الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عيد الداخل والساحل ... بين نصر بشار وانتصارات الثوار !

عيد الداخل والساحل ... بين نصر بشار وانتصارات الثوار !

13.08.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الثلاثاء 13/8/2013
لأن الحرب بين معسكر الإيمان ومعسكر الظلم والفجور والطغيان سجال وكر وفر في كل زمان ومكان فلم يكن صحيحا أن تشذ السنة الكونية عن ذلك في مشهد الصراع السوري هذه الأيام،  ولأن ناموس الخليقة جرى أنه في أكثر الأحوال يكون النصر حليف الذين يحتملون الضربات ويصطبرون لا حليف من يضربهم فإن تقدم الجيش الحر وثوار المقاومة الشعبية مع خواتيم شهر رمضان وإطلالة العيد وحتى الساعة في ريف مدينة اللاذقية البحرية وتسجيلهم كسبا كبيرا على الأرض وصل إلى السيطرة على ثماني عشرة قرية موالية للنظام القاتل ولا يزال الظهور مستمرا لم يكن بدعا يشذ عن السنن بل جاء امتدادا لانتصارات شهر القرآن في التحرير وإحراز الغنائم النوعية من أسلحة البغي الجهنمي وفي مختلف الجبهات السورية طولا وعرضا وكان توفيقا ربانيا رد به أسود الحق على الأسد الجزار المغرور الذي يستأسد على المدنيين ويبقى كما كان أبوه نعامة وأرنبا أمام الصهاينة المحتلين الذين لم تنعم جبهتهم بهدوء كما هو الحال على الحدود مع سورية حتى توسعوا في المستوطنات أيما توسع لاطمئنانهم مع حليفهم وعدو الوطن والشعب والضمير، لقد صفع الثوار نصره المزعوم وهو يصافح جنديا في "داريا" وليس حوله أحد من البشر إلا الحجارة المدمرة والركام الذي خلفته طائرات الميغ والدبابات الروسية المجرمة التي تدير المعركة مع إيران الحاقدة وما هو إلا منفذ لأوامرهما كما هما الأجيران الوفيان لإسرائيل، لقد وقف أمام الكاميرا وسط الخراب والدمار مزهوا مدعيا أن الانجازات على الأرض تتكلم عن نفسها وأنه واثق من النصر يا للسخرية والعار إنها إنجازات وانتصارات بهلوانية لم تدر إلا عند الأسد المجرم الذي لا يدور إلا حول نفسه والمجرمين من أسياده وعابديه وشبيحته الذين يهتفون: شبيحة للأبد عند عيونك يا أسد
بشرى بنصر قريب قالها الأسد
فقهقه الأرنب المحسود ينتقد
مرت ثلاث ورغم الدعم كم فشلوا
ونار ثورتنا في الجيل تتقد
ولأن الإمعات لابد أن يسيروا خلف القادة السخفاء فقد قام محافظ اللاذقية بصحبة ضباط من مخابرات الأسد بإزاحة الستار عن النصب التذكاري في عيد الجيش أول أغسطس للاحتفال بالنصر الذي لم يكن طبعا على إسرائيل ولا إشارة إلى حضارة المسلمين وحضارة أوغاريت اللاذقانية وإنما كان وقوفا عند النصب التذكاري في مدخل المدينة وهو عبارة عن حذاء عسكري وإلى جانبه رصاصة فها هو تفكيرهم وها هي شبيحتهم التي كونت صفحة على الفيسبوك اسمها "عبدة إصبع بشار" وهم يضعون حذاءه على رؤوسهم وقد سجدوا على صورة بشار تماما كما كان آباؤهم يقولون لسيد الطغيان الطائفي حافظ الأسد ياالله حلّك حلّك بدنا الأسد محلك، ولقد كان جديرا بالإعلام المعارض ألا يترك وسيلة إعلامية إلا وينشر هذه المعلومة ليعرف العالم من هو الجزار بشار وشبيحته كما نبه الدكتور عوض السليمان في جريدة العرب القطرية 9-8-2013 وإذا كان وزير الدفاع السوري فهد الفريج يعتبر أن السيطرة على حي الخالدية في مدينة حمص وقصف وتدمير جامع الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه سيف الله المسلول الذي يكرهه الشيعة والنصيريون ويدعون أنه إنما أسلم لغرض في نفسه ولا يتسمون باسمه أبدا زعما أنه كان يبغض عليا رضي الله عنه زورا وبهتانا وأن من لف لف الفريج يدعون أن المعارك التي تقدم فيها الثوار وخصوصا في جبهة اللاذقية اليوم قد جاءت ثأرا لحمص والقصير وبانياس وقرية البيضا فما المانع شرعا ووضعا وطبعا من ذلك فالله تعالى يقول: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم..) البقرة  194.
وما فائدة التدافع في الأرض إذا لم يفعل ذلك وما المانع أن يؤدب المجرمون حتى في بلدة القرداحة التي رميت بقاذفات الثوار وهي رمز الجزار بشار ومسقط رأسه وأبيه وإنه لمن أغرب الغرائب أن تقتل الأقلية الأكثرية ثم لا يسمح لهذه أن تدافع عن نفسها وأن تأخذ حقها بيدها ما دامت تستطيع إذ من واجبها ألا تدع مكانا أمانا لجيش الجزار وشبيحته لا في جبهة الساحل ولا في غيرها لأنهم يلعبون بالنار ولا بد من إحراق أصابعهم الآثمة فليكن ما يكون من تطويق اللاذقية وفك الحصار عنها وقطع طريق الإمدادات منها إلى إدلب وحلب أفيجوز للجزار وعصابته أن يدمروا معظم سورية ويذبحوا ويجرحوا ويعتقلوا ويشردوا وينتهكوا أعراض الحرائر والأطفال ويعتدوا على الشيوخ ولا يجوز للثوار أن يحجزوهم بالقوة عن الإبحار في الدماء والإيغال في الدمار إنها اللاذقية التي كانت المدينة الثانية المنتفضة ضد الأسد وعصابته عام 2011 وهي التي حاربت الفرنسيين بالتضامن مع حلب حتى قال الشاعر:
في اللاذقية أجناد تشد يدا
على الزناد وجيش الزحف في حلب
وفيها القسم الثائر ضمن الأرياف جبل التركمان، جبل الأكراد حيث مخيمات اللجوء وأسر المنشقين عن جيش الأسد وفيها قسم نصيري معارض لكنهم منبوذون اجتماعيا من النظام ولولا حاجاتهم لإعالة أسرهم لتركوا وإن العديد منهم لا يجرؤون على الانشقاق لعدم وجود بيئة تحتضنهم في الجيش الحر وفي مدينة اللاذقية استهدف مسجد البيرقدار لإرعاب المصلين، كما أن الخوف قائم من تدمير أحياء السنة، كما حدث في مدينة حمص القديمة حيث إن أكثر أحياء السكن عشوائية وتضرب بحجة أن الثوار يتحصنون فيها ولا يغرب أن يتم ذلك بتواطؤ تجار الإعمار مع تجار الحروب وفي الختام نؤيد النصيحة بمحاصرة القرداحة وبعض القرى دون اقتحامها ما أمكن ذلك حتى لا يتوتر الصراع أكثر وخشية ضعف الاستمرار وإن اقتحام المدن عسير وله عواقبه فلينظر إلى ذلك كما أن أي موضع أو موقع يغلب على الظن أنه إذا حرر لا يستطيع الثوار أن يحافظوا عليه فالأولى اتخاذ خطوات أخرى توفيرا للأرواح ودرءا للأضرار فكونوا يا ثورانا البواسل متميزين بالتخطيط والبصيرة بالواقع واستشراف المستقبل ما استطعتم واحذروا التفرق دواما يا جبال وأبطال ثورتنا المجيدة تقبل الله منا ومنكم بعيد الشهداء.
عيد فعيد فعيد دون تعييد
إلى متى الشام في خطب وتصعيد
حقيقة العيد يا أحرارنا همم
يشدو بها الدهر في فخر وتخليد