الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قطر.. ومعاناة اللاجئين السوريين

قطر.. ومعاناة اللاجئين السوريين

17.01.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الخميس 15-1-2015
مازالت الأوضاع في سوريا وأوضاع اللاجئين خارجها تفوق حجم الكارثة الإنسانية والأخلاقية، على مدى أربع سنوات، دون أن يتحرك الضمير العالمي لإغاثة المنكوبين وردع بشار وعصابته عن القتل اليومي للأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
لقد حملت الحرب "الأسدية" على الشعب السوري آلاما ومآسي للعالم الحر وكشفت عوار النظام الدولي الذي هب في ساعة للاحتشاد في باريس للتنديد بمقتل 12 صحفيا، مع بشاعة الحدث، ولكن كم من 12 ألف شخص قتلوا بأسلحة فتاكة وبراميل متفجرة وصواريخ في سوريا، ومر أكثر من 1400 يوم ولم تتحرك مظاهرة لزعماء العالم حتى للتنديد بما يحدث من إبادة لشعب بأكمله.
إن اللاجئين السوريين يحتاجون إلى إغاثة فورية، بما يحفظ عليهم إنسانيتهم وحياتهم، بعيدا عن التلاسن بين الدول العربية في الشرق والغرب، وهي مسؤولية كل عربي ومسلم في الآن معا، خصوصا مع هذا الشتاء القارص وسقوط ضحايا من الأطفال الأبرياء بسببه.
وانطلاقا من مسؤولية قطر تجاه أشقائها السوريين، تسابقت الدولة قيادة وشعبا وهيئات خيرية ومؤسسات دعوية، لجمع تبرعات لإخوانهم السوريين، على مدى هذه السنوات العجاف، وقدمت قطر الخيرية مساعدات إغاثية بقيمة 3.3 مليون ريال للاجئين السوريين في تركيا، واستفاد منها 20 ألف لاجئ. ووقع الهلال الأحمر القطري مع مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان التابعة للأمم المتحدة اتفاقا لتوفير مواد إغاثية عاجلة لنحو 150 ألف شخص، ووزعت أمس المساعدات الشتوية على 771 عائلة سورية.
ورغم ما تبذله قطر من جهود جبارة قيادة وشعبا لإغاثة الشعب السوري، إلا أن الكارثة اكبر من أن تتحملها دولة وحدها مهما كانت إمكانياتها، لذا فإن العالمين العربي والإسلامي مطالبان بالتكاتف لحل هذه الكارثة الإنسانية التي لم تسبق في التاريخ الحديث.
كما أن المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مطالبة أيضا بالتحرك سريعا والبعد عن ازدواجية المعايير التي يعاملون بها الشعوب والقضايا العربية، فحتى الآن ورغم كل هذه المساعدات فإنها لم تغط سوى نصف احتياجات اللاجئين السوريين العاجلة، حتى نحفظ حياة الإنسان السوري وكرامته على هذه الأرض بدلا من "العيش في الظل".