الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فقة "جنيف" ترسم مستقبل الشرق الأوسط

فقة "جنيف" ترسم مستقبل الشرق الأوسط

28.11.2013
الوطن السعودية


الاربعاء 27-11-2013
في السياسة لا مجال للحديث عن الإنسان، كل المجال للحديث عن المصالح والتسويات.
"جنيف2" سيعقد في 22 يناير المقبل، أي إن أمام نظام بشار أكثر من 55 يوما لاستمرار قتل المدنيين وتهجيرهم، ما الذي يضمن عدم حدوث تغيرات كبيرة على الأرض في هذه الفسحة من الزمن من عمر الأزمة السورية؟
وإذا كان بشار لن يشارك في المؤتمر المقبل، كما وعد وزير الخارجية الفرنسي، فإن ممثلي النظام السوري سيحضرون، وما يهم الآن هو أن موعد "جنيف2" مرتبط كليا باتفاق جنيف المبدئي حول النووي الإيراني، فإيران ستجعل كلا من سورية ولبنان، وقبلهما العراق، مسرحا جديدا لتمددها السياسي، مقابل التخلي كليا عن امتلاك سلاح نووي، لتتهيأ لها الظروف للعب أدوار إقليمية كبرى في المستقبل. إيران لن تترك سورية ولبنان والعراق مهما كلف الأمر، ستترك السلاح النووي مرغمة، وربما طواعية أيضا، بسبب العقوبات الصارمة التي أنهكت اقتصادها، إذا كان المقابل هو ضمان وجودها في هذه الدول.
من المبكر الحديث عن المقايضات بين الغرب وإيران في الشرق الأوسط، لكن لا يمكن للإيرانيين التخلي عن موقفهم الصلب على مدى سنوات بشأن برنامجهم النووي دون ثمن حقيقي يعده الإيرانيون انتصارا كبيرا، مما يطرح أسئلة كثيرة حول مستقبل هذه المنطقة في ظل هذه التغيرات التي أحدثتها إيران قبل الغرب.
وفي حال التزمت إيران باتفاقها مع القوى الكبرى في الأشهر الستة المقبلة، وتمكن الطرفان من الوصول إلى حل نهائي للنووي الإيراني، والذي ستتخلى فيه إيران عن امتلاك السلاح النووي مقابل واقع سياسي إيراني جديد في المنطقة، فكيف سيكون وضع العلاقات العربية مع إيران، وتحديدا دول الخليج؟ ما الذي يضمن أن تبقى إيران في مربع العراق والشام وألا تتجاوزه إلى بلدان أخرى؟
ربما كانت المدة إلى "جنيف2" والفترة التي تليها وما يتبعها من تعهدات بشأن مستقبل سورية، فرصة لإيران والغرب من أجل اختبار الثقة بين الطرفين. روسيا ضمنت مكانا في المنطقة من خلال الحرب في سورية، وأميركا أوباما تنهج سياسة الاحتواء وترفض الحلول العسكرية التي كلفتها كثيرا، وتبقى إيران هي العقدة، والحل.