الرئيسة \  تقارير  \  كاتب فرنسي: بعد ستة أشهر.. المأساة أن الحرب ستستمر في أوكرانيا لأن بوتين لا يستطيع التراجع

كاتب فرنسي: بعد ستة أشهر.. المأساة أن الحرب ستستمر في أوكرانيا لأن بوتين لا يستطيع التراجع

24.08.2022
القدس العربي


باريس- ‘‘القدس العربي’’:
الثلاثاء 23/8/2022
في مقاله بصفحة الرأي في صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية، حول حصيلة ستة أشهر من الحرب في أوكرانيا، قال الجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار إن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية إلى الاستيلاء على كييف في غضون ثلاثة أيام وتنصيب حكومة موالية له فشلت لأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية اخترقت أسرار هيئة الأركان العامة الروسية وحولت خططها العملياتية إلى الجيش الأوكراني، الذي قسّم نفسه إلى وحدات صغيرة قائمة بذاتها، ومجهزة بقاذفات صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات. وهاجم بشجاعة الأعمدة الآلية الروسية. وتراجعت قوة المشاة الروسية، التي فقدت بعد ذلك أكثر من ألف دبابة، شمالا، وتخلت عن السيطرة على كييف.
وأضاف رينو جيرار التوضيح أن النجاحات الروسية الكبرى تم تحقيقها في الجنوب الأوكراني، حيث قام جيش بوتين بالاستيلاء على ثلاث مناطق استراتيجية: مدينة خيرسون، على الضفة الغربية لنهر دنيبر، ما يضمن له إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم؛ ومحطة الطاقة النووية العملاقة زابوريجيا، التي تضمن الكهرباء لجميع المناطق المحتلة؛ ساحل بحر آزوف.
ستة أشهر من الحرب أطاحت بما لا يقل عن 100 ألف رجل من كل جانب. الوحدات القتالية منهكة. الروس – الذين لا تسيطر قواتهم الجوية على الأجواء الأوكرانية والذين لم يعد أسطولهم يغامر في الجزء الغربي من البحر الأسود – قد تخلوا مؤقتا عن مهاجمة أوديسا وإقامة روابط مع ترانسنيستريا. يبدو أن الأوكرانيين، الذين أعلنوا قبل شهر ونصف عن إنشاء ‘‘جيش من مليون رجل’’ لاستعادة أراضيهم الجنوبية المحتلة، قد صدوا هذا الهجوم المضاد الواسع إلى أجل غير مسمى. تبدو الجبهة الآن مستقرة. وقد أفسحت “حرب الحركة” الطريق أمام حرب الاستنزاف.
استولى بوتين بالقوة على خمس الأراضي الأوكرانية. لكنه لم ينفذ أيا من المهمتين اللتين حددهما بنفسه: ‘‘تخليص أوكرانيا من النازية’’ (تغيير النظام) فيها، ونزع السلاح منها.
وتابع الكاتب القول إنه على الرغم من معاناة أوكرانيا من خسائر بشرية ودمار مادي كبيرين، إلا أنّها فخورة بكونها قاومت الغزو وواجهت أحد أقوى الجيوش في العالم. فبفضل المعدات التي قدمها الغرب، أصبحت، إلى جانب بولندا، القوة العسكرية الرائدة في أوروبا الشرقية. وقد نجحت في الحصول على الوضع الرسمي لدولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي. أمامها مستقبل واضح إذا بذلت الجهد في بنائه. ولديها القدرة على أن تصبح بولندا جديدة.
بالنسبة لروسيا، يرى رينو جيرار أن المستقبل أقل وضوحا، معتبرا أنه من خلال إخفاقاتها العملياتية وجرائم الحرب، شوهت سمعتها العسكرية، وضحت بعلاقاتها الاقتصادية مع أوروبا والتي كانت مربحة جدا لها. كما أن حوالي ثلاثة ملايين من النخبة الفكرية والتكنولوجية في روسيا انتقلوا إلى الخارج.
وعزا الكاتب رفض معظم الدول في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وآسيا إدانة روسيا إلى اعتبارها بأن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه في العراق.
وقال رينو جيرار إن المأساة أن الحرب ستستمر لأن بوتين لا يستطيع التراجع.. ويعلم أن الأنظمة الاستبدادية نادرا ما تنجو من الهزائم العسكرية، وفق الكاتب.