الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كان الانتصار قريباً

كان الانتصار قريباً

24.06.2013
راشد فهد الراشد

الرياض
الاثنين 24/6/2013
    قبل أشهر مضت من عمر ثورة الشعب السوري المطالبة بالحرية والكرامة من نظام الاستبداد والقهر والظلم، كان الجيش السوري الحر في قلب دمشق على بعد أمتار من القصر الجمهوري يصنع ملحمة النصر، ويقترب كثيراً من تحقيق حلم وآمال الشعب في إسقاط جلّاده، والعبور إلى استعادة سورية من غاصبيها الفرس، ومصادرة عروبتها وتاريخها وإرثها الحضاري والفكري عبر تحويلها إلى مزرعة تسمى "سورية الأسد"، وفجأة تراجع الجيش السوري الحر عن مواقعه، وجغرافيا تقدمه، وانحسرت طلائعه إلى أمكنة بعيدة يشاغب في فضائها، ويعلن عن مجرد وجوده وتواجده، لكنه لا يحدث تهديداً أو يشكّل رعباً للنظام كما كان يمارس ويفعل، ذلك لأن قرار الدول الكبرى مَنَع الدعم له بالسلاح، لأنه يريد أن يبقي على حال المراوحة في الحالة، وأن يستمر النظام لا يُهزم، والجيش الحر لا ينكسر تماماً لكن انتصاره مؤجل، إن لم يكن غير مطلوب..
بالأمس أكدت الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية التي اجتمعت في الدوحة في إطار "مجموعة أصدقاء الشعب السوري"، فتح الباب أمام زيادة تسليح المعارضة السورية من أجل استعادة "التوازن" على الأرض مع النظام، تمهيداً للدفع نحو حل سلمي على أساس مبادئ مؤتمر جنيف. واتخذ المجتمعون "قرارات سرية" لتغيير الوضع على الأرض في سورية، وندّدوا ب" تدخل ميليشيات حزب الله ومقاتلين من إيران والعراق في القتال إلى جانب النظام السوري"، مطالبين ب "أن يغادر هؤلاء المقاتلون سورية على الفور". واعتمد اجتماع الدوحة مقاربة خلاّقة، إذ تم تأكيد مبدأ دعم المعارضة عسكرياً وسياسياً مع ترك الحرية لكل بلد في المجموعة لتقديم شكل الدعم الذي يريد، وإرسال جميع المعدات بشكل عاجل للمعارضة على الأرض، كل دولة حسب طريقتها، لتمكينها من مواجهة الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه وحماية المدنيين السوريين. وطالبوا العراق ولبنان بتأمين حدودهما لمنع تسرب المسلحين والأسلحة.
كان منطلق هذه القرارات - كما عبّر عن ذلك الشيخ حمد بن جاسم - أن الدعم المعنوي وحده لن يكون كافياً، بل يجب تقديم كل أنواع الدعم للائتلاف الوطني لقوى المعارضة وللمجلس العسكري حتى يصبح قادراً على مواجهة قوات النظام والقوى الإقليمية والعالمية الداعمة له.
وأكد الشيخ حمد أن الاجتماع اتخذ "قرارات سرية" لتغيير الوضع على الأرض، مشيراً إلى أن تسع دول في المجموعة متفقة على الدعم العسكري من خلال المجلس العسكري ل "الجيش السوري الحر".
لقد خُذل الشعب السوري بأقسى ممارسات الخذلان، وترك فترة يصارع أقداره مع نظام شرس ظالم قاتل وميليشيات تجمّعت من إيران والعراق ولبنان تذبحه، وتشرّده، وتقضي على مقوّمات حياته، ودولة كبيرة كروسيا يظهر زعيمها معلناً تزويد النظام الآن ومستقبلاً بطائرات ودبابات وصواريخ وآلة القتل ولا أحد يريد أن يسكّن متحركاً.
هل آن أوان دعم الجيش السوري الحر بالسلاح..؟