الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قبل جنيف - 2 المناورات وحدودها

قبل جنيف - 2 المناورات وحدودها

28.05.2013
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الثلاثاء 28/5/2013
اكتفت دمشق خلال الاسبوع الماضي بأن تترك للاتحاد الروسي فرصة اعلان موقفها بالموافقة «المبدأية» على المشاركة في مؤتمر جنيف – 2، بعد دعوة الحكومة العراقية لوزير الخارجية السوري، وجدت دمشق انها ايضاً توافق «مبدأياً»!!.
والمناورة السورية هنا تتمحور حول «الموافقة المبدأية» فهي شروط تريد اخذها من نائب الرئيس الاميركي الذي كلف السيد المالكي بدعوة الوزير السوري الى بغداد، وشروط تريد اخذها من السعودية وقطر «والمعارضة» بطبيعة الحال قبل ان تحدد جدية وحجم المشاركة في هذا المؤتمر!!.
حتى الآن تتحدث دمشق عن «حوار» مع المعارضة ومعنى الحوار في هذا السياق ارضاؤها بدور ضمن النظام.. ولا شيء يمنع اجراء انتخابات لمجلس تشريعي يضع الدستور الجديد لسوريا الجديدة، وحسب ما يجري في الدول المتشابهة فان تونس ومصر وليبيا ما تزال تحتاج الى سنة اخرى ومعنى ذلك ان الاسد سيبقى رئيساً حتى تموز من عام 2014، وهذه مدة كافية للالتفاف على كل شيء طالما ان الجيش والامن تحت قيادته!!.
المعارضة تحسم الأمور: لا حوار مع النظام، والمفاوضات في جنيف، وبوجود دولي ملزم وملتزم لا يبحث الا في المرحلة الانتقالية التي تأخذ على عاتقها ادارة التغيير في الاتجاه الديمقراطي أي: لا اسد ولا نظامه!!.
المهم هنا هو الموقف الدولي، اميركا وروسيا لكن للقوتين حسابات وحلفاء اقليميين لا بد من ان لهم رأياً فيما ستكون عليه الأمور.
والظاهر ان حزب الروس في الاقليم هم ايران وحزب الله اللبناني، وان حزب الاميركان هم تركيا والسعودية وقطر والامارات، وان هناك طرفاً ثالثاً يقف في الظل هو لبنان والاردن والعراق ولو بحسابات متفاوتة تبتعد او تقترب من القطبين الدوليين، ولعل احداً لم يتنبه الى وجود نائب رئيس الوزراء العراقي في البحر الميت في الوقت الذي كان فيه المعلم في بغداد. فهناك اقتراب عراقي واضح من الاردن، وهو اقتراب غير بعيد عن رغبة ايرانية قوية بايجاد ممرات من التفاهم مع الاردن!! وقد زار وزير الخارجية الايراني الاردن قبل اسبوعين، ولحسابات دبلوماسية ذكية لم يعقد مؤتمراً صحفياً واعتذر عن محاضرة في جمعية الشؤون الدولية، وقد فهم بعض المعلقين ان زيارة الوزير لم تكن ناجحة وهذا غير صحيح!!.
عندنا، لا تكلف الاحزاب والتجمعات والحراكات نفسها لفهم السياسات الاردنية العميقة الاغوار، وتعتقد تارة اننا في جيب الولايات المتحدة، وتارة اننا في جيب المعونات الاقتصادية الخليجية، وهي مع الاسف تستغل الصمت المقصود الرسمي، لتشوه قدر استطاعتها موقفاً، لو تدري، مشرفاً وعاقلاً وحكيماً، وفيه استقلالية اردنية حقيقية!!.