قطر تلعب دورا كبيرا في سوريا وتقدم السلاح للمتمردين

نيويورك تايمز 29/6/2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
مع تصاعد زخم إمدادات السلاح للمعارضة السورية العام الماضي, فإن إدارة أوباما طالبت حلفاءها العرب بالحفاظ على نوع واحد من السلاح بعيدا عن متناول أيدي المتمردين وهي الأسلحة الحرارية المحمولة على الكتف.
وحذر المسئولون الأمريكان من أن الصواريخ يمكن أن تستخدم يوما ما من قبل الجماعات الإرهابية, التي ينتمي بعضها للقاعدة, لإسقاط طائرات مدنية.
ولكن دولة واحدة تجاهلت هذا التحذير وهي قطر, الإمارة الصغيرة المصدرة للنفط والغاز والتي جعلت من نفسها دولة لا غنى عنها لقوات المتمردين الذين يقاتلون الحكومات العربية "المتحجرة" حيث تقوم بنقل السلاح إلى المتمردين السوريين الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد منذ عام 2011.
منذ بداية العام, وفقا لأربعة مسئولين أمريكان وشرق أوسطيين على دراية بالتقارير الاستخباراتية حول نقل السلاح, فإن قطر استخدمت شبكة أسلحة سرية لنقل ما لا يقل عن شحنتين من الصواريخ المحمولة على الكتف, إحداهما صواريخ إف إن-6 صينية الصنع, للمتمردين السوريين الذين استخدموها ضد سلاح الجو السوري. نشر هذه الصواريخ يأتي في الوقت الذي توقع فيه مسئولون أمريكان أن قطر بدأت بترجمة قرار الرئيس أوباما للبدء في جهود محدودة لتقديم السلاح للمتمردين السوريين على أرض الواقع, إضافة إلى دول عربية أخرى تدعم المتمردين, مما يعتبر ضوء أخضر للتوسع في تقديم شحنات السلاح.
جهود قطر الحثيثة لدعم المعارضة السورية المحاصرة تعتبر أحدث خطوة من قبل هذه الدولة التي تعمل على استخدام ثروتها لشق طريقها إلى الصفوف الأولى في عمليات صنع القرار في الشرق الأوسط, مما يربك كلا من حلفائها في المنطقة وفي الغرب على حد سواء. هذه السياسة مرشحة للاستئناف حتى مع تنحي الزعيم القطري حمد بن خليفة آل ثاني الأسبوع الماضي, لصالح ابنه ذو ال 33 عام.
يقول مسئول غربي رفيع المستوى حول القطريين:"إنهم يوجهون ضربات تفوق وزنهم. وهم يحافظون على التوازن من خلال عدم خضوعهم لأي طرف من الأطراف. كما أن نفوذهم أتى نتيجة أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم".
الرئيس أوباما كان حذر الشيخ حمد في اجتماع خاص في واشنطن في أبريل من مخاطر تسليح المتطرفين الإسلاميين في سوريا, وذلك في حين يحذر المسئولون الأمريكان من الضغط بصورة كبيرة على الحكومة القطرية. يقول أحد المسئولين الأمريكان :"سوريا حديقتهم الخلفية, ولديهم مصالحهم الخاصة التي يعملون على تحقيقها".
المسئولون القطريون من جانبهم رفضوا التعليق.
الولايات المتحدة لا تملك روافع مؤثرة فيما يتعلق بدور قطر في سوريا لأنها بحاجة إلى مساعدة قطر في جبهات أخرى. حيث من المفترض أن تستضيف قطر محادثات السلام بين الأمريكان ومسئولين أفغان وطالبان, الذين افتتحوا مكتبا سياسيا لهم في الدوحة, العاصمة القطرية.
جهود قطر السرية لدعم المتمردين السوريين بدأت في الوقت نفسه الذي كانت تزيد فيه من دعمها لمقاتلي المعارضة في ليبيا الذين كانوا يعملون على إسقاط حكومة العقيد معمر القذافي. قدرتها على لعب دور فعال في السوق الرمادية العالمية للسلاح عزز بوجود طائرات شحن سي -17 التي اشترتها من شركة بوينغ عام 2008, عندما كانت أول دولة في الشرق الأوسط تمتلك طائرات بعيدة المدى.
إدارة أوباما باركت بصورة ما الشحنات التي كانت تقدم إلى ليبيا والتي كانت تحتوي على رشاشات وبنادق آلية وقذائف الهاون, ولكن المسئولين الأمريكان شعروا بقلق فيما بعد مع وجود أدلة متنامية على أن قطر كانت تقدم السلاح للميليشيات الإسلامية هناك.
الأمريكان وبعض المسئولين العرب عبروا عن قلقهم من حصول نفس هذا الأمر في سوريا, حيث تحول الإسلاميون في الشمال إلى أكثر الفصائل قدرة بين فصائل المعارضة, ويعود ذلك بجزء منه إلى الأسلحة القادمة من قطر. السعودية حاولت مؤخرا انتزاع السيطرة من قطر ولعب دور أكبر في إدارة شحنات السلاح المقدمة إلى المتمردين السوريين, ولكن مسئولين وخبراء أجانب قالوا إن شحنات قطر لا زالت مستمرة. مصدر القلق الأكبر يتعلق بالصواريخ المحمولة على الكتف - التي تسمى مان بادز المضادة للطيران – التي ترسلها قطر إلى سوريا منذ بداية الحرب. هناك مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر صورا لمتمردين في سوريا وهم يحملون أسلحة تتضمن نماذج من أسلحة إف إن -6 الصينية الصنع المقدمة من قطر,التي استخدمها المتمردون في مرات عديدة.
الفيديو الأول ظهر في فبراير وأظهر متمردين يحملون الصواريخ الصينية, التي لم تظهر قبل ذلك في الصراع ومن غير المعروف أن الحكومة السورية كانت تملكها.
مسئولون غربيون ومتمردون قالوا إن هذه الصواريخ قدمت من قبل قطر, التي اشترتها من تاجر غير معروف وأرسلتها إلى تركيا. هذه الشحنة كانت شحنة الصواريخ الثانية على الأقل التي تنقل تحت رعاية القطريين. شحنات الصواريخ الغربية السابقة لهذه جاءت من مستودعات قطر.
الشحنات كانت صغيرة, وفقا لما قاله المسئولون الغربيون والمتمردون ولا تزيد عن بضعة صواريخ. وقال المتمردون إن شحنات الصواريخ الصينية كان فيها مشاكل فنية وفي بعض الأحيان تفشل حتى في إطلاق النار. الدفعة الأولى من صواريخ إف إن-6 شوهدت في عهدة مجموعات تعمل تحت قيادة الجيش السوري الحر, مما يوحي أنها وزعت على الأقل في البداية لمقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة ولم تصل مباشرة إلى المتطرفين أو المجموعات المرتبطة بالقاعدة.
مسئولون أمريكان وعرب قالوا إن إستراتيجية قطر عبارة عن خليط من الأيدلوجيا – حيث أن الأسرة الحاكمة تؤمن بدور بارز للإسلام السياسي في الحياة- ومزيدا من الحسابات المتعصبة.
وقال مسئول شرق أوسطي :"إنهم يرغبون في دعم المنتصرين".
في اجتماعات السيد أوباما مع قادة الأردن والإمارات عبر عن تذمره من شحنات السلاح القطرية كما اشتكى من أن قطر تنتهج إستراتيجية متهورة.
في لقاء السيد أوباما مع الشيخ حمد في البيت الأبيض في 23 أبريل, قال مسئولون أمريكان إنه حذره من أن الأسلحة تصل إلى الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وهي مجموعة تابعة للقاعدة, كانت الولايات المتحدة قد صنفتها ضمن المجموعات الإرهابية.
وقال مسئول رفيع المستوى في إدارة أوباما :"كان من المهم أن يفهم القطريون أن النصرة ليست مجرد منظمة تعمل على زعزعة الوضع في سوريا فقط بل إن من مصلحتنا القومية أن لا يحصلوا على السلاح".
ولكن تشارلز ليستر, المحلل في مركز أي أتش أس جاينز لدراسات الإرهاب و التمرد في لندن المختص في شئون المجموعات الإرهابية المتطرفة في سوريا, قال إن هناك أدلة خلال الأسابيع الماضية تشير إلى أن قطر زادت من دعمها للجماعات المسلحة المتشددة الناشطة في شمال سوريا.
كما قال السيد ليستر إنه لم يكن هناك أدلة على أن قطر تسلح جبهة النصرة, ولكنه قال إنه وبسبب ديناميكيات التسليح الموجودة على الأرض, فإن نقل الأسلحة القطرية إلى جماعات معينة سوف يؤدي إلى نفس النتيجة عمليا.
كما قال من خلال رسالة إلكترونية :"قطعا فإن أي شحنات للسلاح تقدم من قبل دولة مثل قطر, سوف تستخدم في عمليات مشتركة مع جبهة النصرة, هذا إن لم يتم اقتسامها مع المجموعة أصلا".
بعض المتطرفين يمتلكون صواريخ حرارية على الأقل ونشروا مقاطع فيديو لهم, على الرغم من أن المصادر التي تشير إلى وجود هذا السلاح لا تظهر على مقاطع الفيديو فقط. كما يبدو واضحا أن هذه مصدر هذه الصواريخ غربي وليس صينيا فقط.

Taking Outsize Role in Syria, Qatar Funnels Arms to Rebels
By MARK MAZZETTI, C. J. CHIVERS and ERIC SCHMITT
Published: June 29, 2013
The missiles, American officials warned, could one day be used by terrorist groups, some of them affiliated with Al Qaeda, to shoot down civilian aircraft.
But one country ignored this admonition: Qatar, the tiny, oil- and gas-rich emirate that has made itself the indispensable nation to rebel forces battling calcified Arab governments and that has been shipping arms to the Syrian rebels fighting the government of President Bashar al-Assad since 2011.
Since the beginning of the year, according to four American and Middle Eastern officials with knowledge of intelligence reports on the weapons, Qatar has used a shadowy arms network to move at least two shipments of shoulder-fired missiles, one of them a batch of Chinese-made FN-6s, to Syrian rebels who have used them against Mr. Assad’s air force. Deployment of the missiles comes at a time when American officials expect that President Obama’s decision to begin a limited effort to arm the Syrian rebels might be interpreted by Qatar, along with other Arab countries supporting the rebels, as a green light to drastically expand arms shipments.
Qatar’s aggressive effort to bolster the embattled Syrian opposition is the latest brash move by a country that has been using its wealth to elbow its way to the forefront of Middle Eastern statecraft, confounding both its allies in the region and in the West. The strategy is expected to continue even though Qatar’s longtime leader, Sheik Hamad bin Khalifa al-Thani, stepped down last week, allowing his 33-year-old son to succeed him.
“They punch immensely above their weight,” one senior Western diplomat said of the Qataris. “They keep everyone off balance by not being in anyone’s pocket.”
“Their influence comes partly from being unpredictable,” the diplomat added.
Mr. Obama, during a private meeting in Washington in April, warned Sheik Hamad about the dangers of arming Islamic radicals in Syria, though American officials for the most part have been wary of applying too much pressure on the Qatari government. “Syria is their backyard, and they have their own interests they are pursing,” said one administration official.
Qatari officials did not respond to requests for comment.
The United States has little leverage over Qatar on the Syria issue because it needs the Qataris’ help on other fronts. Qatar is poised to host peace talks between American and Afghan officials and the Taliban, who have set up a political office in Doha, the Qatari capital. The United States Central Command’s forward base in Qatar gives the American military a command post in the heart of a strategically vital but volatile region.
Qatar’s covert efforts to back the Syrian rebels began at the same time that it was increasing its support for opposition fighters in Libya trying to overthrow the government of Col. Muammar el-Qaddafi. Its ability to be an active player in a global gray market for arms was enhanced by the C-17 military transport planes it bought from Boeing in 2008, when it became the first nation in the Middle East to have the durable, long-range aircraft.
The Obama administration quietly blessed the shipments to Libya of machine guns, automatic rifles, mortars and ammunition, but American officials later grew concerned as evidence grew that Qatar was giving the weapons to Islamic militants there.
American and Arab officials have expressed worry about something similar happening in Syria, where Islamists in the north have turned into the most capable section of the opposition, in part because of the weapons from Qatar. Saudi Arabia recently has tried to wrest control from Qatar and take a greater role in managing the weapons shipments to Syrian rebels, but officials and outside experts said the Qatari shipments continue. The greatest worry is over the shoulder-fired missiles — called man-portable air-defense systems — that Qatar has sent to Syria since the beginning of the year. Videos posted online show rebels in Syria with the weapons, including the Chinese FN-6 models provided by Qatar, and occasionally using them in battle.
The first videos surfaced in February and showed rebels wielding the Chinese missiles, which had not been seen in the conflict previously and were not known to be in Syrian government possession. .
Western officials and rebels alike say these missiles were provided by Qatar, which bought them from an unknown seller and brought them to Turkey. The shipment was at least the second antiaircraft transfer under the Qataris’ hand, they said. A previous shipment of Eastern bloc missiles had come from former Qaddafi stockpiles.
The shipments were small, the Western officials and rebels said, amounting to no more than a few dozen missiles. And rebels said the Chinese shipments have been plagued with technical problems, and sometimes fail to fire. The first FN-6s were seen in the custody of groups under the Free Syrian Army banner, suggesting that they were being distributed, at least initially, to fighters backed by the United States and not directly to extremists or groups with ties to Al Qaeda.
American and Arab officials said that Qatar’s strategy was a mixture of ideology — the ruling family’s belief in a prominent role for Islam in political life — and more hard-nosed calculations.
“They like to back winners,” one Middle Eastern official said.
In meetings with Mr. Obama, the leaders of Jordan and the United Arab Emirates have expressed a host of grievances about the Qatari shipments and have complained that Qatar is pursuing a reckless strategy.
In Mr. Obama’s meeting with Sheik Hamad at the White House on April 23, American officials said, he had warned that the weapons were making their way to radical groups like Jabhet al-Nusra, also known as the Nusra Front, a Qaeda-affiliated group that the United States has designated as a terrorist organization.
“It was very important for the Qataris to understand that Nusra is not only an organization that destabilizes the situation in Syria,” said one senior Obama administration official. “It’s a national security interest of ours that they not have weapons.”
But Charles Lister, an analyst with the IHS Jane’s Terrorism and Insurgency Center in London who follows the Syria opposition groups, said that there was evidence in recent weeks that Qatar had increased its backing of hard-line Islamic militant groups active in northern Syria.
Mr. Lister said there was no hard evidence that Qatar was arming the Nusra Front, but he said that because of existing militant dynamics, the transfer of Qatari-provided arms to certain targeted groups would result in the same practical effect.
“It’s inevitable that any weapons supplied by a regional state like Qatar,” he said via e-mail, “will be used at least in joint operations with Jabhet al-Nusra — if not shared with the group.”
At least some extremists have already acquired heat-seeking missiles and have posted videos of them, although the sources for these arms are not apparent from videos alone. And they appear to have been made principally in the Eastern Bloc, not in China.
WASHINGTON — As an intermittent supply of arms to the Syrian opposition gathered momentum last year, the Obama administration repeatedly implored its Arab allies to keep one type of powerful weapon out of the rebels’ hands: heat-seeking shoulder-fired missiles.
http://www.nytimes.com/2013/06/30/world/middleeast/sending-missiles-to-syrian-rebels-qatar-muscles-in.html?pagewanted=all&_r=0