كامب دافيد مصنع الأفخاخ الأمريكية

المنسق العام للهيئة السورية للإعمار

أعزائي القراء..
يبدو أن إجتماع أوباما مع الحكام العرب الخليجيين صار مؤكدا في منتصف هذا الشهر في منتجع كامب دافيد.
إنطباعي على هذا المنتجع انطباع سيئ وكذلك انطباعكم على ما أعتقد ، فهو لايعدو عن كونه مركزا لنصب الخدع ضد الأمة العربية .
فإجتماعات السادات مع رموز الكيان الاسرائيلي عقدت هناك..
وإجتماعات فلسطينية لتثبيت الكيان الإسرائيلي عقدت هناك..
وإجتماعات لإحتلال العراق العربي وتحويله الى عراق صفوي عقدت هناك..
ومؤامرات اخرى...
اليوم يدعو الرئيس (المزنوء) أوباما رؤساء الدول الخليجية للإجتماع به في كامب دافيد .وإن صدق حدثي فإن السيد اوباما سيبدأ بكلمة إفتتاحية بالترحيب بالضيوف العرب ، ثم يبدأ بالعتب الشديد المشوب بالضغوط عليهم لعدم تفهم موقفه وسيحلف لهم بأغلظ الإيمان بأنه لن يخون العشرة الطويلة فكل ماتسمعوه ايها الضيوف الأعزاء هو مجرد إشاعات فقط..
وبعد الفصل الاول يبدأ الفصل الثاني بطلب مساعدتهم لينهي أولا ملف إيران النووي وبمساندته في مخططه هذا والذي سيصب في تخفيف ضغوط إيران على الضيوف الاعزاء.وسيسمح له يقطع الطريق على الجمهوريين الذين يتربصون به الدوائر ..ثم يبدأ الفصل الثالث المتعلق بموضوع سوريا وثورتها فسيطلب منهم التخفيف من دعم الثوار حتى ينهي برنامج إيران النووي ومساعدته على إقناعهم بعدم الزحف على الساحل وعدم محاصرة دمشق في الوقت الحاضر.
وكذلك سيطلب منهم التخفيف من هجمات التحالف العربي على حوثيي اليمن ووضع هدنة دائمة كل ذلك ( لناحية إنسانية بحته )وعليهم ان يتفهموا موقفه من العراق .
ولكن ...سيعدهم بحلحلة الامور بالتتابع ..
بمعنى آخر فإن كل وعود اوباما ان كتب لها الحياة فستحال الى الرئبس رقم 50 اي بعد مرور ست رؤوساء على البيت الابيض.
هذا هو تماما ما تحوي جعبة اوباما للرؤساء العرب.
وهذا هو كل مقصده من إجتماعات كامب دافيد للوصول الى الكونجرس ومعه كل الحلفاء العرب على قلب واحد.
أعزائي القراء..
بإختصار شديد ...
اوباما يكذب ..
واطلاق هذه الصفة ليس تجنيا عليه فقد حاز على هذه الصفة بإمتياز فالتجارب معه تشير الى ذلك.. وتحويل مسار الثورة السورية الى حرب ثانوية بين الثوار ومتطرفين ليسلم المجرم الاسد هو احد هذه البراهين ، وتناقض تصريحاته بين مد وجذب هو برهان آخر..
وعلى الحكام العرب وهم يرتاحون حول المدفاءة الشهيرة في المنتجع ان يتذكروا ان هناك إتفاقا سريا عقد بين مستر اوباما وبين بوتين لاعطاء الأسد فرصة حتى ينهي اوباما خدمته بالبيت الابيض ولم يعد هذا الإتفاق سرا ولتفعل روسيا وايران ما يشاءون في سوريا فوعده لهم ان لايحرك ساكنا ، بل ان يساعدهم في مخططهم.
إذن اجتماع كامب دافيد هو خدعة اوبامية .. وعلى الحكام العرب اليوم ان يفهموا ذلك وان يكون موقفهم هو موقف الند للند. فالعرب اليوم اقوياء بثوار سوريا اذا وقفوا معهم بصدق.. وهم اقوياء بتحالفهم العربي ضد ايران في اليمن ودعم تركيا لهم.
وأريد ان أضيف امرا هاما يؤكد ان وعود اوباما للعرب بحل الموضوع السوري والعراقي واليمني بعد انهاء نووي ايران هو كذبة كبرى .
فعلى سبيل المثال ، لماذا لم تحل امريكا نووي كوريا الشمالية على الطريقة الإيرانية .اي على حساب كوريا الجنوبية علما ان كوريا الشمالية هي قوة هائلة تلقى دعما صينيا وروسيا معا.. بل كانت أمريكا حازمة مع الكوريين الشماليين فتوقف تطوير نووي كوريا الشمالية. وخرج الحليف الكوري الجنوبي قويا دون ان تساوم امريكا عليه.
بينما اللعبة الامريكية الإيرانية تبدو وكأنها تمثيلية غير متقنة بل ركيكة ومع ذلك يريد اوباما تسويقها للعرب.
الحكام العرب عليهم ان يكونوا واضحين وحازمين وجادين ..
سقوط الاسد وعصابته اليوم قبل الغد هو المطلب رقم واحد الشعب السوري لن يحيد عليه ولو بقي مقاتلا لوحده وتدجين الحوثيين واعادتهم الى بيت الطاعة هو المطلب رقم إثنان. وتسليح المسلمين السنة في العراق بالسلاح المتطور لإعادة التوازن الى العراق العربي وانهاء حكم المليشيات هو المطلب رقم ثلاثة.
هذه هي المطاليب المشروعة ...مطالب واضحة لا لبس فيها هي حق عربي على ارض عربية يملكها شعب عربي . هذا الشعب هو صاحب القرار .فالقرار في دمشق والقرار في صنعاء والقرار في الرياض وليس في كامب دافيد.
فأمريكا التي ترتعد امام الملالي ويسعى حكامها لارضائهم لم تعد أمريكا التي يعتمد عليها في تنفيذ مطالبكم ايها العرب.
فطيران التحالف بقيادة السعودية لاخضاع الحوثيين يحقق تقدما بإضطراد.
والثوار السوريين سيطرقون ابواب دمشق محررين فاتحين.. وليذهب كامب دافيد مركز صناعة الخدع والمؤامرات على العرب للجحيم.