الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قمة بايدن - بوتين .. المساعدات للسوريين قبل أي بحث آخر 

قمة بايدن - بوتين .. المساعدات للسوريين قبل أي بحث آخر 

16.06.2021
المدن


المدن  
الثلاثاء 15/6/2021 
على الرغم من توقعات بعدم حصول تفاهم كامل حول الشأن السوري وملفاته المتشعبة في لقاء القمة الأميركية-الروسية المرتقب الأربعاء، في جنيف، إلا أن حظوظ التوصل إلى اتفاق في الملف الإنساني المتعلق بإدخال المساعدات إلى الشمال السوري عبر الحدود التركية، تبدو قوية، نظراً لحاجة واشنطن وروسيا إلى الانتقال من هذه الجزئية نحو ملفات أعقد. 
ويميل مراقبون إلى التفاؤل بخروج لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بنتائج مرضية بالحد الأدنى، في ملفات المساعدات، واستدامة التهدئة على الجبهات. 
ويلخص مصدر مطلع على نقاشات الإدارة الأميركية أجندات القمة، ببحث تمديد التفويض لإدخال المساعدات عبر "باب الهوى"، وإضافة معابر أخرى لإدخال المساعدات (باب السلامة، اليعربية)، والانتقال في حال موافقة بوتين، إلى مناقشة تسريع تنفيذ القرار الدولي 2254. 
ويشير المصدر ل"المدن"، إلى الانقسام الحاصل داخل الإدارة الأميركية، بشأن حجم حضور الملف السوري في القمة، موضحاً أن قسماً من الإدارة يعارض طرح الملف السوري بشكل مطول، باعتباره جزءاً من المفاوضات مع إيران، مقابل قسم يرى ضرورة بحث الملف السوري. 
ووفق المصدر ذاته، نجحت تحركات الجالية السورية في واشنطن بحمل الإدارة الأميركية على تبني خيار تناول الملف السوري في لقاء بايدن- بوتين قائلاً: "لروسيا أيضاً المصلحة بوضع الملف السوري على طاولة اللقاء". 
ويقول المصدر: "وجدت الإدارة الأميركية في الملف الإنساني ضالتها، لأن تناوله يخفف عنها الانتقادات بالتقصير في الملف السوري، ويعفيها من مهام مناقشة الملف السياسي الذي يحتاج إلى وقت طويل ونقاشات معمقة". 
وحول توقعاته للنتائج التي ستخرج بها القمة، يجيب: "المناخ العالمي يذهب نحو تخفيف التوترات، بسبب التداعيات الكارثية لفيروس كوفيد-19، وبالتالي هناك تفاؤل يسود بأن تخرج القمة بتفاهمات في الملف الإنساني، خصوصاً وأن معارضة روسيا لتمديد التفويض الدولي، يعرضها لأكثر من مأزق، والأهم أن لموسكو مصلحة في تحريك الملف السياسي". 
ويرى المصدر أن معارضة روسيا لإدخال المساعدات يعني البحث من جانب أميركا والاتحاد الأوروبي عن خيار بديل بالتنسيق مع تركيا، "بدأت تتسرب معلومات عن خطة بديلة لإدخال المساعدات، من دون قرار أممي، بحيث يتم تناول طرح إدخال المساعدات للشمال السوري نقداً، وهذا ما يؤدي إلى حرمان مناطق سيطرة النظام من المساعدات الدولية، وبالتالي زيادة صعوبة الوضع المعيشي". 
وينهي المصدر حديثه ل"المدن" قائلاً: "يدرك بوتين أن بايدن ليس له صبر على الدخول في نقاشات تحتاج إلى نفس طويل، ولذلك لن تستغرق النقاشات بخصوص المساعدات إلا دقائق معدودة". 
لا يبدو الملف السوري أولوية لبايدن، خلافاً لبوتين الذي يريد استثمار ذلك لحمل بايدن على تبني استراتيجية في سوريا، تتجاوز مسألة بقاء بشار الأسد، واختصار الحل بوضع دستور جديد.