الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عين العرب والوقت المستقطع!

عين العرب والوقت المستقطع!

03.11.2014
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الاحد 2-11-2014
 صحيح، لماذا عين العرب وحدها، وداعش في ريف حلب وادلب وحماة ودير الزور وطرابلس؟!
والسؤال وارد.. ولا نظن ان التحالف يملك جواباً مقنعاً، وهو يتابع حربه في بلدة اصبحت فارغة الا من المتحاربين، فالامور في العراق تسير سيراً حسناً بعد ان تولى وزارة الدفاع لواء من جيش صدام، ويدير عمليات الجيش والامن والعشائر بمهنية عالية، فهؤلاء الجنرالات خاضوا حرب الثمان سنوات، واستطاعوا الاحتفاظ بأسلحتهم طيلة فترة الحصار، وصانوها، واضافوا عليها من مصانع الاسلحة العسكرية، فالروح الوطنية هي التي تقاتل، وتستطيع طهران ان تكذب على شعبها بأن قاسم سليماني هو الذي يقود الجيش العراقي .. وهو الذي يحقق كل هذه المكاسب!!.
وملاحظة صغيرة نسأل فيها طهران: لماذا تدافع عن نظام الاسد بفيلق القدس الايراني، وبمتطوعي ابو الفضل العباس، وعصائب الحق العراقية، وحزب الله اللبناني.. في حين انها ترسل قاسم سليماني ليقود العراقيين.. ولا ترسل واحداً من حرسها الثوري ليقاتل دفاعاً عن العتبات المقدسة؟؟
ونعود الى عين العرب، وجعلها بؤرة الحرب السورية مع ان حلب وحمص وحماة والقلمون اهم!!.
ما يبدو من خلاف التحالف مع اردوغان، ان الرئيس التركي يعتبر النظام السوري في مستوى داعش، وانه اذا كان لا بد من حرب، فيجب ان تستهدف الاثنين معاً، في حين ان الاميركيين يعتبرون نظام الاسد خطوة لاحقة، لان حرب داعش في كل سوريا، هو لمصلحة النظام، فلا احد يستطيع الهيمنة على الارض السورية، طالما ان النصرة لا تختلف عن داعش، وطالما ان الجيش الحر مؤلف من اكثر من خمسين وحدة لا تجمعها قيادة واحدة الا لتوزيع المال، والذخائر.
بقاء الحرب حول وفي داخل عين العرب، هو الوقت المقتطع لتدريب وتسليح الجيش الحر، بعد وضعه داخل معسكرات وقيادة واحدة! واذا كان الاصرار على دخول عدد من مقاتلي الجيش الحر بموازاة دخول البشمركة العراقية الى عين العرب يدل على شيء، فعلى ان واشنطن تتبنى الجيش الحر من جديد، وانها باعت الاخوان ونصرتهم وجيش احرار الشام!!.
كسب اردوغان الرئيس الفرنسي الى جانبه، والفرنسيون كانوا منذ فترة البداية اخصام النظام السوري، فأي اضافة يمكن الآن وضعها في كفتي الميزان؟!
كان الرأي منذ البداية الحل السياسي، ويبدو ان دمشق بدأت تفهم ان السيادة الوطنية لا تعني ابداً سيادة النظام، وان الحرص على سوريا لا يعني الحرص على نظام مات.. لكن احداً لم يدفنه..