري!.
نحن إذاً أمام أحجية قد تبدو مُعقدة لكنها ممكنة التفسير، خصوصا ان احدا من داعمي الائتلاف لم يعد يجد فيه (الائتلاف) قادراً على توفير البضاعة المطلوبة، حتى للمساهمة في إنضاج حل سياسي للازمة السورية بعد ان وصلت الأوضاع الميدانية الى مفترق طرق حقيقي، وتقلصت الخيارات وانكشفت المناورات، وبخاصة امام الدول والقوى والجهات التي ظنت في لحظة جنون محمولة على اوهام كبيرة، ان الحل العسكري ممكن وان الطريق لاقتحام دمشق والاستيلاء على القصر الجمهوري واجلاس قرضاي جديد في المنطقة بات متاحا، بعد ان خدعتهم في البداية رؤية جحافل الجيش الحر تُبسط سيطرتها على بعض القرى وضواحي المدن البعيدة، ناهيك عن بعض العمليات والتفجيرات الانتحارية "الناجحة"..
ثلاث سنوات مرّت على اندلاع الازمة، وبات الجميع الان امام ساعة الحقيقة، فإما تسوية سياسية تدفن وهم الخيار العسكري وتوفر اسباب النجاح لمفاوضات جادة ورصينة وواقعية لا تتكئ على خزعبلات احمد الجربا وميشيل كيلو وبرهان غليون، القائمة على وهم مفاده ان المهمة الرئيسية للجولة التالية من المفاوضات هي تشكيل "حكم انتقالي"، وإلاّ استصدار قرار جديد من مجلس الامن وفق الفصل السابع على ما ذهب اليه المستشرق الناطق باسم ائتلاف الجربا لؤي صافي، أو الذهاب بسوريا (والمنطقة ايضا) الدولة والشعب والجغرافيا الى الفوضى والمجهول وعلى نحو لا يسمح لأحد بالتنبؤ بامتدادات هذا الحريق وتداعياته..
ماذا عن الجربا وعبدالعظيم؟
سيلتقيان في القاهرة اليوم الاول قادم الى السياسة من باب البزنس والعمولات والتوظيف والتجارة السريّة (...) ولم يكن اختياره على رأس الائتلاف عبثا بل وفق مسطرة و"داتا" معلومات موثقة ومعروفة، لا يستطيع امامها التمرد او الاعتراض على ما يريده الاسياد، وان كان المحيطون به من الاكاديميين والحزبيين والايديولوجيين من اقصى اليسار التائب الى اليمين الاخواني المتطرف، هم مجرد زينة اعلامية وديكور سياسي لزوم البروتوكول والتقاط الصور.
الثاني محام معارض يحظى باحترام في اوساط المعارضة الداخلية، رغم كل ما يؤخذ عليه (والهيئة أيضاً) وخصوصا خلال الازمة، من تردد وارتباك وعدم امتلاك القدرة على مواجهة الذين اختطفوا المعارضة لصالح القوى الخارجية واخذوا البلاد والعباد الى مربع العسكرة والطائفية ودعوا علانية الى التدخل الخارجي خصوصا العسكري، وهي اللاءات الثلاث (المضادة) التي رفعتها هيئة التنسيق منذ وقت مبكر على الازمة، لكنها اكتفت بالاقوال والبيانات الخجولة ولم تُزَخّم عملها او تسعى للقاء مع النظام (حتى بهدف إحراجه) الى ان تمكنت معارضة الخارج من انتزاع صفة التمثيل بدءاً بمجلس اسطنبول وللهيئة تجربتها المُرّة مع رئيسه الأول برهان غليون في وثيقة القاهرة التي تم التراجع عنها، ثم اخترعت واشنطن (واصدقاؤها في المنطقة) الائتلاف وغدا عشية افتتاح مؤتمر جنيف 2 هو الممثل الشرعي "الوحيد" للمعارضة.
هل دعت الامم المتحدة هيئة التنسيق لحضور الجلسة الثانية من جنيف 2 كوفد معارض مستقل ام ضمن الائتلاف؟
وهل يُعقل أن الهيئة التي دفعت ثمناً باهظاً جراء تمسكها بلاءاتها الثلاث تقبل "الاندماج" في ائتلاف يَعرف قادتها (الهيئة) في الداخل وخصوصاً في الخارج، ان روبرت فورد، هو الذي يكتب جدول اعمالها وعناوينه؟ (رشحت تسريبات أن فورد يستعد للتقاعد من سلك الدبلوماسي الأميركي نهاية الشهر الجاري).
ثم هل يمكن لهيثم مناع او حسن عبد العظيم او أي شخصية في الهيئة ان تقبل الجلوس خلف الجربا رئيساً للوفد، وهو الذي يُعرف الجميع تواضع ثقافته وانعدام قدراته التفاوضية فضلاً عن عدم معرفة احد بمدى "التفويض" الممنوح له من المُمولين و"المُستثمرين" في التمرد المسلح؟
وايضا.. هل يمكن للهيئة ان تنسى التصريح "الصريح" الذي ادلى به فخامة الشيخ الجربا بعد انتهاء مفاوضات الجولة الأولى مع الوفد السوري الرسمي عندما قال: إن الأسلحة بدأت بالوصول إلينا، وكان هذا هو "شرطنا" لحضور مؤتمر جنيف 2 وقد التزم الجميع بوعودهم؟
ما الذي سيسفر عن لقاء القاهرة اليوم بين الائتلاف وهيئة التنسيق؟
الانتظار لن يطول.