الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عفوًا “دي مستورا”.. دي مهزلة!!

عفوًا “دي مستورا”.. دي مهزلة!!

17.12.2014
شريف قنديل



المدينة
الثلاثاء 16-12-2014
عفوًا “دي مستورا”.. دي مهزلة!! قال المسيو دي مستورا المبعوث الدولي لسوريا إن خطته تتضمن بنودًا رادعة! وأجدني أقول للسيد "مستورا" كما يتم نطقها بالإنجليزية: رادعة لمن يا مسيو؟! وبالعربية العامية التي سمعتها بنفسي منه أثناء زيارته للصومال أعود فأسأله: رادعة لمين، وأنت سيد العارفين؟!
أغلب الظن أنها رادعة لمقاتلي الجيش الحر، فقد زار الرجل دمشق، وخرج مؤكدًا أن "التجميد هو حل"، وأن خطته تشير إلى "تجميد" وليس وقف إطلاق نار تقليديًّا.
ومن الواضح أن الدبلوماسي الإيطالي المولود في السويد مغرم تمامًا بعملية "التجميد"، لأنه -أي التجميد- نوع آخر، ومفهوم آخر.. إنه تجميد النشاطات العسكرية من الطرفين في شكل متزامن من دون أي إهانة، أو هزيمة، أو نصر.. ويمضي المبعوث التجميدي قائلاً: إن التجميد وتفاصيل التجميد لها طبيعة مختلفة عمّا رأيناه في الماضي، في وقف إطلاق النار! فلمّا سأله مندوب "الحياة" في لندن، وقد ضاق، أو حار في هيام الرجل بالتجميد عن مفهود "التجميد" قال مستورا: إن مفهوم التجميد يتضمن وقف النشاطات العسكرية، وبالقيام بذلك سيكون هناك تسهيل فوري للمساعدات الإنسانية "للطرفين طبعًا"، وعلاوة على ذلك الأمل في فتح مجال لإعادة إعمار حلب!
هكذا -وعلى بلاطة- بالعامية العربية التي يحبها مستورا، فإن التجميد يظل هو الحل، و"بالمفتشر" بالعامية المصرية تحديدًا، والتي حدّثني بها الرجل ذات يوم، فإن التجميد في حلب سيؤدّي إلى عملية سياسية.. كيف؟! يرد مستورا: بأن المناخ، والبيئة، والكيمياء، والشعور بالأمل، أو باليأس، تؤدّي بدورها إلى تغيير كبير، ويولِّد دينامية، وإذا توصلنا إلى حركة كبيرة في هذا الشأن "شأن المناخ والبيئة والكيمياء" وبالمجمل شأن "التجميد" في حلب، فيمكن أن يساعد هذا في البدء أخيرًا ببحث ما -إذا- كان يجري الحديث عن عملية سياسية شاملة وفعلية!
الحق أنني لست على يقين من أن السيد مستورا قد شاهد الفيلم المصري "الكيف"، الذي يُغنِّي فيه محمود عبدالعزيز لـ(الكيمو -كيمو- كا) في إشارة لدور الكيمياء في صناعة الكيف!! فإن لم يكن قد شاهده فليكشف لنا بوضوح، ليس فقط عن خطته، وإنّما عن أهدافها، والغرض الرئيس منها!!
ومع كامل الاحترام لمسيرة وسيرة الرجل "مستورا" في العراق وأفغانستان، وتشاد والصومال والسودان أقول: إن "التجميد" على ما هو عليه الأمر المستفحل زاد مواجع تلك البلاد التي اقترب بعضها من "التحنيط"! صحيح أن عمله في تلك الدول كان تحت مظلة اليونيسيف، لكن "التجميد" كما هو واضح من حديثه في كل مناسبة فلسفة حياة! تجميد للفقر دون حل، وللمرض دون علاج، وللحرب دون منتصر أو مهزوم، بل ودون سلام!
أخشى والحال كذلك أن يكون اختيار المندوبين، أو المبعوثين الدوليين لمناطق الصراع لتجميدهم أيضًا؛ انتظارًا لبعثهم يوم القيامة، وعندها يتم إيجاد حلول للشعوب المقهورة، للأطفال اليتامى، وللنسوة الأرامل، وللعجزة والجرحى الذين يتمنون أن تتجمد جراحهم، وأن تتجمد الدماء في عروق قاهريهم!
يتجمد الوضع في حلب، كما تجمد أو تحنط في حمص، ويتجمد الحل، ويتجمد الأمل في حل نهائي لمأساة الشعب السوري كله، مثلما تجمدت الصومال على ما هي عليه، وأفغانستان على ما هي عليه، واليمن على ما هي عليه، وفلسطين على ما هي عليه.. وعليه العوض ومنه العوض!!