الرئيسة \  مشاركات  \  فقط في سوريا؟

فقط في سوريا؟

27.06.2015
إبراهيم الإسماعيل




المركز الصحفي السوري 24/6/2015
ينام السوريين على أصوات البراميل والألغام والحاويات المتفجرة، وعلى أصوات دوي سيارات الإسعاف، وأصوات صراخ وبكاء النساء و أنين الأطفال الذين ارتعشت قلوبهم خوفاً وألماً.
فقط في سوريا؟
السحور والفطور مع دماء الشهداء وركام المنازل، وصراخ الحجارة التي تناثرت عليها أشلاء المصابين من أطفال وشيوخ ونساء.
فقط هنا يقف الأطفال على ركام بيتهم المهدم، وعيونهم تبكي دماً وألماً وحرمان، فقد سلبت منهم الطائرات أبيهم وأمهم وحرمتهم حنانهما.
ليحكي هؤلاء بلغة لا يفهما الظالمين ولا الحاقدين لغة تبكي الصخر، وتشتم العالم الذي تخاذل عن نصرة هؤلاء الأطفال، الذين يتمتهم الحياة ومنعتهم وأبكت قلوبهم العالم.
فقط في سوريا؟
يقتل المئات بل الآلاف يومياً من السوريين بأقسى أنواع الأسلحة التي لم يشهد بها العالم، لتدمر بيوت وأملاك المدنيين من أهالي سوريا وتقتل أطفالهم ونسائهم وحتى الحيوانات وحتى أي شيء لم يسلم من أسلحه النظام الحاقدة.
لا يكاد يمضي يوم بدون تشريد وتهجير مئات العائلات من قراهم فتخلوا هذه القرى من كل أطياف البشر، لتبقى طائرات الأسد في السماء والبراميل والألغام في بيوت هذه القرى، لتحرق كل ما يوجد وتحرم الناس من منازلهم وأغراضهم التي بقيت تحت رحمة البراميل المتفجرة.
فقط هنا حتى من قد استشهد وأصبح في باطن الأرض لم يجد، مفراً من ضربات النظام فقد شهدت عدة مقابر قصف بالصواريخ والمدفعية، نعم كم من أطفال ومن نساء ومن شيوخ ومن شباب قتلوا على أيدي النظام، كم من بيوت دمرتها آلة النظام كم من ناس ماتوا تحت الركام وكم من غيرهم مات خنقاً بالغازات، وكم من غيرهم مات معذباً ذليلاً وكم وكم.
ماذا بقي لم يفعل ولم يجرب في شعب سوريا وأرضها، هل بقي سلاح في العالم لم يستخدم ضد السوريين؟ هل بقية منظمة وهيئة عالمية لم تدخل على سوريا ولم تشاهد ولم ترى وتسمع، ولكن ما الفائدة لم تؤثر شيئاً ولم تردع النظام بل على العكس تماماً، لم يعد السوريين يردون قدوم هذه المنظمات لأنهم سيدفعون الثمن غالياً بعد ذلك من قتل وتعذيب ودمار.
فقد شهد السوريون أن هذا العالم منافق كاذب لا يهمه كم يقتل وكم يدمر أبدا وإنما يقف جنباً إلى جنب مع أداة القتل والدمار.
فلم يعد يأمل السوريين إلى بالله فهو الوحيد القادر على نصرهم، وتخليصهم من واقعهم المؤلم، وحلمهم بوطن أمن وحياة حرة كريمة لا تحوي ظلم ولا ظالمين.