اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ قوّة الشعب كقوّة السيل ؛ إذا ضُبطت ووُجّهت تُعمّر.. وإذا أُفلتتْ تُدمّر!
قوّة الشعب كقوّة السيل ؛ إذا ضُبطت ووُجّهت تُعمّر.. وإذا أُفلتتْ تُدمّر!
22.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
الشعب : المادّة التجارية الأولى ، للساسة :
لكلّ تاجر، أنواع من السلع ، يشتريها ويبيعها ! وسلعة السياسي ، التي يتاجر بها ، هي الشعب :
في الانتخابات : يَطلب أصوات الشعب ، يسعى إلى كسبها ، بشتى السبل المباحة ، عامّة ، وغير المباحة ، أحياناً ! وذلك ؛ كي يحقّق لنفسه فوزاً ، يتيح له الجلوس ، على كرسي : في برلمان ، أو رئاسة دولة ، أو وزارة، أو بلدية ، أو مجلس مختارية في قرية !
يتحدّث السياسي ، عادةً ، باسم الشعب ؛ فيردّد : الشعب يطلب كذا .. الشعب يريد كذا .. الشعب يصرّ على كذا .. الشعب يرفض الأمر الفلاني .. الشعب يهدّد بالتظاهر، إذا لم تحقّق مطالبه المشروعة ..!
وحين يعيِّن السياسي ، نفسَه ، ناطقاً رسمياً ، باسم الشعب ، يَعلم أن الشعب ، عامّة ، مختلف المشارب والتوجّهات ! كما يعلم أن الشعب ، بعمومه ، لا يكترث بمنصب الناطق العامّ ، باسمه ، وأن لهذا الشعب ، قيادات وأحزاباً ، تقوده ، أو تحرّكه ، أو توجّه حركته ! بَيدَ أن السياسي ، أيّ سياسي ، لايملك ، في عمله السياسي، إلاّ أن يتحدّث باسم الشعب ؛ لأن الشعب، هو، سلعته الوحيدة ! فإذا لم يتحدّث باسمه، فليس أمامه، إلاّ الحديث باسم نفسِه ، وهذا لايمنحه فرصة الفوز، في أيّة معركة انتخابية ، أو غيرها ! فلو قال أحدهم : أنا أريد كذا .. لقيل له : حَسنٌ ، وما علاقتنا بما تريد ؟
عناصر الإثارة والتحريض والتحريك ، للشعوب :
العقيدة : العقيدة الدينية ، هي من أهمّ عناصر التحريض والتحريك ، للشعوب المسلمة ، عامّة ! وكانت أهم عنصر تحريض ، للنصارى، في الحروب الصليبية ، التي شنّوها، للاستيلاء على بيت المقدس ! أمّا اليوم، فقلّما يَرفع الساسةُ النصارى ، شعار العمل ، أو القتال ، في سبيل العقيدة النصرانية ! وإن كانت الشعوب النصرانية ، تحمل نوعاً من الحذر ، أو التوجّس ، تجاه الشعوب غير النصرانية ، و الإسلامية منها ، خاصّة! وحين ذكَر الرئيس الأمريكي بوش ، أن حربه في العراق ، حرب صليبية ، ثارت ضدّه زوبعة إعلامية ! حتى زعم بعضُ الإعلاميين ، أن الجملة ، فُهمت بطريقة غير صحيحة ! وزعم بعضهم ، أنها زلّة لسان ، غير مقصودة !
الحاجات الأساسية : من طعام وشراب ، ودواء ووقود .. من أهمّ عناصر التحريك للشعوب ! فنقصُها، أو ارتفاع أثمانها ، يؤجّج غضب الشعوب ؛ فتخرج ، مدافعة عن أرزاقها ! وقد تَسقط حكومة ، أو وزارة ، من شدّة غضب الشعب ، واحتجاجاته ، على رفع أثمان السلع الأساسية ، التي تحتاجها حياته ، وحياة أسَره !
الشعارات السياسية : هذه تحرّك الشعوب ، في بعض الدول والمناسبات ، حين ترفعها قوى سياسية ، تجيد توظيفها ، بطريقة ، تُخرج الناس ، من بيوتها ، للاحتجاج والتظاهر! وعلى سبيل المثال : خوض حرب ، لا مصلحة للشعب فيها .. أو الدعوة إلى إيقاف حرب شديدة الكلفة ، من الناحية البشرية ، على الشعب ! وحربُ أمريكا في فيتنام ، مثال صارخ ، على ذلك !
آليات تحرّك الشعوب : باتت وسائل التواصل الاجتماعي ، اليوم ، من أهمّ الوسائل ، لتبادل الآراء ، بين النشطاء السياسيين ، الذين يحرّضون الناس ، ويحرّكونهم، للخروج إلى الشوارع ، في: مظاهرات ، واحتجاجات، واعتصامات ! بَيدَ أن هذه التحرّكات الشعبية ، قلّما تكون مجدية ؛ لأنها لاتكون ، في العادة ، مؤطّرة ، في أطر سياسية مناسبة ! فسرعان ماتَمتصّ الحكومات القائمة ، مثل هذه التحرّكات ، وتخمد جذوتها !
آليات تحريك الشعوب : هذه الآليات تكون ، في العادة ، من عمل الساسة المتمرّسين ، الذين يعرفون، كيف يخاطبون الجماهير، وكيف يقنعونها بالخروج ، إلى الشوارع ، لتحقيق أهداف : سياسية ، أو اقتصادية ، أو اجتماعية ، أو غيرها !
آليات توظيف الشعوب : الشعوب ، في العادة ، مادّة خام ، يوظّفها صاحب القدرة على التوظيف ، وصاحب المصلحة فيه ! وقد تكون الحكومات ، هي الأقدر، على التوظيف ، أحياناً ، كما قد تكون القوى المعارضة المنظّمة ، هي الأقدر، على التوظيف !
وآليات التوظيف كثيرة ، من أهمّها : معرفة المفاتيح المؤثّرة في الناس ، واستعمالها بطرائق ذكية ! ومن أهمّها، كذلك ، معرفة المسنّنات الاجتماعية ، وطرائق تشابكها .. وتحريك بعضها ، ليحرّك بعضها الآخر، والآخرُ يحرّك الآخر.. وهكذا !
وقد تحرّكت شعوب الربيع العربي ، في عدد من الأقطار ، فأسقَطت بعض الحكام ! بَيدَ أن قوى الثورة المضادّة، المتمرّسة في المكر، والعبث السياسي .. استطاعت ، أن تعبث بحركة الشعوب ، وأن تُفتّتها ، بالتعاون ، مع قوى خارجية .. وأن تعيد الشعوب ، إلى صُوَر من القمع والفساد ، أشدّ ممّا ثارت عليه !