الرئيسة \  واحة اللقاء  \  غارة إدلب... رسالة تحذير روسية لتركيا عنوانها كراباخ 

غارة إدلب... رسالة تحذير روسية لتركيا عنوانها كراباخ 

28.10.2020
النهار


النهار 
الثلاثاء 27/10/2020 
قتل 78 مقاتلاً على الأقل من فصيل "فيلق الشام" السوري الموالي لأنقرة أمس، من جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب في شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، في تصعيد هو الأعنف منذ سريان وقف النار قبل نحو ثمانية أشهر.  
وتسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ 6 آذار هدنة أعلنتها موسكو، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بعد هجوم واسع لقوات النظام. 
واستهدفت طائرات روسية، وفق المرصد، مقراً لفصيل "فيلق الشام" المقرب من تركيا في منطقة جبل الدويلة شمال غرب إدلب، مما تسبّب بمقتل 78 مقاتلاً على الأقل وإصابة أكثر من تسعين آخرين بجروح، فيما لا يزال آخرون عالقين تحت الأنقاض. 
 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة"، موضحاً أن حصيلة القتلى "تعدّ الأعلى في صفوف المقاتلين جراء ضربات روسية منذ بدء موسكو تدخلها العسكري في سوريا" نهاية أيلول 2015. 
والموقع المستهدف، وفق عبد الرحمن، هو مقر كان قد تم تجهيزه حديثاً كمعسكر تدريب، وتم قصفه فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية. 
وشيّع العشرات من سكان مدينة إدلب عدداً من القتلى، وفق ما شاهد مصور متعاون مع "وكالة الصحافة الفرنسية". وحُملت نعوشهم على الأكف بينما كان أحد المقاتلين يطلق النار في الهواء. 
 ويشكل "فيلق الشام" الاسلامي مكوناً رئيسياً في "الجبهة الوطنية للتحرير"، تجمع للفصائل المعارضة والمقاتلة في إدلب. واندمجت الجبهة قبل عام مع فصائل "درع الفرات" الناشطة في شمال وشمال شرق البلاد تحت مظلة "الجيش الوطني" الذي تدعمه تركيا. 
وأكد المسؤول الاعلامي في الجبهة سيف الرعد استهداف روسيا للمقر، من دون أن يحدد حصيلة القتلى النهائية. وندد "باستمرار خرق طيران روسيا وقوات النظام للاتفاق التركي - الروسي مع استهداف مواقع عسكرية وقرى وبلدات". 
 "أهداف عسكرية"  
وأعقب وقف النار المستمر منذ آذار هجوماً شنته قوات النظام على مدى ثلاثة أشهر، تسبب بنزوح نحو مليون شخص، عاد منهم نحو 235 ألفاً إلى مناطقهم منذ كانون الثاني، غالبيتهم بعد وقف النار. 
وعلى رغم خروقات متكررة، لا تزال الهدنة صامدة. وتنفذ روسيا بين الحين والآخر، وفق عبد الرحمن، غارات تطاول ما تعتبره "أهدافاً عسكرية"، لم تستثن فصائل موالية لأنقرة. وتسببت الغارات بمقتل مدنيين أيضاً. 
وتتعرض المنطقة بين الحين والاخر لغارات تشنها أطراف عدة، آخرها قصف أميركي الخميس تسبب بمقتل 17 جهادياً بينهم قياديون في تنظيم متشدد مرتبط بتنظيم "القاعدة"، إلى خمسة مدنيين على الأقل، وفق المرصد. 
وأبرمت موسكو وأنقرة اتفاقات تهدئة عدة، أعقبت سيطرة الفصائل المقاتلة عليها منذ عام 2015، أبرزها اتفاق سوتشي الموقع في أيلول  2018. 
"رسالة إلى تركيا"  
ويثير التصعيد الروسي في إدلب تساؤلات مراقبين عن توقيت الرسالة ومضمونها، خصوصاً أن "فيلق الشام" يعدّ فصيل أنقرة "المفضل" وسبق أن أرسل مقاتلين بشكل منظم إلى ليبيا، بينما توجه مقاتلون منه بصفة فردية الى ناغورنو- كراباخ، وفق المرصد. 
 ويقول الباحث في مركز دراسات الحرب نيك هيراس : "تبعث روسيا برسالة إلى تركيا مفادها أن هناك عواقب تترتب على استخدامها الواسع لمقاتلي المعارضة السوريين في النزاعات، التي توجد فيها روسيا وتركيا على طرفيّ نقيض". 
ويرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول إن "لديه القدرة على ضرب الفصائل السورية المفضلة لدى (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان عندما يرغب داخل سوريا، ما لم تخفّض تركيا أنشطتها العسكرية ضد المصالح الروسية في النزاعات في ليبيا وسوريا وناغورنو- كراباخ". 
 وشدد المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الأحد، إن "الشعب السوري يعيش فترة صعبة للغاية، يعاني خلالها". وقال إنه "بكل تأكيد، يوجد مخرج واحد لذلك، هو البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن والتركيز على العملية السياسية".