الرئيسة \  تقارير  \  قراءة لتطورات أحداث الشرق الأوسط

قراءة لتطورات أحداث الشرق الأوسط

12.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏11‏/08‏/13
شهدت مصر وبعض الدول الاوروبية تحركات  دبلوماسية لإنهاء الازمة السياسية فيها كما شهدت بعض الدول الاوروبية تحركات دبلوماسية ايضا بالشأن السوري .
وقد أعلنت الحكومة المصرية المؤقتة فشل الوساطات الدولية اوروبية وامريكية وعربية ايضا قد باءت بالفشل وان المصريين  وحدهم  يستطيعون انهاء ازمة بلادهم السياسية من خلال حوار حقيقي يشمل جميع الاطراف السياسية . ويعزو خبراء منطقة الشرق الاوسط اعلان القاهرة فشل الوساطات لتأييد وير الخارجية الامريكي جون كيري بصراحة الانقلابيين بعد ان كانت واشنطن تتمانع إبداء رايها بالانقلاب رغم انها كانت وراءه وتصريحات كيري تأكيد حقيقي وقوف واشنطن وراء ذلك الانقلاب الذي اصبح بنظر الكثيرين غير شرعي وانتقاصا لارادة الشعب المصري وحرية اختياره  وان الدول العربية في مقدمتها السعودية  الاي كانت قد أيدت بشكل غير مباشر الانقلاب تراجعت عن التأييد بعد أن تبين لها عدم مصداقية الانقلابيين ، فالرئيس المصري المعزول محمد مرسي لم يستطع انجاز معجوات سياسية واقتصادية جراء مؤامرة حيكت ضد الاسلاميين منذ اليوم الاول لاستلامه مفاتيح رئاسة الدولة المصرية وما جرى بمصر من انقلاب ليس ضد الاخوان المسلمين فحسب بل ضد الاسلام في مصر والعالم الاسلامي قاطبة فالغرب لا يريد رؤية دولة اسلامية يحكمها اسلاميون وخاصة مصر وسوريا    فمقولة وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر انه لا حرب بالمنطقة بدون مصر ولا سلام بدون سوريا واقعي فتصريحات الرئيس المصري محمد مرسي حول الصهيونية لا تزال موضع قلق السياسة الغربية فالغرب يعتقد بأنه لو بقي مرسي بقصر عابدين واستطاع تحقيق انجاز اقتصادي يُخرج بلاده من الازمة السياسية والاقتصادية لاعلن الحرب ضد الصهاينة . ويعتقد مراقبو الشرق الاسوط ان ينجم عن الاحتجاجات المطالبة بعودة الشرعية نجاحها ولكن بشروط وضغوط والافضل اقناع نائب الرئيس المصري المؤقت للشئن الخارجية محمد البرادعي الاستقالة من منصبه وعودته الى فيينا اذ تبين للشعب المصري وللوسطاء الدوليين وقوفه وراء فشل الوسطات واذا ما أصر البقاء فان غموضا يكتنف مصر .
أما على الصعيد السوري فقد أظهر متعاطفون مع ايران  والنظام النصيري في سوريا  ارتياحهم لفشل مبادرة سعودية جديدة لاقناع روسيا من خلال مباحثات أجرها صاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود لموسكو أواخر شهر تموز/يوليو المنصرم واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  بعدم وضع عوائق تحول دون اتخاذ مجلس الامن الدولي قرارا يدين نظام بشار اسد  اذ اعتبر هؤلاء المراقبون رفض موسكو لمبادرة السعودية انتصار لبشار اسد وتقوية لموقف طهران المؤيد لرئيس نظام دمشق المذكور ، بينما رأى مراقبو منطقة الشرق الاوسط بالمبادرة السعودية دليل واضح قلق الرياض  على الشعب الشعب السوري الذي ازدادت ماساته اضافة الى قلقها ان ينجم عن التدخل الايراني بتلك الدولة اضافة الى تصريحات رئيس دويلة كردستان العراق مسعود بارزاني مؤخرا استعداد دويلته الدفاع عن اكراد سوريا قيام دويلة مستقلة للاكراد ينجم عنها تقسيم سوريا الى دويلات يسفر عنها قيام دويلات مذهبية وعرقية مستقلة بمنطقة الشرق الاوسط برمته .
أما عن العراق فيتوقع المراقبون عودة فرقا عسكرية  امريكية جديدة الى تلك الدولة فحكومة نوري المالكي تنتهج سياسة عصبية مذهبية ضد اهل السنة وهي تقف وراء الهوة التي تسع اكثر من ذي قبل بين العرب والاكراد المسلمين وما يجري من احداث عنف بتلك الدولة دليل واضح على وقوف امريكا وراءها فالتي احتلت العراق بوشاية من الشيعة والاكراد من اجل تفتيت تراب ذلك البلد واعطاء المجال لايران بفرض هيمنتها على دول منطقة الخليج العربي .
ويجزم الكثيرون بان ما يجري بتلك الدول المعروفة بـ / الربيع العربي / تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا من عنف محاولة يائسة للغرب بإفشال الربيع المذكور من خلال إحداث فتن يثيرها موالون لاوروبا والولايات المتحدة الامريكية اذ فقدت واشنطن بحسين مبارك معمر القذافي وزين العابدين بن علي وخشيتها من سقوط وشيك لبشار اسد عملاء لها استطاعوا على مر السنين هيمنة على شعوب وسياسة تلك المنطقة .