الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قلق في إيران من البطالة والفساد وانهيار القيم

قلق في إيران من البطالة والفساد وانهيار القيم

02.06.2014
علي جنتي


الحياة
الاحد 1/6/2014
تجمع في طهران لفيف من الأشخاص من اجل ابداء القلق ازاء نتائج المفاوضات النووية، ولكنه أغفل ان هذه المفاوضات تجري نزولاً على تفويض من قيادة النظام العليا. وأعلن المفاوضون اكثر من مرة التزامهم مواقف الجمهورية الإسلامية الثابتة، في وقت ابدی القائد (المرشد) ثقته بالفريق المفاوض. ودعت شخصيات دينية في مدينة قم الأحد الماضي إلی تجمُّع جماهيري للإعراب عن قلقها ازاء اوضاع إيران الثقافية.
ويبدو ان القلق يسود بعض الأوساط. وأنا تشغلني كذلك أوضاع الثقافة في البلد، وأضم صوتي الى صوت هذه الجماعات، ولكن شتان بين قلقي وقلق كثيرين من أعضاء الحكومة ومحبي النظام وبين قلق اولئك الذين تجمعوا في طهران وقم. نحن قلقون من الوضع الثقافي في البلد وتفشي ظاهرة الكذب والاتهامات وإثارة الرأي العام وتصادم الأحزاب، علی رغم مرور اكثر من ثلاثة عقود علی ترسيخ النظام القيم الإسلامية. يُقلقنا أن يلجأ بعض الصحف ووسائل الإعلام التي تتغذی من الأموال العامة الی التزوير والتحريف وإبراز اخبار من اجل تشويش الرأي العام. ونحن قلقون كذلك من بعض الشخصيات التي تلوم المسؤولين من دون التحقق من صحة تقارير تصلها من بعض التيارات السياسية التي تحاول اقصاء منافسيها. نحن قلقون من سقوط القيم الأخلاقية في المجتمع، تحديداً في اوساط الذين يفترض ان يكونوا قدوة هذا المجتمع. ويساورنا القلق كذلك ازاء بطالة ملايين من الشباب، وشلل النشاطات الإنتاجية وانخفاض معدل النمو الاقتصادي وانتشار ظاهرة الإدمان علی المخدرات وتفكك آلاف العائلات وارتفاع نسبة الطلاق. وتشغلنا كذلك قضايا مثل الحجاب والعفة في المجتمع وظاهرة الفساد الاقتصادي، وسعي العدو الی اطاحة الهوية الثقافية الوطنية الإسلامية عبر ترويج الثقافة الغربية. وتقلقنا المقاطعة الاقتصادية الظالمة للشعب الإيراني الذي بدد ثرواته وتكبد خسائر باهظة.
نحن قلقون من الحملة المنظِّمة على انجازات الحكومة المنتخبة، لذلك أدعو الإيرانيين الی دعوة المناصرين لإقامة تجمعات واجتماعات والتعاون من اجل تشخيص مشاكل المجتمع الأساسية وإيجاد حلول لها استناداً الى توجيهات القيادة الداعمة للحكومة من اجل تجاوز الظروف الحساسة وبناء البلد، وبلوغ مآرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وترسيخ قيمها. وتبرز الحاجة الى رص الصفوف في مواجهة نفوذ الأعداء وتجنب الأفخاخ الثقافية والحفاظ علی القيم الإسلامية، وفي مقدمها الصدق والصدقية والتحقق من المعلومات والإشاعات والتزام قوله تعالى "ان جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا" لكي لا نقع في المحظور. ويجب أن نلتزم توجيهات القائد في ادارة الاقتصاد والثقافة ادارة جهادية لتحقيق النمو الاقتصادي، بما نملك من امكانات وتبديد كل أنواع القلق.
* وزير الثقافة والإرشاد، عن "أرمان" الإيرانية، 14/5/2014، إعداد محمد صالح صدقيان