الرئيسة \  واحة اللقاء  \  غطاء روسي وتسلل إيراني

غطاء روسي وتسلل إيراني

12.05.2013
طاهر العدوان

الرأي الاردنية
الاحد 12/5/2013
لا يوجد على مسرح الأزمة السورية غير لافروف وصالحي ، الأول نفي ان تكون بلاده بصدد بيع صواريخ متطورة إلى نظام الأسد لكنه اكد بان موسكو تقوم بتسليمه السلاح الذي تعاقد عليه من قبل ، وفيما كان وزير الخارجية الإيراني يقلب الحقائق بدون ان يرمش له جفن زاعما بان مجزرة اهل البيضا الذين ذبح المئات منهم على يد شبيحة النظام قام بها ( الإرهابيون ) كان رئيس الأركان الإيراني يبشر شعب سوريا بان ( حزب الله آخر ) تجري إقامته في سوريا .
 كل هذا عند المخدوعين بشعار المقاومة والممانعة لا يعني تدخلا خارجيا ، فقط يكون التدخل الخارجي في نظرهم حاصلا عندما يربط مقاتل سوري شعار الله أكبر على رأسه ليستمد العزيمة في مواجهة الطاغية واسلحته القاتله وجرائمه البشعة وكأن الاسلام دين مستورد او وباء يجب محاربته والتصدي له . ويتناسى هؤلاء ان هذه الأمة منذ ان هزمت كسرى وحتى اقتحام خط بارليف ما رفعت في معاركها غير صيحة الله أكبر .
 من حزب الله الذي أنجزت مقاومته بتكريس الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل معززا بالقوات الدولية ، إلى حزب الله السوري تحت الإنشاء الذي اعلن عنه الجنرال الإيراني ، إلى أحزاب ايران التي تسلمت مصائر العراق تحت مظلة قوات الاحتلال الأمريكي ، هناك قواسم مشتركة اهمها عسكرة الطائفة وتقسيم الهلال الخصيب وكأننا أمام حملة عنصرية طائفية هدفها تحطيم وحدة الشعوب العربية وإعادة تقسيم ما تقسم منها بعد ان حق القول بانه باحتلال العراق سقط الجدار الشرقي للأمة .
 يوفر بوتين - لافروف الغطاء السياسي والعسكري للتسلل الإيراني تماماً كما فعل الاحتلال الأمريكي في العراق عندما تفرغ للسيطرة على أجواء ذلك البلد تاركا الأرض لإيران وفيالق القدس التي نظمت أولا حملة تطهير وتصفيات لكل رموز العراق من طيارين وعلماء ، ثم تفرغت لعسكرة الطائفة، فأصبحت وحدة العراق من الماضي ، والحديث عن وحدة شعبه من المحرمات .
 والواقع ان الذين يختارون معسكر العداء للثورة السورية بذريعة أنها تضم متطرفين وقاعديين وانهم مع الأسد لانه علماني ورئيس نظام دولة مدنية يظنون أننا من السذاجة بحيث نصدق مصطلحات الخداع والتضليل الذي برع بها النظام منذ قيامه . فلا تطرف ولا إرهاب اعتى وأشد من إرهاب الديكتاتور ودولته الأمنية ، وكما قال احد السوريين متسائلا اين هي الأسرة التي لم يتلق احد أفرادها صفعة من شبيحة النظام وأين هي الأسرة التي لم تساق مع نسائها وأبنائها إلى الميادين في انتخابات الرئيس من اجل ان يهتفوا ويرقصوا باسمه !!
 الدولة المدنية هي التي تتناوب على حكمها حكومة برلمانية منتخبة بانتخابات حرة ونزيهة ، وتقام فيها الأحزاب بحرية وتكون فيها الصحافة ووسائل الاعلام حرة ومستقلة ، فأين دول المانعة من هذا ، من طهران التي برعت بالإطاحة بانتفاضة الإيرانيين في الانتخابات الأخيرة إلى النظام الذي يدير مدافعه وصواريخ جيشه إلى مدنه وجماهير شعبه من اجل ان يظل إلى الأبد على كرسي الحكم . والحقيقة ان من يقف مع معسكر ايران وأحزابها ( الألاوية ) إنما هم مع اشد نظام حكم رجعية وتخلفا وعداء لحقوق الإنسان وهو في جوهره نظام ديني متطرف لا علاقة له من قريب او بعيد بقيم الحرية والديموقراطية وما أسلحته الصاروخية ومشاريعه النووية الا نموذج شرق أوسطي لأسلحة أسرة كيم ايل سونج في كوريا الشمالية .