الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قرار واشنطن لا ينتظر أحداً!

قرار واشنطن لا ينتظر أحداً!

26.08.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
الاثنين 26/8/2013
حين نرفض التدخل العسكري الأجنبي أو حتى العربي في سوريا، أو حين نقبله ونروّج له.. فإن التدخل هذا لا علاقة له برفضنا أو قبولنا. وهو يحدث أو لا يحدث حين تقرر مصالح أميركا والغرب.
ليس لواشنطن وحلفائها مطامع في سوريا، وحين كنا نعتقد أن النظام في سوريا كان قوة في مواجهة إسرائيل، وأن أميركا تريد وضعها في مواصفات تخدم كيان إسرائيل وأمنها، فإن اعتقادنا كان قائماً على حالة دعائية، فقد ساهم السوريون في إثارة الصراعات اللبنانية - الفلسطينية، واستفاد من ذلك بدعوة أكثر الأطراف - المسيحيون - لتدخلها العسكري،.. لكنها لم تقف عملياً في وجه إسرائيل حين اجتاحت قواتها نصف لبنان حتى بيروت والجبل.. وتسبّبت في فرض شروط إسرائيل بخروج الفلسطينيين من لبنان!
واشنطن الآن تحت ضغوط أوروبية وعربية للتدخل في سوريا، وكلنا يعرف أنها لا تريد التدخل.. وسياستها قائمة على تقليل تواجدها العسكري في هذه المنطقة. وحين تدخلت في ليبيا كان ذلك بقرار مجلس الأمن. وقامت طائراتها بعمليات لمدة أربعة أيام وتركت المهمة للأوروبيين وللعرب -قطر والإمارات-.
... الآن لا قرار من مجلس الأمن، ولا تدخل فواشنطن تريد استعمال سوريا كـ»منطقة تقتيل» لإيران، ولحزب الله، ولمجموعات فيلق القدس العراقي الذي يعمل بقيادة إيرانية.
خطة واشنطن هي انهاك المتدخلين، وإبقاء المعارضة على الحفّة، ويبدو الآن أن هناك سياسة جديدة. ففي شرق المتوسط تكثيف لآلة الحرب الأميركية المقاتلة عن بعد - الطائرات من على حاملتها، وصواريخ كروز من سفن خاصة بها، وهناك الآن حاملة طائرات وأربع سفن محملة بصواريخ كروز.
وسيناريو التدخل ليس معقداً، فهناك قوات قتالية جوية عربية وأوروبية وكندية، قادرة على تدمير الجيش النظامي السوري، وطرق مواصلاته وموانئه، ومطاراته، وصواريخه.. وهذا يتيح للمعارضة السورية المؤلفة من العناصر المنشقة عن الجيش النظامي تحركاً فاعلاً، يمكنه من السيطرة على المدن الرئيسية.
..الخطر في المجموعات المصنّفة إرهابية وهذه ستجد نفسها تتحارب: قوات النصرة السُنيّة، مع جيش العراق والشام الشيعي. وهؤلاء قادرون على تصفية أنفسهم - مع معونة استخبارية - خلال عشرة أيام.
..التدخل إذن ليس انقاذ سوريا، وإنما «تقتيل» قوات التدخل الإيرانية، اضعاف حزب الله، واضعاف الجماعات العراقية، وضرب العمود الفقري للوجود الإيراني في المنطقة!
السيناريو يحتاج إلى مشاهد، وتفاصيل ولوجستيات، وهذه تحدث الآن في واشنطن وفي المنطقة. فقرار واشنطن لا ينتظر موافقة الروس وإيران،. ولا هو وليد رغبة عربية. الجديد أن الثمرة نضجت، وحان موسم القطاف!