الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قبل داعش من كان وراء القاعدة في سورية؟!

قبل داعش من كان وراء القاعدة في سورية؟!

16.02.2016
بينة الملحم



الرياض
الاثنين 15-2-2016
    في استعادة لشريط الثورة السورية وقبل ما يظهر ما سمّيت بداعش كانت تتحدث القنوات السورية الرسمية عن وجود تنظيم القاعدة في سورية. وهو أمر لم تنفه القاعدة آنذاك، غير أن القصة ليست في وجود القاعدة أو عدم وجودها ذلك أن الدماء اختلطت حينها وأصبحت الحالة مرتبكة وانجر البلد السوري إلى حالةٍ من الغموض والتشابك بحيث يصعب إدراك الموجود من غير الموجود. غير أن الجدير بالذكر أن القاعدة كانت موجودة في سورية قبل الثورة وكان النظام يدعمها وأطلقها بقوة في العراق، وكان يوفر مراكز التدريب والتسلح على الحدود. الثورة ليست هي سبب وجود القاعدة في سورية بل النظام السوري هو سببها. ووجود القاعدة في سورية جاء أيضاً وتكثّف بعد الثورة بسبب ممارسات النظام الطائفية التي جعلت هذا التنظيم المتنقل يحشد حشوده لغزو النظام السوري من منطلقٍ طائفي بحت.
من المفارقات المضحكة وما أشبه اليوم بالبارحة هو تباكي النظام السوري على ضحاياه بسبب وجود داعش اليوم وفي الأمس بسبب القاعدة؛ لذلك لم يعد كافياً لأن ينطلي على الناس خداع النظام السوري وحلفائه وتمثيلياتهم، العديد من السجناء والقياديين أطلقهم النظام السوري من سجونهم إلى الأرض وهم من تنظيم القاعدة وذلك بهدف تخريب البلد وجعله ناراً. حينما حاول النظام السوري الإيهام بأن الثورة السورية سبب لنمو تنظيم القاعدة بسورية هو ذاته ما يعيد تكراره مع داعش والتي يتمنى ومن خلفها من قوى بقاءها، لأن النظام السوري بات ببساطة لا يعيش إلا عليها، بعدما استعان بالنظام الإيراني وميليشياته الإرهابية ولم ينجح واستعان بالروس ويدرك بأنه سيفشل.
النظام السوري الذي استفحل غباء واستنفد كل محاولاته لإنقاذ نفسه وبعدما خسر شعبه عدا كل المقدرات السورية التي يظن أن استعانته بتلك القوى عمل خيري لا يعي أو لا يريد أن يعي يتذكر الأموال الطائلة التي صرفها النظام على القاعدة منذ غزو العراق 2003. وجد النظام بالتعاون مع إيران في العراق مساحة هائلة لإدارة عملياته، يحاول أن يقتص منهم في ساحةٍ غير ساحته ولو على حساب موت آلاف العراقيين في العمليات الإجرامية التي تنفذ.
القاعدة التي كانت في سورية هي نتيجة ممارسات النظام وليست نتيجة الثورة السورية القوية والصامدة، كانت الصفقة بين النظام السوري والقاعدة قبل الثورة أن تدرّب القاعدة المقاتلين وأن يعطي النظام المال، قال لهم: منكم التدريب ومنا المال، ثم يطلقهم زرافاتٍ ووحداناً على الحدود وينتظر منهم تفجير العراق وإحراقه.
النظام السوري الذي عاش طيلة فترة حكمة على إيقاظ مشاكل الدول المجاورة، وكان يحب أن يكون كل مكانٍ مضطرب، ولا يريد الاستقرار للدول المجاورة سواء الأردن أو فلسطين أو العراق أو لبنان بطبيعة الحال، كل هذه الدول أرادها فوضوية متقاتلة متآكلة، صمدت الأردن بوجه خططه وبقي لبنان والعراق وكذلك فلسطين تحت سطوة التخريب السورية التي يقوم بها النظام. أفسد اتفاق مكة وجعل من كل اتفاقيةٍ بين الفلسطينيين أو اللبنانيين مستحيلة، ولهذا لا غرابة أن يتعاون النظام مع القاعدة بالأمس ومع داعش ومدعي الحرب على الشيطان الأكبر اليوم.
النظام السوري الذي جنّ جنونه مع حلفائه والنظام الإيراني الراعي الأكبر للإرهاب من إعلان السعودية محاربة داعش والتي يدعي أنه وحلفاؤه يحاربونها نسي أنه نظام مافيوي لم يخض أي حرب إلا الحرب ضد شعبه.