الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قمة التحديات في قمة شرم الشيخ

قمة التحديات في قمة شرم الشيخ

28.03.2015
رأي القدس
رأي القدس



القدس العربي
الخميس 26-3-2015
ثمة تحديات وجودية، وأجندات سياسية متباينة تخيم على اجواء القمة العربية السادسة والعشرين المقرر ان تنعقد في شرم الشيخ بعد غد السبت، ناهيك عن الخلافات السياسية التي تكاد تكون من الطقوس العربية الثابتة منذ القمة الاولى التي استضافها منتجع انشاص في مصر قبل سبعين عاما.
وربما يحق للمراقب للاعمال التحضيرية للقمة ان يتشكك في ان يتمكن الزعماء او وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم التي لن تدوم الا سويعات من اجراء مناقشة موضوعية حقيقية تليق بحجم تهديدات تاريخية، في اطار من الاهتراء والتردي غير المسبوق في النظام الرسمي العربي.
فمن الدولة الفلسطينية التي تعهد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بعدم السماح بقيامها، الى اليمن الذي اصبح جزءا من "الكماشة الايرانية" خاصة اذا سقطت عدن في ايدي الحوثيين، الى اختراقات تنظيم "الدولة" و"ولاياته " المزعومة التي اصبحت تنتشر من العراق إلى المغرب العربي، تبدو الخلافات العربية العربية في هذه الظروف بمثابة رفاهية لا يطيقها احد.
ومن هنا فان ملف تنقية الاجواء العربية، والذي لم يظهر رسميا في اوراق التحضير للقمة حتى الآن، يبدو حاسما في امكانية التوصل الى موقف عربي متماسك.
وفي اختصار بليغ، قال مساعد الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي في افتتاح الاجتماع التحضيري امس الاول انه "ترشيد لجدول اعمال القمة، تم التوافق على عدد محدود من امهات المسائل هي الصراع العربي الاسرائيلي والامن القومي العربي ومواجهة الارهاب والتطرف، الذي سيكون الموضوع الرئيسي للقمة، وكذلك دعم الموقف العربي من الازمات الحادة مثل سوريا واليمن وليبيا والصومال، وتطوير الجامعة العربية".
اما الواقع فانه لا يوجد موقف عربي واحد اصلا من هذه الازمات، بل مواقف اما غير مبالية او متحاربة على الارض، كما انه لم يعد للجامعة العربية دور يذكر في اغلب الصراعات العربية، حيث تتولى الوساطة الامم المتحدة غالبا عبر مبعوث فاشل يسهم في تعقيد النزاع بدلا من حله، كما حدث في سوريا من قبل ويحدث حاليا في اليمن الذي أصبح على شفا حرب اهلية وتعالت الدعوات لتبرير التدخل العسكري فيه.
ووسط طبول الحرب، قد لا تنجح جهود بعض الدول سعيا لإعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية والتحذير من ان فوز نتنياهو ينذر بالتصفية النهائية للقضية الفلسطينية عبر فرض حل "الوطن البديل في الاردن"، او التنبيه الى ان المواجهة مع الارهاب يجب ان تكون سياسية واجتماعية وثقافية وليست امنية وعسكرية فقط، او فتح قنوات علنية للحوار مع ايران، اسوة بالامريكيين والاوروبيين، لبحث الازمة في اليمن وغيره.
ولكن كيف ستؤثر هذه الاجندة على العلاقات العربية العربية؟ وهل التدخل في اليمن سيكون نزهة عسكرية مثل التدخل في البحرين؟
واخيرا الى متى تبقى الجامعة العربية مجرد جهة لاصدار الاختام بالتدخل العسكري؟ فيما تواصل عجزها عن تطوير آلياتها بما يجعلها قادرة على تحقيق الاهداف الاكثر شمولا التي اسست من اجلها في مثل هذا الشهر في العام 1945؟