الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قتل سوريا بـاالبراغماتية

قتل سوريا بـاالبراغماتية

09.02.2014
صحف عبرية


صحف عبرية
القدس العربي
السبت 8/2/2014
تخمسة وثلاثين شهرا ومئة وسبعة وثلاثين الف قتيل في الحرب الاهلية في سوريا والاسرة الدولية غير قادرة على أن توافق على قرار مجلس الامن للامم المتحدة يدعو كل الاطراف للسماح للمنظمات الانسانية بادخال مؤن ضرورية من الغذاء والادوية. وكالمعتاد، تأتي المعارضة من ناحية روسيا. وعلى حد قول السفير الروسي الى الامم المتحدة فيتالي تشوركين، ‘من السابق لاوانه جدا. ليست فكرة جيدة البحث في القرار’. ويخشى على حد قوله من ‘التسييس للنزاع واوصى الغرب باتخاذ ‘نهج براغماتي’ تجاه نظام الاسد. ‘وعندما شدد المراسلون على تشوركين في أن سكان حمص المحاصرة يذوون منذ اشهر طويلة في الجوع اجاب بان ‘هذا ليس حصارا بحجم من النوع الذي رايناه على مدى التاريخ’.
حتى الان كان التدخل الخارجي الاكثر فظاظة في النزاع من جانب روسيا وايران اللتين واصلتا تسليح جيش الجيش في ظل القتال، وفي حالة ايران التدخل ايضا بشكل نشط في صالح النظام بارسال مستشارين عسكريين والاف المقاتلين من حزب الله، الذين في عدة معارك حرجة رجحوا الكفة في صالح النظام واغلب الظن منعوا في السنة الماضية سقوطه.
اذا كان ممكنا اتهام الغرب بشيء ما، فهو فائض البراغماتية. بشكل براغماتي امتنعت ادارة اوباما’ عن العمل باي شكل كان في الاشهر الاولى من القتال رغم أنه علم منذئذ بذبح الاف المواطنين. وفي تلك الفترة، عندما كانت قوات الثوار لا تزال في معظمها مقاتلين محليين معتدلين نسبيا كان يمكن ‘تزويدهم بسهولة نسبية بالسلاح عبر تركيا بل وتحديد منطقة انسانية محمية. وبدلا من ذلك، فضل اوباما ببراغماتية العمل بوسائل دبلوماسية، وضاعت الفرصة. واضح الان بان ارساليات السلاح التي سترسل الى سوريا ستصل، في بعضها على الاقل، الى الجماعات الجهادية التي تحولت بالتدريج الى اغلبية بين الثوار. في واشنطن يعترفون بانهم لو كانوا عملوا بشكل مختلف في 2011 يحتمل أن يكون الوضع اليوم مختلفا.
التدخل العسكري لن يكون في سوريا. كان هذا واضحا منذ بداية المواجهة. فقد وصل اوباما الى البيت الابيض وهو يحمل على كتفيه وعدا باخراج جنود الولايات المتحدة من العراق ومن افغانستان، وليس ادخالهم الى مواجهة جديدة. وحروبه ضد اجنحة القاعدة على انواعها يديرها في جهاز التحكم من بعيد، ولم يؤيد الثورة في ليبيا الا بعد ان جرته بريطانيا وفرنسا. وهناك ايضا لم يعمل اوباما قبل أن يحصل على الاذن من مجلس الامن وفقط بهجمات من الجو كمساعدة للثوار على الارض. بدون ‘احذية على الارض’.
كل العقائد الامريكية للتدخل في الشرق الاوسط انهارت. فليس للشعب الامريكي بعد القوة لـ ‘تغيير الحكم بالقوة’؛ ‘حرب الطائرات بدون طيار’ للاحباطات المركزة لن تغير الوضع هناك؛ ‘القيادة من الخلف’ مثلما في ليبيا لم تعد ذات صلة والسياسة التي انتهجت على نحو خاص تجاه سوريا عقيدة ‘الخطوط’ الحمراء’ لاوباما والتي وعدت برد قاس اذا ما استخدم الاسد سلاحا كيميائيا لفظت انفاسها عندما تبين بان الكونغرس لم يؤيد حتى هجوم عسكري محدود ردا على قتل مئات المواطنين بسلاح كيميائي. كان يمكن لاوباما ان يتجاوز الكونغرس ولكنه اختار بدلا من ذلك مخرجا براغماتيا لاتفاق بوساطة روسية لنزع السلاح الكيميائي السوري.
الحرب الاهلية في سوريا مستمرة منذ 35 شهرا. بعد 35 شهرا سيغادر اوباما البيت الابيض في ختام ولاية رئاسية ثانية. اذا استمر ببراغماتيته، فلن يكون ممكنا الامتناع عن التوقع بان يبقى الاسد في الحكم بعده ايضا.