الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قلق أردني من نجاحات الاسد الأخيرة

قلق أردني من نجاحات الاسد الأخيرة

26.04.2014
عاموس هرئيل


القدس العربي
هآرتس 24/4/2014
الجمعة 25/4/2014
بعد سلسلة نجاحات لنظام الاسد في المعارك التي حدثت في الاشهر الاخيرة في الحرب الاهلية السورية، أخذ يلوح الآن امكان أن يركز الجيش السوري جهوده مجددا في القتال في جنوب الدولة ولا سيما بالقرب من الحدود مع الاردن. ونشرت في وسائل الاعلام العربية في الاسابيع الاخيرة عدة أنباء تفيد بأنه يتوقع عملية عسكرية واسعة للنظام السوري في المنطقة التي نشبت فيها الهبة الشعبية في سوريا قبل ثلاث سنوات تقريبا.
بدأت المظاهرات على نظام الاسد في مدينة درعا في آذار 2011 واقتصرت في البداية على احتجاج اقتصادي. وانتشرت في غضون اشهر معدودة في أنحاء الدولة كلها وزادت التقديرات بين ربيع 2012 وربيع 2013 التي تفيد أن النظام قريب من نهايته. ومنذ ذلك الحين نجح الرئيس بشار الاسد في أن يرجح الكفة لصالحه وذلك في الأساس بفضل دعم اقتصادي وعسكري واضح من روسيا وايران ومساعدة وحدات مقاتلة من حزب الله.
بعد احتلال عدة بلدات ذات أهمية تكتيكية كبيرة في جبل القلمون بالقرب من الحدود مع لبنان، سجل الجيش السوري انجازات ايضا في عدد من المدن الكبيرة في سوريا ومنها حمص وحلب حيث نجح في أن يزيح في المدة الاخيرة قوات المتمردين عن مواقع رئيسة.
في درعا نفسها بقي في السنوات الاخيرة وجود قوي لمنظمات المتمردين المختلفة، وكلما طالت مدة الحرب برزت فيها فصائل مسلحة متطرفة تستمد الالهام من القاعدة. وتم تقاسم السيطرة في البلدة بين النظام والمتمردين وجرى القتال فيها وفيما حولها في ضعف نسبي قياسا بمناطق اخرى. ويرى النظام الآن أهمية في السيطرة على درعا كي يصد امكان تقدم المتمردين نحو دمشق من جهة الجنوب.
تم الابلاغ في الايام الاخيرة عن وقوع خسائر من المتمردين في معارك مع الجيش في درعا، وكثرت في مقابل ذلك الانباء عن استعدادات الجيش لعملية أكبر. إن نشاط الجيش السوري في المنطقة يوجب يقظة اسرائيلية ايضا بسبب القرب النسبي من المنطقة الحدودية في جنوب هضبة الجولان، لكن الاردن هي القلقة قلقا خاصا من تأثيرات التوتر هناك. على حسب تقرير في الصحيفة العربية ‘القدس العربي’ التي تصدر في لندن، أُرسل في المدة الاخيرة ضابط استخبارات اردني الى سوريا للقاء سري طلب فيه من السوريين أن يركزوا جهدا عسكريا على المجموعات المؤيدة للقاعدة في المنطقة الحدودية بين الدولتين.
قبل سنتين دعا عبد الله ملك الاردن الى استقالة الاسد بسبب الفظائع التي نفذها النظام على مواطنيه، لكن يبدو الآن أن الأسرة الهاشمية أصبحت أكثر حذرا بازاء النجاحات السورية. ويخشى الاردن آثار نشاط المنظمات المتطرفة بالقرب من الحدود. وعلى حسب أنباء نشرت في وسائل الاعلام العربية أصبحت عمان تتلقى مساعدة من اسرائيل باستعمال طائرات بلا طيارين في مهمات استطلاعية بغرض زيادة الرقابة على المنطقة الحدودية مع سوريا.
والاردنيون قلقون في الوقت نفسه من تيار اللاجئين الضخم الذي يأتي من سوريا. فعلى حسب عدة تقديرات أصبح عدد اللاجئين في الاردن قد بلغ مليون شخص. وتحاول السلطات الاردنية أن تحد من خروج اللاجئين من المخيمات في شمال الدولة الى سائر أجزاء المملكة خشية توتر بينهم وبين المواطنين الاردنيين وذلك على الخصوص للمنافسة في اماكن العمل. في الوقت الذي يسجل فيه نظام الاسد انجازات في مناطق كثيرة في سوريا أصبحت الصورة في طول الحدود مع اسرائيل عكس ذلك تماما، فالنظام السوري يسيطر الآن على جيبين فقط على طول الحدود، أما منظمات المتمردين فتزيد من عمق سيطرتها على المنطقة.