الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قبل فوات الأوان

قبل فوات الأوان

03.06.2013
عبدالله عبدالمحسن السلطان

عكاظ
الاثنين 3/6/2013
يستميت النظام الأسدي، ومعه إيران وحزب الله وروسيا والعراق، بقتال الشعب السوري مستهدفين هزيمة ثورته لكي يبقى بشار الأسد. تبرر إيران وحزب الله تدخلهما في الحرب الدائرة بسوريا بين الشعب السوري وبشار بالدفاع عن مقام السيدة زينب، وهذه حجة واهية. السنة في سوريا وفي كل مكان يحترمون ويحبون آل البيت جميعهم، ويدافعون عنهم ويؤمل من المسلمين جميعا مواجهة الحجة بالحجة، وإيضاح أن الذي يحب آل البيت لا يفتري عليهم وينسب لهم ما لم يقولوه أو يعملوه، ولا يكذب عليهم ويردد الخرافات عنهم طوال التاريخ! وصدق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه الذي كما يروى، قال: « عندما سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق..».
يأتي الاحتلال لمقام زينب من إيران عملا بتوجه الخميني الذي اعتبر المقامات الشيعية في العراق (في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء) محتلة ويجب تحريرها. هذه الخلفية يعتبرها الإيرانيون مستندا لحروبهم الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت...
تستخدم إيران الدفاع عن مقام زينب قناعا تختبئ وراءه لتضليل البسطاء والسذج لتبرر دخولها الحرب بصف بشار، وهي في الحقيقة توظف ذلك لتحقيق أهداف سياسية ترمي إلى هيمنتها الصفوية على المنطقة العربية ومن ثم إعادة المجد الصفوي والإمبراطوري الفارسي عن طريق تمددها في الدول العربية بدءا من العراق وسوريا. لهذه الأهداف السياسية، تمارس إيران أعمالها في البلاد العربية. وقد اعتادت إيران أن تجعل أدواتها في البلاد العربية هي التي تقوم بأعمال الحرب عنها وتستخدمها لأهدافها السياسية (كتاب : ياشيعة العالم استيقظوا، للإمام الدكتور موسى الموسوي، صـ 27 ــ 31).
ونتيجة الاستخدام السياسي للدين من قبل إيران، فقد قامت حروب وفتن لا علاقة لها بالشيعة، كالذي حاصل في سوريا اليوم. والسؤال: لماذا بعض بني يعرب لا يعون توظيف إيران واستخدامها لما تقوم به من أعمال طائفية، مدعية بأنها تخدم الدين والتشيع، وهي في الحقيقة تقصد خدمة أهدافها السياسية؟.
ولثارات وحسابات تاريخية قديمة دخلت إيران سوريا، ومن قبل العراق، بدوافع طائفية منها استهداف السنة في البلدين توطئة لتقسيمهما طائفيا وتمهيدا للقضاء على بلدي الخلافة الإسلامية وعاصمتيهما (دمشق وبغداد) اللتين احتضنتا ازدهار الحضارة الإسلامية. تريد إيران أن ينتج عن التقسيم دولة نصيرية على البحر المتوسط، ودولة صفوية جنوب العراق تهدد بها وتنطلق منها إلى دول الجزيرة والخليج. بمعنى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم إيران وإسرائيل... فالشعبان العراقي والسوري يعانيان من ممارسة التطهير العرقي الذي من ورائه وتشجعه إيران لأنه يؤدي للتقسيم. وأحداث التطهير في سوريا أبشع مما فعله اليهود بفلسطين في دير ياسين وغيرها. وتعمل إيران على أن يحصل التقسيم كذلك في البلاد العربية الأخرى. لذلك أقامت الفتن وزعزعت الأمن والاستقرار في العراق وغيرها وأقحمت حزب الله والعراق معها في الحرب الطائفية المعلنة من قبلهم في سوريا. وتجد إيران في روسيا السند المعين على تحقيق أهدافها بالمساعدات التي لا تقف إلى حد.
لما سبق ذكره دخلت إيران الحرب في سوريا بكل قوتها، ويعتبر قادتها أن الحرب حربهم وهذا ما أعلنوه بتكرار. وفي قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «وددت لو بيننا وبين فارس جبل من نار» حكمة تحث على التأمل في خطورة المخطط الإيراني الذي يريد بالعرب والمسلمين شرا، والعمل على إحباطه بكل
قوة. فإيران تعمل على تحقيق وصية الخميني المنشورة في مجلة الدستور اللندنية يوم الاثنين 21/10/1403هـ (1/8/1983م) والتي نصها: «هذه وصيتي: عندما تنتهي الحرب مع العراق علينا أن نبدأ حربا أخرى. أحلم أن يرفرف علمنا فوق عمان والرياض ودمشق والقاهرة والكويت».
فإن لم يوقف التمدد الإيراني قبل فوات الأوان فإن النظام السوري وإيران وحزب الله، إن انتصروا في الحرب، ستكون كارثة، وسيتوجهون إلى مناطق أخرى. وعندئذ يكون قد فات الأوان لكبح خطر إيران المحدق بالبلاد العربية .. والله أعلم.