الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كان على الأسد أن يكون غورباتشيوف سوريا !

كان على الأسد أن يكون غورباتشيوف سوريا !

11.05.2013
سركيس نعوم

سركيس نعوم
النهار
السبت 11/5/2013
عن سؤال: ما هو الموقف الفعلي لأوباما من قضية فلسطين، أجاب العربي الاميركي الذي تعاطى من خلال عمله غير السياسي مع شخصيات اميركية كبيرة، وعمل على قضايا عدة أهمها الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، قال: "أوباما يريد حلاً لقضية فلسطين. وهو يتعاطف مع حقوق الفلسطينيين. لكنه أيضاً أميركي يلتزم حرص بلاده على أمن إسرائيل وسلامتها. على كل حال اعتقد أنه مع حل لقضية فلسطين، ومع تسوية أميركية – إيرانية استراتيجية لا تكون على حساب العرب، وتحديداً الذين منهم حلفاء اميركا وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية. الأمران يهدِّئان المنطقة. أوباما لا يزال مصراً على حل سلمي تفاوضي مع إيران. وقد تكون هناك مباحثات سرية أميركية – إيرانية". ماذا عن سوريا وما يجري فيها منذ سنتين؟ سألتُ أجاب: "كان على الأسد أن يكون غورباتشيوف سوريا ونظامه. غورباتشيوف كان عظيماً. نظام الاتحاد السوفياتي كان أكثر صلابة وقسوة من نظام الأسد. ورغم ذلك "فتحه" على العالم. أنت تقول إنه كان على والده الرئيس الراحل حافظ الأسد أن يؤسس نظاماً مدنياً وربما علمانياً في سوريا، وكان قادراً على ذلك في رأيك، أو على الأقل أن يحاول كما حاول أتاتورك في تركيا قبله بعقود ونجح. لكنه لم يفعل، علماً أنه "يُتَّهم" بالعلمانية وهو ليس كذلك. بل على العكس ان النظام السوري عائلي وفئوي بغطاء قومي عربي".
ماذا عن تركيا؟ سألتُ أجاب: "لقد "عرّضت كتفيها" كثيراً. راهن عليها العرب. وقيل أن اميركا انزعجت منها لأنها لم تقم بشيء من كل الذي وعدت به السوريين. في أي حال أميركا لم تكن مستعدة يوماً للتدخل العسكري في سوريا حتى لا يحصل معها ما حصل  سابقاً في العراق، وما لا يزال يحصل في أفغانستان". علّقتُ: لكن عدم إقدام أميركا على أي عمل في سوريا مع تركيا سيجعل من سوريا عراقاً ثانياً. ردّ: "صحيح. لكن الاميركيين ليسوا مستعدين لقبول عمل عسكري مباشرة يتضمن إرسال جنود الى أرض المعركة. حرب العراق أذت كثيراً هيبة الجيش الأميركي. وهو الآن في حاجة الى إعادة هيكلة (Restructuration). وهي جارية حالياً. الأتراك والأميركيون لا يريدون افغانستان ثانية. المراقبة والمتابعة الاميركيتان لما يجري في سوريا، عبر الأقمار الاصطناعية وعبر الموفدين وبواسطة الطيران الحربي، تؤكدان أنه شبيه بما كان يجري ولا يزال يجري في أفغانستان. ولا أحد يريد ذلك". قيل ان وزير الخارجية كيري الذي التقى الرئيس السوري 7 او 8 مرات يوم كان شيخاً في الكونغرس (لجنة الشؤون الخارجية) خرج في النهاية خائباً ومصدوماً. لماذا؟ وما رأيك في ذلك؟ أجاب: "بريجينسكي (مستشار الأمن القومي لرئيس اميركي أسبق) زار الأسد عام 2009. سمع منه حديثاً جيداً عن إصلاحات يعتزم أو يلتزم القيام بها، وشرحاً في الوقت نفسه للعقبات التي تعترضها وقد جعله ذلك شبه متأكد من عدم الجدية. قد يكون هذا ما حصل لكيري".
في جلسة أخرى مع العربي الأميركي نفسه الذي تعاطى مع شخصيات اميركية كبيرة وعمل على قضايا عدة أهمها الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تناول كلامه لبنان فقال: "في أثناء الحروب اللبنانية وبعد اجتياح إسرائيل أجزاء واسعة من لبنان عام 1982 ارتكب السياسيون اللبنانيون ولا سيما المسؤولون خطأ قاتلاً. الرئيس الجميل خان أو خدع (Double crossed) أميركا. فهو كان يؤكد لها في استمرار انه يراهن عليها وحدها لإخراج إسرائيل من بلاده وكذلك سوريا والفلسطينيين (وجود مسلح). لكنه في الوقت نفسه كان يفاوض إسرائيل وتحديداً وزير دفاعها أرييل شارون عبر صديق قريب منه ومستشار. وتوصل معها في النهاية الى ورقة فاجأ بها شارون الموفد الرئاسي الاميركي فيليب حبيب ووزير الخارجية الاميركي في حينه جورج شولتز وكل المسؤولين في واشنطن. يومها كان رونالد ريغان رئيساً لأميركا. وكان عنده ما يسمى خطة ريغان (Plan Reagan) لحل أزمة الشرق الأوسط. وقد اعتبر أن احتلال إسرائيل أجزاء من لبنان يُعطِّل مبادرته، وأن انسحابها منه ثم الفلسطينيين والسوريين يفتح الطريق أمامها، وان الجميّل خربط خطته. سوريا حافظ الأسد قالت أكثر من مرة في أثناء احتلال الـ82 نحن لا نفرض أي شيء. لكننا لن نقبل شيئاً خطياً بين لبنان وإسرائيل. ربما نقبل تفاهمات شفهية. إسرائيل عطّلت كل ذلك. ذهبنا الى المملكة العربية السعودية قابلنا ولي عهدها في حينه الامير فهد بن عبد العزيز".
ماذا جرى بينه وبين الوفد الأميركي؟